أسلوب جديد يتبعه المنتمون للجماعة والتيار المتأسلم عامةً، وهو إيهام البسطاء المهمومين بلقمة العيش والمسحوقين فقرا وبؤسا بأن المعارضين كفار ملاحدة أو على الأقل فاسقين كارهين لدين الله! والدين ليس فقط أفيون الشعوب حسب ماركس بل أيضا أمل المطحونين فى آخرة تعوضهم دنيا لم ينالوا منها غير الإنسحاق والشقاء! لذا فهم ُيصدمون عندما يجدون معارضا يستشهد بالقرآن أو حديث شريف فتبدأ نغمة تغريب الشعب عن أصله ورجال منه يعملون لصالحه لا لأهواء جماعة وتوجه مرشد أو شيخ.. يستخدمون قنوات التجارة الدينية فى تشويه هؤلاء لدرجة لى عنق الآيات افتراءً على الدين نفسه واحتكارا للعقيدة من أجل تكذيب المخالفين لمشروعهم الاحتلالى التغريبى لمصر.. نعم فمصر الأن ُتحتل! كيف؟ الاحتلال ببساطة هو استيلاء قوة من خارج الوطن على مقدراته والتحكم فى شعبه بالحديد والنار والجديد هنا الدين. فتتساءل أليست جماعة الحكم مصرية؟ أقول لك انظر وتدبر هل مصالح الوطن هى الغالبة والمؤَثرة أم مصالح التنظيم الدولى! وليست غزة ببعيد! فلم يطق النظام إراقة الدم الغزاوى، ليس الفلسطينى فحماس قسمتها، فسارع لوقف نزيف دمائهم بينما الدم المصرى ُيستباح ويراق أمام قصر الرئاسة! وتباع البنوك المصرية لحليفتهم قطر تباعا. يسعون دوما لفرض ثقافتهم، فتجد لغة خاصة بنظامهم فى إعلامهم وقنواتهم بل وفى لغة الرئيس ذاته فتجد الأهل والعشيرة بدلا من المواطنين! والرجل صادق فهو حقا يخاطب جماعته وبعض حلفائهم الذين سينتهون بنهاية منفعتهم ثم مرورا بأبلج ولجلج الشهيرة، حينما خاطب الرئيس شعبا له خصوصية لغوية بسيطة مصرية خالصة موغلة فى عمقنا الحضارى أو عربية ممصرة، حتى الدين صبغه ببساطة مصرية سمحة غير متنطعة أو متفيقهة مثلهم تحتل وطنا وتغير ثقافته.. لا يدركون أن مصر بحضارتها سابقة على من سواها وأن للبيئة ظروفها الخاصة وليس الشافعى بغريب عنا وعنهم عندما أفتى فى العراق بفتوى وغيرها بمصر لاختلاف الثقافة والبعد الحضارى. ولتغريب هوية المجتمع نجد حتى فواصل برامجهم عبارة عن آهات طويلة ومتقطعة وكأنهم يربطون بين التدين الخاص بهم وبين الحزن والنكد والهم والبعد عن أى جمال تتوق النفس بفطرتها له كالموسيقى الراقية والفن الهادف، لا الفن هو ما يرونه وما يستوردونه من ثقافات صحراوية الهوى والهوية.. غليظة فجة تعشق القبح وتعتبره سترا.. حتى ملبس العامة صار أبيض وأسود.. نقاب أسود للمرأة حتى ولو طفلة وجلباب أبيض يناسب الحياة الصحراوية فى الخليج المُصرين على استنساخه مصريا ولكن ما كشف غربتهم هم عن واقعنا وثقافتنا المصرية هو موقفهم المخزى من كشف ستر المواطن المسحول أمام قصر الرئيس.. نعم من يبرر السحل والتنكيل فهو غبى يغترب عن طبيعتنا بسفه شديد ومن يلوك الأعراض فهو فاجر فاحش لا ينتمى لمصر ويفوق المحتل دناءةً.. من يصفق للقهر فهو غريب عن الدين ممارس للعهر السياسى.. ليس إسلامنا فقط بل الدين عامةً فالأديان لله لا لمرشد أو رئيس أو كاهن يبررون له القبح والظلم!