الضرب، سلوك تقوم به معظم الأمهات دون تفكير، عندما يقوم الطفل بفعل شيء ما خطأ قد تم تنبيهه عليه مرارًا وتكرارًا، ويبدو أن التفاهم والإقناع أصبحا لا يجديان مع هذا الطفل، عندها يكون الحل الوحيد الذي تلجأ إليه الأم هو الضرب. وتشير الخبيرة النفسية سهام حسن إلى أن الضرب قد يبدو أنه أوقف سلوك طفلك الخاطئ، لكن على المدى البعيد الضرب ليس له أي تأثير إيجابي، فقد أثبتت الدراسات التربوية أن الضرب له تأثير سيئ وسلبي على الطفل على المدى البعيد. واكتشفت الدراسات أن الأطفال الذين تعرضوا لعقاب جسدي، يكون احترامهم لذاتهم أقل ولا يشعرون بقيمتهم، وقد يؤدون أداء سيئا في الدراسة وفي الحياة الاجتماعية، على عكس الأطفال الذين لم يتعرضوا للضرب نهائيًا، فهم عدوانيون أكثر مع باقي الأطفال، ويمكن أن يؤدي به السلوك السيئ إلى مشاكل سلوكية أكثر. تضيف سهام أن استخدام العنف الجسدي مع الطفل يعطيه رسالة بأن العنف لغة تواصل بين البشر، بدلا من تعليمه أدوات التواصل الفعالة، ويجعله عدائيا مع الآخرين في ردود أفعاله، وقد يستخدمون العنف مع أقرانهم في المدرسة، ثم مع شركاء حياتهم العاطفية ومع أطفالهم أيضًا. وتؤكد سهام حسن أن الأطفال الذين اعتادوا ارتكاب الأخطاء لا يتأثرون بالعقاب، لكنهم يتأثرون بالمكافأة وإظهار الحب من الأم والأب، فالطرق الإيجابية التي يكون فيها دفء وإحساس، تكون أكثر فاعلية وتقلل من مشاكل التواصل على عكس العنف تمامًا. وعن الطرق البديلة للضرب عندما يخطيء الطفل تشير الخبيرة النفسية إلى أنه يجب أن تعرف الأم في البداية سبب السلوك الخاطئ الذي أقدم عليه الطفل، ولابد أن تلتفت الأم إلى أن سلوك الطفل الخاطئ قد يكون سببه شد انتباه الأم. وتلفت سهام إلى أنه من الصعب جدًا على الأطفال الصغار أن يتحكموا في ردود أفعالهم، لأن الجزء المسئول عن التحكم في ردة الفعل في المخ، لم يكتمل نموه بعد، وذلك ما يجعل الأمر صعبا عند الأطفال أن يفكروا قبل التصرف أو قبل اتخاذ قرار. وتضيف سهام إلى أنه لابد أن تمهل الأم نفسها بضع دقائق لتقرر كيف ستتعامل بهدوء قبل أن تقوم بردة فعل مع طفلها، إذا كان ما فعله لم يلحق أذى بأحد أو بنفسه. كذلك عليها أن تعيد القواعد التي عليه أن يلتزم بها على مسمعه مستخدمة عبارات إيجابية، مع ضرورة تجنب استخدام كلمة «لا» باستمرار، حتى لا تفقد معناها، فبدلا من قول «لا تلعب في الطين»، يمكن استبدالها بجملة إيجابية: «هيا لنلعب في صندوق الرمال بدلا من الطين». وتشير سهام إلى أن الصبر مهم جدًا في تربية وتقويم سلوك الأطفال، فالطفل يتعلم بالتكرار، كذلك لابد من الالتزام بالأقوال والقرارات التي تخبرين بها الطفل، وحاولي ألا تستخدمي التهديد مع طفلك ليفعل ما تريدينه.