أكدت الصحف الخليجية الصادرة صباح اليوم الأحد، أن النظام السوري أثبت من جديد عدم جديته بخصوص خروج المحاصرين بحمص الذين ظلوا في الحصار لأكثر من 600 يوم، من خلال خرق الاتفاقية الموقعة مع الثوار رغم إدراكه الجهود التي تبذلها الأممالمتحدة لإيصال المساعدات العاجلة للمدنيين المحاصرين في المدينة القديمة. وقالت صحيفة "الراية" القطرية إن هذا الموقف، الذي كان متوقعا منذ البداية من النظام السوري، يجب أن يواجهه المجتمع الدولي بصرامة، وألا يلتفت لمحاولات النظام صرف الأنظار عن حقيقة دوره السلبي عبر اتهام الثوار بخرق الهدنة، خاصة أن الجميع يُدرك أن الثوار بجميع تياراتهم هم من سعوا إلى هذه الهدنة بل التزموا بوقف إطلاق النار لمدة 3 أيام بحمص حتى يتسنى إجلاء المدنيين المحاصرين وإدخال المساعدات الإنسانية لمن يختار البقاء". ودعت الصحيفة المجتمع الدولي إلى وضع خريطة طريق دولية تُلزم بها الأممالمتحدة نظام الأسد بالوفاء بجميع تعهداته التي وافق عليها سواء كانت مع الأممالمتحدة أو مع الثوار، ومن بينها رفع الحصار عن كامل المدن والبلدات السورية وإنشاء ممرات آمنة لنقل مساعدات الإغاثة للمتأثرين، والسماح بدخولها، وعدم وضع العراقيل أمامها. وأعربت "الراية" عن أسفها من أن النظام لم يجد من يردعه، وظل يستخدم سياسة القتل بالحصار جوعا ضد شعبه، ولذلك فليس غريبا أن يخرق الهدنة بحمص، ويتهم الثوار بخرقها لصرف الأنظار عن أهدافه الحقيقية.. مؤكدة أن تصرف النظام اللامسؤول تجاه المدن السورية المحاصرة يتطلب الجدية من المجتمع الدولي، وهذا مرهون بوضع خطوط حمراء للنظام لا يجب أن يتخطاها من جانبها، وصفت صحيفة "البيان" الإماراتية خروج المسنين والأطفال والنساء من مدينة حمص المحاصرة بالمشهد المريع فهم يودعون مدينتهم ربما لوقت طويل حتى يحين موعد العودة المحتملة والحالة التي كانوا عليها كشفت عن حجم المأساة التي تعانيها المناطق المحاصرة في سوريا. وتحت عنوان (فك حصار حمص خطوة أولى) أضافت الصحيفة أن خروج المدنيين من حمص القديمة وخلاصهم من جحيم الحرب كانت أولى ثمرات محادثات " جنيف - 2 " رغم أن الاتفاق ظهر وكأنه بين دمشقوالأممالمتحدة بمعزل عن تنفيذ تعهدات قطعتها دمشق في مؤتمر السلام ورغم أهمية الملفات السياسية التي تمت مناقشتها إلا أن الجانب الإنساني لا يحتمل التأخير فالجوع ينهش المدنيين مع نفاد الأدوية ومستلزمات الحياة منذ شهور. وأكدت أن الأزمة في سوريا جعلت بعض الأمور غير المنطقية قابلة للتداول بل وحتى ل "تفهم" فالمسألة الإنسانية باتت موضوعا للتفاوض برعاية دولية الأمر الذي يعترف ضمنا بحق النظام في أخذ المحاصَرين رهائن.