تستضيف مدينة الدار البيضاء هذه الأيام فعاليات الدورة العشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب تحت شعار "لنعش المغرب الثقافي". وتضم عتبات البرنامج الثقافي للمعرض فقرات تحتفي بتجارب جديدة في الكتابة، حيث تستقبل وتقدم لجمهور الأدب بأجناسه المختلفة من يراهنون على تسطير أسمائهم في مدونة الكتابة الضامنة للاستمرارية والبقاء. عماد الورداني، قاص وباحث مغربي شاب من مواليد سنة 1980، يعد أحد الأصوات الإبداعية المغربية التي أكدت حضورها في المشهد الأدبي العربي من خلال منجزه المتنوع بين النقد الروائي والكتابة القصصية، علاوة على القصص "القصيرة جدا" عبر الويب، والتي تلقى إقبالا لدى الشباب المغربي. يقول الورداني في حديث خص به DW عربية حول المواضيع التي تشكل مشتل أفكاره الإبداعية إن "الكاتب حينما يكتب لا يحدد فئة اجتماعية معينة، هو يكتب فقط ما يختمر في ذهنه، وما يستفزه، يكتب ما يختمر في ذاكرته، ويقدمه "، هو إذن يكتب للجميع دون تمييز مسبق حول القارئ ما دام يتفاعل مع النص و"بغض النظر عن سنه أو جنسه أو عقيدته أو عرقه، إنه قارئ وكفى" يضيف عماد. أما الإبداع بالنسبة للقاص والروائي لحسن باكور فهو شحنة إيجابية تعد من ضروريات حياته لكي تضفي عليها معاني بهية.. يقول بهذا الشأن في تصريح ل DWعربية الكتابة بالنسبة لي غدت مطلبا وجوديا ملحا وتجعلني إنسانا سعيدا"؛ ولأن إعادة قراءة الأشياء ومنحها دلالات جديدة من ركائز الكتابة فإن عماد الورداني لا ينفي أن في الأدب "كذبا جميلا"، ثم يردف "إنه كذب يمتع القارئ دون أن يضر به؛ ولأن الهدف الأساس هو تفريغ شحنة في قالب متحول". يبدو الأمر غريبا في النظرة الأولى، لكن الرجل يثبت حسه الأدبي ويفند الأحكام الجاهزة. لحسن باكور، مفتش شرطة، قاص وروائي، أو حينما يصير رجل الأمن متألقا في سماء الإبداع.. تسلم عدة جوائز مهمة منها "جائزة دبي الثقافية"، "جائزة الشارقة للإبداع" (مرتين). "لا أعتبر نفسي رجل أمن يكتب، بل أعتبر نفسي كاتبًا يشتغل في مجال الشرطة؛ لأن الكتابة كانت سابقة بسنوات على المهنة" هكذا يتحدث لحسن بكل ثقة، فهو كان مولعًا بالكتابة منذ فترة دراساته الثانوية، وصدرت له عدة مجموعات قصصية، منها "المصعد" و"رجل الكراسي"، إضافة إلى روايات مثل "شريط منعرج من الضوء" و"البرزخ". هكذا تختلف الآراء إذن بين من يقول "عن طريق المداد والقلم وعن طريق الأوراق نمنح روحا للحروف والكلمات" (الشاعر كوراني)، ومن يفضل أن يواجه "قراء مفترضين يتفاعلون مع النص بشكل ما ويعلقون عليه بنقدهم وآرائهم التي حتما تنير جزءًا كبيرًا من عتمتي" (عماد الورداني). هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل