سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هجوم الإسلاميين على "تواضروس" يثير استياء الأقباط..أسعد: مخطط لإقحام الكنيسة فى العمل السياسى.. قلينى: يحاولون إلصاق الاتهام بكل من يختلف معهم.. بسيط: التعبير عن الرأى لا يعنى الترويج للطائفية
حالة من الاستياء تسود أوساط الأقباط، بعد وصف عدد من القوى الإسلامية تصريحات البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بأنها تصريحات طائفية، تنتقد الشريعة الإسلامية واتهامه للقيادة السياسية بالتعامل مع الأقباط كأقلية ووصفه الدستور بالتمييز. تصريحات الإسلاميين طالبت البابا بالبعد عن السياسة، وهو الأمر الذى دفع العديد من القيادات القبطية بوصف الاتهامات بأنها محاولة من التيارات الإسلامية المتشددة لممارسة الضغوط على الأقباط فى شخص البابا للتنازل عن حقوقهم فى ظل عدم اعترافهم بحقوق الأقباط أو المرأة. رفض المفكر القبطى جمال أسعد الاتهامات الموجهة من قِبَل عدد من القوى السياسية للبابا تواضروس الثانى، واصفا إياها بأنها تصريحات طائفية تفتح المجال للفتنة، مؤكدًا أن هناك فارقًا بين التصريحات السياسية المشروعة، والتصريحات التى تحمل مثل هذه الاتهامات. وأضاف أسعد، أن هناك مخططًا لإقحام الكنيسة فى العمل السياسى؛ لخلق مبرر لتنفيذ أهداف معينة من قِبَل البعض، مشيرًا إلى محاولات استدراج البابا من جانب المتعصبين الإسلاميين. وقال أسعد: الإعلام لعب دورًا فى هذا الأمر من خلال جر البابا للحديث فى قضايا سياسية تخص الأقباط، مما يضطره للرد، فى حين تقف على الطرف الآخر جماعة الإخوان المسلمين والرئيس مرسى، واصفين الأقباط بالأقلية. وتساءل أسعد عن علاقة الكنيسة بالدستور، ولماذا دعيت إلى الحوار الوطنى، وبخاصة أن الكنيسة لاعلاقة لها بالسياسة، ولماذا تم إرسال طلب للكنيسة لكتابة مذكرة برؤيتها للأوضاع السياسية. من جانبها، أكدت جورجيت قلينى عضو مجلس الشعب السابق أن التيارات الإسلامية وبصفة خاصة السلفية تحاول إلصاق الاتهام بكل من يختلف معها فى الرأى وبالتالى كان وصف تصريحات البابا بالطائفية. وقالت قلينى: هؤلاء نسوا أن البابا مواطن مصرى وله حقوق المواطنة وبالتالى له الحق عندما يسأل أن يجيب، وهذا ما يجده التيار الإسلامى تجاوزًا مثلما يرى فى موقف جبهة الإنقاذ والتيار المدنى استفزازا لهم. وأضافت: "نحن نعبر عن رأينا كشركاء فى المجتمع كمسلمين وأقباط وهذا ما لايقبله الإسلاميون الذين يستنكرون على الأقباط حق الاعتراض وهذا يرجع لعدم قناعتهم بحقوق الأقباط وحق المرأة". وأكدت أن الهجوم على البابا أمر مرفوض خاصة إذا كان أصحابه لا يؤمنون بالديمقراطية أو المواطنة أو حقوق الأقباط وعندما يختلفون مع شخص يحاولون إلصاق الاتهامات به. وأوضح الكاتب والمؤرخ المسيحى «بيشوى بسيط» أن تصريحات البابا بشأن الدستور جاءت بناء على طلب الكنيسة باعتباره الممثل الدينى لهم، مضيفا أن البابا لا دخل له بالسياسة بل يسير على خطى البابا «كيرلس» والبابا «شنودة» بدليل تحريمه زيارة القدس حتى الآن، ولكن الجماعات المتشددة تحاول ممارسة الضغوط على الأقباط بكل الطرق من خلال توجيه الاتهامات للبابا بالطائفية. وقال «بسيط»: "إن تصريحات البابا لا توجد فيها أى طائفية ولا يعنى تعبيره عن رأيه أنه يروج للطائفية وبالتالى فإن مثل هذه الاتهامات لا أساس لها، وإنما هى محاولة لاصطناع خلاف حتى يثيروا الفتنة عن طريق ترويج الأكاذيب بدليل أن بعضهم ألصق اتهام تمويل الكنيسة لعناصر "بلاك بلوك" وغيرها. وحذر بسيط من خطورة اللعب على وتر الدين لأنه سيفتح الباب لمن يرتكب عمليات إرهابية باسم الدين ليشوه صورة الإسلام أيضا.