قالت صحيفة "فايننشال تايمز" إن المئات من المقاتلين الأجانب انسحبوا من صفوف الجماعات المسلحة في شمال سوريا، بسبب الاقتتال الداخلي الدموي الدائر بينها. وقالت الصحيفة في تقرير منشور لها اليوم، إن هذا التوجه يشير إلى تراجع الحماس بين المتشددين من المسلمين السنة المشاركين بالقتال في سوريا جراء شعورهم بأنهم يقضون المزيد من الوقت يقاتلون بعضهم البعض بدلًا من النظام السوري، ويثير أيضًا المخاوف بين أوساط المسؤولين الأمنيين الغربيين من احتمال أن يتوجهوا إلى بلدان أخرى. وأضافت أن القتال في سوريا جذب متشددين سنّة من جميع أنحاء العالم شارك الكثير منهم في قتال القوات الأميركية في أفغانستانوالعراق، وساعدوا جماعات المعارضة المسلحة على الاستيلاء على مساحة واسعة من الأراضي على طول الحدود السورية الشمالية والشرقية عام 2012. وأشارت الصحيفة إلى أن سعوديين وكويتيين وليبيين ويمنيين وأوروبيين كانوا من بين المقاتلين الأجانب الذين غادروا سوريا وعادوا إلى أوطانهم في حين توجه عدد قليل منهم إلى ساحات قتال أخرى، وفقًا لنشطاء ومتمردين سوريين. ونقلت عن منسق لجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، أن أكثر من ألفي مقاتل أجنبي عادوا إلى بلدانهم الأصلية منذ الأسبوع الثاني من يناير الماضي وحتى الآن. وذكرت فايننشال تايمز، أن مصادر في الاستخبارات الغربية والإسرائيلية تعتقد أن المتشددين السنة الذين قاتلوا في سوريا يمكن أن يتوجهوا في نهاية المطاف للجهاد في بلدان أخرى حيث تنشط الجماعات الإسلامية الراديكالية، مثل العراق واليمن وشبه جزيرة سيناء المصرية. ونسبت إلى مسئول في الاستخبارات الإسرائيلية قوله: هناك بالفعل تأثيرات من سوريا في سيناء، ونحن بالطبع قلقون من وصول المزيد من المقاتلين إلى المنطقة للانضمام إلى الجماعات الإسلامية المتشددة وإقحام أنفسهم في هذا الوضع، ونعمل على منع تفاقمه. وأشارت الصحيفة إلى أن ما ما يقدر بنحو 11 ألف مقاتل أجنبي ما زالوا بسوريا.. مما سبب مصدر قلق ليس فقط بالنسبة للدول الغربية التي تخشى من احتمال أن يستخدم بعضهم مهاراتهم لشن هجمات في الداخل بعد عودتهم إلى بلدانهم، ولكن أيضًا إلى دول الخليج العربية مثل السعودية التي انضم عدد كبير من مواطنيها إلى القتال في سوريا، ومنحت في وقت سابق هذا الشهر مواطنيها الذين يُقاتلون في الخارج مهلة أسبوعين للعودة إلى ديارهم أو مواجهة عقوبات غير محددة. ونقلت عن مقاتل سوري في كتائب صقور الشام أن خيبة الأمل، تتسع بين صفوف المقاتلين في سوريا بسبب تعقّد الصراع على نحو متزايد، وصارت هناك ثلاث جبهات الآن: جبهة المتمردين ضد الحكومة في جميع أنحاء البلاد، وجبهة المتمردين والحكومة ضد الانفصاليين الأكراد، وجبهة المتمردين ضد بعضهم البعض.