محكمة ألمانية تقضي بسجن رواندي 14 عاما بتهمة الإبادة

قضت محكمة ألمانية بسجن رجل رواندي لمدة 14 عاما بتهمة التورط في مذبحة خلال التصفيات العرقية التي شهدتها رواندا في تسعينيات القرن الماضي.
الرجل الذي دافع عن نفسه مؤكدا براءته كان قد لجأ إلى ألمانيا قبل أن يطارده القضاء.
قضت محكمة ألمانية بسجن عمدة أفريقي سابق لمدة 14 عاما بتهمة التورط في مذبحة تمت داخل كنيسة رواندية. وجاء في حيثيات حكم محكمة مدينة فرانكفورت اليوم الثلاثاء (18 فبراير/شباط) أن المتهم حرض أتباعه قبل 20 عاما على ارتكاب مذبحة في منطقة كيزيجورو الرواندية.
ورأت المحكمة أن المتهم مذنب بتهمة المساعدة في ارتكاب إبادة جماعية. وتم إدانة المتهم في ألمانيا لأنه يقيم هناك بصفته طالب لجوء منذ عام 2002.
وهذا أول حكم بالإدانة تصدره محكمة ألمانية في إحدى مذابح حرب الإبادة التي شهدتها رواندا. يذكر أن 400 شخصا على الأقل قد قتلوا في منطقة كيزيجورو عام 1994.
وطالب ممثلو الادعاء بتوقيع عقوبة السجن مدى الحياة على الرجل بتهمة الإبادة الجماعية، بينما طالب الدفاع بالحكم ببراءته. وكان المتهم قد دفع ببراءته مما نسب إليه زاعما أن الاتهامات التي تقدم بها شهود مجهولون بالنسبة له تجعله يفقد عقله.
وقالت ممثلتا الدفاع عن الرجل إن أقوال الشهود متناقضة تماما الأمر الذي لا يمكن أن تستند إليه إدانة الرجل بارتكاب الجريمة.
وحوكم اونيسفور روابوكومبي (56 عاما) في إطار محاكمة معقدة استلزمت جلسات دامت مئات الساعات. ووجهت لرئيس بلدية موفومبا السابق (شمال شرق رواندا) تهما منها أنه أمر ونسق المجزرة التي ارتكبت في نيسان/ابريل 1994 بأيدي جنود روانديين وعناصر في ميليشيات الهوتو قتل خلالها 1200 من التوتسي على الأقل كانوا لجأوا إلى كنيسة.
كما اتهم بالمشاركة في مجزرتين أخريين قبل إسقاط هذه التهم في نهاية 2011.
وقامت دول أوربية عدة إضافة إلى رواندا والمحكمة الجنائية الدولية الخاصة برواندا في اروشا (تنزانيا) بمحاكمة روانديين في قضايا مرتبطة بهذه الإبادة.
وفي فرنسا تتواصل محاكمة باسكال سيمبيكوانغا المسئول الرواندي الأخر المتهم بالتواطؤ في الإبادة الجماعية. لكن في ألمانيا سيشكل هذا الحكم سابقة.
فمنذ محاكمة القادة النازيين السابقين (1945-1946) في نورنبيرغ حوكم يوغوسلاف سابقون بتهمة الإبادة لكن لم يحاكم أي رواندي حتى هذا اليوم بهذه التهمة.
واعتقلت السلطات الألمانية الرجل في تموز/يوليو 2008 في منطقة فرانكفورت، حيث كان يقيم مع أسرته منذ 2002. وكانت ألمانيا قد رفضت تسليمه لرواندا معتبرة أن شروط محاكمة منصفة في هذا البلد غير مضمونة.
ليبدأ القضاء الألماني لاحقا بملاحقته.
ع.ج.م/ م م (د ب أ، أ ف ب)
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل