هذه هى الحقيقة.. لقد قررت البوح بما يحدث لمصابى الثورة من إهمال وعدم رعاية فى معظم المستشفيات الحكومية التابعة لوزارة الصحة والتى نعلم جيداً وأنا أولكم، أنها تتعامل مع المرضى بالمستوى الذى يتناسب مع فقر معظمهم، فهم (أبناء البطة السودا). أما أبناء (البطة البيضا)، فهم يقطنون المستشفيات الخاصة فى كل مكان بفلوسهم ويكون الاهتمام بهم فائقا وسوبر لوكس وفوق العادة بصراحة ولا مؤاخذة يصبح فيها الطبيب خادما لصحة المريض والعكس صحيح فى المستشفيات الحكومية. وبالنسبة للثورة وشهدائها ومصابيها فيتم التعامل معهم داخل المستشفيات وكأنهم ساكنى البدروم يشحذون من طاقم الرعاية حتى الكلمة الطيبة، إلا من رحم ربى من الأطباء ذوى الضمير، المشكلة لا تكمن فى المال فالحكومة فعلت ما عليها، المشكلة فى طاقم الرعاية نفسه وبصراحة أريد أن أفضحهم أمامكم وأقول إنهم يتعاملون مع مصابى الثورة على وجه الخصوص على أنهم بقايا بشر لا قيمة لهم بينما هم أسيادهم فى الشجاعة والكرامة والإباء، لا أدرى هل هذا مخطط أم ماذا يحدث من وراء ظهرنا ومن وراء ظهر الحكومة وهذا الكلام كله بالدليل ومعى شهود عيان أنا واحدة منهم كطبيبة وباحث بالدكتوراه جامعة القاهرة أجلس وسط المصابين وأستمع لما يشتكون منه فى تلك المستشفيات. فى ذات الوقت وعلى الوجه الآخر للعملة، فهناك من يعملون فى دأب لرعاية أغنياء القوم وأسفل سافليه أخلاقياً وتاريخياً وإجرامياً مثل المخلوع مبارك والذى يجلبون له أطباء أجانب من كل حدب إذا فقط ارتفع ضغط دمه قليلا أو زادت نسبة كوليستروله قليلا... والآخرين لا قيمة لهم يصرخون ليل نهار من الآلام وعدم الاهتمام والإهمال وهم الأسياد الكرام أصحاب الرءوس المرفوعة أصحاب الثورة المجيدة أصحاب التاريخ والمجد، أصحاب القيمة والإباء والبطولة..! والسؤال فى النهاية: لماذا لا نهتم بالمصابين ونكرمهم فى مستشفيات متطورة تراعى حالاتهم رعاية بما يرضى الله وتتعامل معهم كأبطال؟ ولماذا لا نعطى لطاقم الرعاية الطبية الذى يهمل تلك الحالات حقن تطعيم تحتوى على الضمير والإنسانية؟ ولماذا لا يتم تطوير البنية الأساسية التحتية لكل المستشفيات الحكومية؟ فالأولى أن يتم تكريم البطل، مصاب الثورة، جالب الحرية لنا والمجد بحفاوة مضاعفة مبارك. ملحوظة: هناك الآلاف من مصابى الثورة فى المستشفيات الحكومية يمكنكم زيارتهم ومعرفة الوضع على الطبيعة وأطلب منكم مؤازرتهم والوقوف إلى جانبهم ولو حتى معنوياً بكلمة طيبة أو ما شابه.