عندما تنشب الخلافات السياسية، دائما تكون النتيجة هي "العزل" من التاريخ وتطول ظاهرة العزل حتى الصور، وقد شهدت مصر هذه الظاهرة عندما قام الرئيس الأسبق حسنى مبارك بإزالة صورة الفريق سعد الدين الشاذلى التي كان يقف بها إلى جوار الرئيس الراحل أنور السادات ووضع صورته محلها، وعقب حكم الإخوان تمت إزالة صورة مبارك، وظهرت الصورة الحقيقية. الظاهرة ليست محلية ولا مقتصرة على الحكام العرب فبعد الأنباء التي ترددت عن إعدام رئيس كوريا الشمالية "كيم يونج أون" لعمه والمستشار المقرب له "جانج سونج"، قامت وسائل الإعلام الرسمية للدولة حذف صورة "جانج" من التاريخ ومحو اسمه من المحفوظات على الإنترنت والصور الفوتوغرافية التاريخية. وذكرت شبكة "بيزنس إنسيدر" الأمريكية أن ما حدث بكوريا الشمالية ليس الحادث الأول التي حاول زعيم سياسي القضاء على شخصيات من التاريخ، فهناك خمسة آخرون. وقالت الشبكة إن "نيكولاي يزوف" مسئول في الشرطة السرية الروسية تم حذف صوره بعد إعدامه في عام 1940. كما حذف "ادولف هتلر" صورة "جوزيف غوبلز" الذي كان يعمل وزير الدعاية له خلال الحرب وعلى رفع المعنويات وذلك خلال عام 1937. ومن هؤلاء الذين تم محوهم من التاريخ، "ليون ترونسكي" الذي كان صوت مؤثر في الأيام الأولى من الاتحاد السوفيتي ورائد في الثورة البلشفية، ولهذا تم حذف صوره التاريخية. ولفتت الشبكة إلى أن "بو قو" القيادي البارز في الحزب الشيوعي الصيني تم حذف صور تاريخية له، ومن الشخصيات التي محاها التاريخ، رائد الفضاء السوفيتي "جريجوري نيليبوف" الذي قتل وقالت السلطات إنه انتحر.