فى مثل هذا اليوم، التاسع من فبراير عام 1881، توفى الروائى والقصاص والصحفى الروسى «دستويفسكى» التى تميزت رواياته ذائعة الصيت بالتحليل النفسى العميق، وبالقدرة الخارقة على محبة جميع البشر والعطف عليهم والذى احتل مكانة عالية فى حياته وإن لم تنتشر شهرته خارج روسيا سريعًا. ولد «فيودور ميخائيلوفتش دستويفسكى» فى موسكو سنة 1821 من أب طبيب، وأرسل إلى مدرسة صناعية حربية عام 1837 وفيها قرأ الآداب الأجنبية بنهم. وبعد أن أنهى دراسته تحول إلى الكتابة مباشرة بدلًا من العمل بالجيش الذى أعدته له دراسته. أتم دستويفسكى روايته الأولى «المساكين» سنة 1845، فمدحها النقاد، ثم كتب 21 قصة بين عامى 1846، 1849. واعتقل سنة 1849 لنشاطه السياسى، وحكم عليه بالإعدام رميًا بالرصاص. ومر بمحنة انتظار الموت أمام بنادق الجند المصوبة نحوه، ولكنه نجا من الموت آخر لحظة حين أتى مبعوث من القيصر ليعلن تخفيف الحكم عليه من الموت إلى النفى إلى سيبيريا ثم العمل بالجيش بعد ذلك. قضى دستويفسكى ثلاث سنوات فى البؤس والعذاب ووجد خلاصه فى الدين وانعكس ذلك على أعماله الأدبية التى اتسمت بعطفه الشامل على البشرية. وفى سن الأربعين أسس دستويفسكى مع أخيه مجلة «الزمن» ونشر فيها كثيرًا من رواياته مسلسلة وأهمها «بيت الموتى» و«المهانونو المجروحون». وبعد مصادرة الحكومة لمجلة «الزمن» قام برحلة إلى أوروبا وكتب روايتيه «المقامر» و«شباب فج». وكانت سنوات حياته الأخيرة أسعد فترات عمره وأكثرها إنتاجًا، وفيها أكلف أكثر رواياته:«الجريمة والعقاب» و«الإخوة كرامازوف» وغيرها.