برهامي يتدارك خطأ بكار بفتوى عن حرمة الغناء والموسيقى.. ما قاله مساعد رئيس حزب النور خطأ والمعازف حرام.. أكد لي أنه اختلط عليه الأمر.. وبكار يعتذر

في محاولة منه لتدارك خطأ نادر بكار بإعلانه أنه يستمع للموسيقى والغناء، وأن بها خلافا سائغا أكد الدكتور ياسر برهامي - نائب رئيس الدعوة السلفية - أن ما قاله بكار خطأ، وأيًّا مَن كان قائله فهو خطأ، وعليه أن يراجع الحق في ذلك، فإن مسألة المعازف والأغاني كما يشاهدها الناس ليست من الخلاف السائغ كما ادعى بكار، فإن الله - سبحانه - ذم مَن اختلف بعد مجيء البينات فقال: (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ) (آل عمران:105)، والبينات هي: نصوص الوحي المنزل على الرسول - صلى الله عليه وسلم - كتابًا وسنة، والإجماع كاشف عن ذلك، والقياس الجلي من الميزان الذي أنزله الله، فالخلاف السائغ هو ما لا يصادِم نصًّا من كتاب أو سنة أو إجماع أو قياس جلي، وأما ما صادم نصًّا من كتاب أو سنة أو إجماع أو قياس جليّ؛ فهو خلاف غير سائغ، وغير معتبر؛ ولذا لا يعتد به.
وأضاف برهامي: "وكان نص السؤال الموجه لبرهامي: ما موقفكم من تصريحات الأخ "نادر بكار" مِن أنه لا يجد غضاضة في مشاهدة الأفلام، وأن سماع الأغاني خلاف سائغ؟، "إن مسألة المعازف "الموسيقى" وإن كان فيها خلاف - قال بالجواز ابن حزم الظاهري، وسبقه بعض علماء أهل المدينة - إلا أنه خلاف ضعيف جدًّا؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ، يَسْتَحِلُّونَ الحِر وَالحَرِيرَ، وَالخَمْرَ وَالمَعَازِفَ) (رواه البخاري معلقًا مجزومًا به، ووصله الطبراني والبيهقي وابن عساكر، وصححه الأئمة: كالنووي، وابن حجر، والألباني - رحمهم الله-)، وقوله - عليه الصلاة والسلام- : (إِنَّمَا نَهَيْتُ عَنْ صَوْتَيْنِ أَحْمَقَيْنِ فَاجِرَيْنِ: صَوْتٍ عِنْدَ نَغَمَةِ مِزْمَارِ شَيْطَانٍ وَلَعِبٍ، وَصَوْتٍ عِنْدَ مُصِيبَةٍ: خَمْشُ وُجُوهٍ وَشَقُّ جُيُوبٍ، وَرَنَّةُ شَيْطَانٍ) (رواه الترمذي والحاكم واللفظ له، وصححه الألباني، ولا عبرة بتأويل مَن ضعَّف هذه الأحاديث بلا دليل! أو عارضها مع صراحتها بأقوال الرجال؛ فإن ما خالف نص السنة لم يكن الخلاف فيه سائغًا.
وأكد برهامي أن الأغاني المعاصِرة عامتها تتضمن غناءً من نساءٍ بالغات متبرجات، غالبًا يخضعن بالقول مع كلمات الحب والهيام، ووصف المحاسن؛ إضافة إلى ما يوجد فيما يعرف "بالفيديو كليب" ونحوها، والحفلات مِن حركات لا يقول عاقل فضلًا عن عالم بجوازها أو بوجود خلاف فيها.
وأوضح برهامي أن بكار أكد له "أنه اختلط عليه أمر إثبات الخلاف في مسألة المعازف بمسألة كون الخلاف سائغًا أم لا؟ أما مسألة أنه لا يجد غضاضة في مشاهدة الأفلام! فالغضاضة كل الغضاضة في مشاهدة النساء المتبرجات اللاتي لا يخلو فيلم ولا مسلسل منهن، وكذا في سماع الموسيقى المصاحبة كما سبق بيان حكمها؛ إضافة إلى أن موضوعات الأفلام إنما تدور حول الجنس والجريمة، وتمجيد الصراع حول المال والسلطة، مع أن أصل مسألة التمثيل فيها خلاف بين أهل العلم المعاصِرين "لو خلت مِن كل ما ذكرنا"، وكيف تخلو مِن كل ذلك؟! .
واستكمل برهامي تصريحاته قائلا: إن مِن أهل العلم مَن يراها كذبًا محرمًا خاصة إذا كانت مؤلفات وروايات غير حقيقية سواء كانت تاريخية أو واقعية، ومنهم مَن يقول: إنها مِن باب ضرب المثال، وأنا أرى في هذه الجزئية الاقتصار على الأفلام ذات القصص التاريخي أو الواقعي الاجتماعي ليكون على سبيل الحكاية النافعة، ولا أعلم فيلمًا واحدًا خلا من المحرمات واُلتزم فيه ما ذكرنا من الحقيقة عدا ما ذكروا عن بعض نسخ فيلم "عمر المختار".
وقال برهامي: ظني بالأخ "نادر" أن يكون رجَّاعًا إلى الحق، قابلًا للنصح، مستجيبًا للبيان، ولا يعيبه أبدًا أن يقر بخطأ ارتكبه أو سقطة لسان عنده أو بديهته في وسط إعلام يتصيد مثل هذه المواقف، وظني بإخوانه أن يرفقوا به - إذا فعل ذلك -، ولا يكيلوا بمكيالين؛ فإذا قال بنفس الكلام أو فعله آخرون قَبِلوه وعدوه اجتهادًا، ولم يقيموا الدنيا عليه ويسعوا إلى هدمه -كما يفعل البعض-، وإذا فعله "ناد" ذبحوه وقطعوه! فالإنصاف خلق عزيز نادر!.
فيما أكد نادر بكار في رسالة اعتذار للشيخ ياسر برهامي قال فيها: " لو استقبلت من أمري ما استدبرت لسرت على هذا المنهج في التفصيل بدلا من الاختصار المخل.