وصل بطريرك أنطاكيا، وسائر المشرق للموارنة الكاردينال بشارة بطرس الراعى، إلى دمشق الليلة الماضية فى زيارة هى الأولى من نوعها منذ عقود طويلة لحضور حفل تنصيب بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر اليازجى الذى يجرى، اليوم الأحد. وقال مصدر فى بطريركية الروم الأرثوذكس، التى تتخذ من دمشق مقرا لها، إن الدعوة وجهت إلى الكاردينال الراعى لحضور حفل التنصيب، وكل المدعوين سيحضرون. وكان مجمع الأساقفة الأنطاكى الأرثوذكسى، انتخب أسقف أبرشية أوروبا للروم الأرثوذكس يوحنا اليازجى بطريركا خلفا لأغناطيوس الرابع هزيم الذى توفى فى الخامس من ديسمبر الماضى فى أحد مستشفيات بيروت بعد إصابته بجلطة دماغية. ودخل الراعى سوريا برا عبر نقطة المصنع الحدودية، واحتفى بعيد القديس مارون، شفيع الطائفة المارونية، مساء أمس فى الكنيسة المارونية بدمشق حيث ترأس القداس. وقال فى كلمة له: "إن الإصلاحات ضرورية فى كل مكان لكنها تتم بالحوار والتفاهم والتعاون وتنبع من الداخل ولا تفرض فرضا من الخارج"، وأضاف: "نريد بهذه الزيارة إعلان قربنا وتضامننا مع كل المتألمين من جميع الطوائف وخاصة مع إخوتنا المسيحيين من كل الكنائس ومع أبنائنا وبناتنا الموارنة فى هذا الظرف الأليم من حياة سوريا الجريحة والمتألمة حيث العنف والحرب والإرهاب والقتل والتنكيل والتعذيب والتدمير والتهجير". وأضاف الكاردينال الراعى "من هنا من دمشق نقول معكم كفى، نقولها لكل الذين يمارسون كل هذه المآسى.. كفى للحرب والعنف.. كفى للقتل وتدمير البيوت والمعالم الحضارية .. كفى تهجيرا للمواطنين الآمنين الأبرياء.. كفى إزكاء للحرب والدمار والقتل من أى جهة أتى".