سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو والصور.. فارس تغرق فى المياه الجوفية.. والحكومة تتجاهلها..لعنة التهجير تصيب أهالى فارس..انهيار منازل القرية وهجرة أهلها..واختلاط مياه الشرب بالمياه الجوفية تمنعهم من الحياة الكريمة
قرية "فارس" هى القرية الوحيدة التى تتبع مركز "كوم أمبو" بمحافظة أسوان، والمطلة على غرب النيل، وتميز موقعها لن يعفيها من تجاهل المسئولين لها، واستغاث أهلها بالحكومة لإنقاذهم من الغرق لكن دون جدوى. بدأت معاناة قرية "فارس" التابعة عقب اتجاه شركات البترول لاستغلال أرضها فى التنقيب، ما أدى إلى غرق القرية فى المياه الجوفية التى تسببت فى انهيار وتصدع المنازل، ودفع أهلها إلى ترك منازلهم باحثين عن مأوى لهم خوفا من الخطر الذى يلاحقهم يوميا. وانتشر الناموس والباعوض والحشرات الضارة فى القرية، بجانب الثعابين والعقارب وبعض من الكائنات الغريبة التى تشبة التماسيح ويطلق عليها أهالى القرية "ورن" كل ذلك متجمع فى برك المياه الجوفية فى فارس، وهناك أيضا أوكار للثعالب والكلاب الضالة فى المقابر والبساتين الغارقة. وأصابت لعنة التهجير أهالى فارس، تلك اللعنة التى يعانى منها النوبيون، منذ تعلية خزان أسوان، وهناك العديد من الاستفهامات حول تلك القرية الحزينة التى لا يجد أهلها ملجأ للهروب إليه وخاصة بعد تجاهل الحكومة المصرية لمشكلتهم. وبدأت مشكلة التهجير بانهيار جزئى للمنازل حيث أن المياه الجوفية عندما يعلى منسوبها وتغرق القرية، تؤدى إلى انهيار جزئى بإحدى جدران المنزل، ويضطر المواطن إلى ترك الغرفة التى انهار بها الجدران والإقامة فى غرفة أخرى ولكن بنفس المنزل، أما الآن اعتلت المياه الجوفية جدارن المنازل وأدت إلى انهيار كامل فى معظمها، ما أجبر الأهالى إلى ترك منازلهم وأخذ ما تبقى من أغراضهم معهم بحثا عن مكان لإيوائهم. واستغلت إحدى شركات الغاز الطبيعى، تجاهل المسئولين لقرية فارس وطيبة أهلها وبدأت تجوب حول القرية للتنقيب عن المواد البترولية والغاز الطبيعى، من خلال زرع مواسير فى باطن الأرض على مسافات مختلفة ثم عمليات تفجيرية تؤدى إلى حدوث اهتزازات وتشققات فى باطن الأرض، باستخدام تقنية التكسير الهيدروليكى وهى عبارة عن بريمة تحفر الأرض ويوضع بالحفرة مواسير قطرها 2بوصة تصل إلى حوالى 18 متر وأكثر تحت الأرض. وتوضع داخل الماسورة مواد متفجرة يتم تفجيرها عن بعد بواسطة جهاز لاسلكى يصل بالكمبيوتر ليظهر المسافة الممتد فيها الانفجار تحت الأرض وتتم تلك العملية فى كل عشرين متر بالقرية . وقال فضل محمد على، من أهالى فارس، أن منذ عام 2008 بدأت تظهر مؤشرات برشح المياه على بيوت القرية وأراضيها الزراعية بالمنطقة الشرقية، وتطور ذلك فى عام 2009 إلى ظهور مياه جوفية فى بعض الأراضى الزراعية والمنازل إلى أن بلغت زروتها فى عام 2010، ومع مرور الوقت أصبحت فارس مستنقعا للمياه الجوفية التى بدأت أن تخرج من الأرض بغزارة بعد عمليات التنقيب عن الغاز تحت الأرض، وبالرغم من تدفق المياه بدلا من الغاز إلا أن البحث مازال مستمرا. وأضاف ل "فيتو": "كان بالقرية بساتين زراعية على حوالى 100 فدان لزراعة المانجو، وأشجار الدوم، والنخيل ولكن المياه الجوفية أغرقتها وتحولت الأشجار إلى أخشاب متعفنة، وبالنسبة للمنازل رشحت المياه الجوفية فى جميع حوائطها وأدت إلى تصدع وانهيار بعضها"، لافتا إلى غرق بعض المنازل ومازال أهلها يعيشون فيها نظرا لعدم وجود بديل لإيوائهم، والبعض من الأهالى الذين انهارت منازلهم وهاجروا القرية بحثا عن مكان آخر، وأصبح عدد المتضررين من بيوت القرية أكثر من المائة بيت. وأوضح "فضل"، أن مقابر القرية التى يطلق عليها "جبانة فارس" على حوالى أربعة أفدنة، موجودة بالقرية من قديم الأزل دفن بها جميع أهالى القرية منذ نشأتها، إلى أن غرقت بالمياه الجوفية ما أدى إلى تحلل الجثث المدفونة بها ولذلك منعت وزارة الصحة أهالى القرية من دفن موتاهم فيها، على أن يتم دفنهم فى مقابر أنشئت حديثا بالطريق الصحراوى على بعد خمسة كيلو من النيل، مشيرا إلى غرق مدرسة السلطان المجاورة لها وتحول فنائها إلى بركة مياه ورشحت المياه الجوفية فى حوائط الفصول، بالإضافة إلى مبنى أثرى لمدرسة أنشأها المهندس "حسن فتحى" تعد هى الوحيدة المتبقية من سلسلة مدارس أنشأها فى الجمهورية بأسلوبه المتميز فى البناء وتابعة للآثار. وأكد أن مياه الشرب اختلطت بالمياه الجوفية فى بيوت القرية والمدرسة، خاصة الموجودة بالجانب الشرقى والجنوبى من القرية، حيث إنهم أكثر منطقتين متضررين من المياه الجوفية، وحاول الجهازالتنفيذى للمحافظة، إقناع الأهالى بمشروع صرف مغطى يصب فى نهر النيل بجوار محطة رفع مياه الشرب للقرية، لكن الأهالى رفضوا لأنها مياه ملوثة ولا يصح أن تصرف فى النيل ويتم سحبها عن طريق محطة رفع مياه الشرب النظيفة، ولم يستجيبوا للضغوط التى تمارس عليهم من خلال عرض التعويضات اللازمة أو تخويفهم بانهيار البيوت وغرق القرية بأكملها.