كشفت دراسة حديثة أن ثلث النساء في بلدان الاتحاد الأوربي يتعرضن للعنف في البيت والشارع والعمل. الأمر يشمل أيضا شبكة الإنترنت. أعلى معدلات العنف ضد النساء كانت في دول الدانمارك وفنلندا والسويد. أفادت دراسة مهمة نشرت، اليوم الأربعاء، بأن النساء في الاتحاد الأوربي يواجهن مخاطر التعرض للاعتداء البدني أو الجنسي، حيث أظهرت الدراسة أن واحدة من كل ثلاث نساء في الاتحاد الأوربي تعرضت لمثل هذه الاعتداءات. وقد أجرت الدراسة وكالة الحقوق الأساسية التابعة للاتحاد الأوربي التي تتخذ من فيينا مقرا لها، والتي قالت إن الحوارات التي أجرتها مع 42 ألف امرأة في جميع دول الاتحاد الأوربي تمثل أكبر دراسة تجرى في العالم حول العنف ضد النساء حتى الوقت الحالي. وقال مدير الوكالة مورتن كيايروم "الوضع سيء في جميع أنحاء أوربا، النساء غير آمنات في الشوارع وغير آمنات في مكان العمل وأخيرا غير آمنات في المنزل". وكشفت الدراسة عن أن ما يقدر ب 13 مليون امرأة قد تعرضن لسوء المعاملة الجسدية وأن 3.7 مليون امرأة اغتصبن أو تعرضن لتحرش جنسي خلال ال 12 شهرا السابقة للدراسة. وسجلت دول الدانمارك وفنلندا والسويد أعلى عدد من النساء اللاتي يقلن إنهن تعرضن للعنف مثل الضرب والحرق والخنق والاغتصاب وأشكال أخرى من الجنس القهري منذ أن بلغن سن ال15 عاما. وبلغت نسب السيدات اللاتي تعرضن للعنف في هذه الدول الثلاثة 52 و47 و46 % على التوالي، في حين سجلت بولندا والنمسا وكرواتيا أقل نسب، بنحو 20 % في كل دولة. وحذرت جوانا جودي، كبيرة الباحثين بالوكالة، من اعتبار النسب المنخفضة في بولندا والنمسا وكرواتيا دلالة إيجابية. وقالت "هذه الأرقام تشير إلى واحدة من بين خمسة، وهذه ليست نتيجة جيدة". وسجلت دول جنوب أوربا مثل إسبانيا، إيطاليا واليونان معدلا أقل من المعدل في الاتحاد الأوربي وهو 33 %. ومع ذلك قال الباحثون في الوكالة إن هذه الاختلافات الكبيرة بين الدول لا تعني بالضرورة أن الرجال أكثر عنفا في الشمال، أو أن الموقف أفضل في الجنوب. وأضافت الوكالة إن الأسر لا تقدم حماية كفاية،،حيث أن واحدة ضمن خمس نساء من اللاتي تعرضن للاعتداء قالت إن شريكها كان هو المعتدي عليها. كما أن عددا كبيرا من النساء كن في حالة حمل وقت الاعتداء عليهن. وخلصت الدراسة إلى أن أكثر من ربع السيدات في دول الاتحاد الأوربي تعرضن للاعتداء البدني قبل بلوغهن سن ال15 عاما، ومعظم تلك الحالات على يد أحد الوالدين. وقالت الدراسة أن الفتيات اللاتي تعرضن لعنف في طفولتهن من المرجح أن يتعرضن للاعتداء على أيدي شركائهن وهن في مرحلة البلوغ. وفى ضوء ما كشفت عنه الدراسة، دعت الوكالة دول الاتحاد الأوربي لتدشين حملات طويلة المدى لزيادة الوعي بشأن هذه المشكلة خاصة بين الشابات. العنف في شبكة الإنترنت وعلى الهواتف الذكية الدراسة أوربية أظهرت أيضا تعرض الشابات لمضايقات عبر شبكة الإنترنت والهواتف الذكية وأن واحدة من بين كل عشر نساء تتراوح أعمارهن بين 18 و29 تلقت رسائل مسيئة أو تحمل تهديدات عبر الرسائل النصية ورسائل البريد الإلكتروني أو من خلال شبكات التواصل الاجتماعي. وقالت الكثير من النساء اللاتي يتعرضن لمضايقات عبر شبكة الإنترنت أو لتعقب أحد الرجال بهن إن هذه الأعمال قد تستمر لعدة أعوام، حيث أشارت الوكالة إلى أن "العواقب النفسية والعاطفية لمضايقات عميقة الجذور قد تستمر لوقت طويل". وسجلت أعلى نسبة مضايقات للسيدات عبر شبكة الإنترنت في السويد، حيث تتعرض ربع الشابات لمضايقات. في حين بلغت النسبة أقل من 5 % في إسبانيا والبرتغال وسلوفينيا. ودعت الوكالة الجهات القائمة على إدارة وسائل التواصل الاجتماعي بأن تكون أكثر فعالية في مساعدة ضحايا المضايقات. وقال مارتين كيايروم، مدير الوكالة، "إني مندهش للغاية من بطء التعامل وخاصة في هذه القضية المتعلقة بالنساء. ففى قضايا أخرى مثل العنصرية ومعاداة السامية، كانت الجهات المعنية أكثر تفاعلا في مواجهة هذه القضايا". ح.ز، ف.ي (د.ب.أ) هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل