سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الثورة لم تصل للأدباء السوريين.. الكتابة عنها "حرام".. مطر: ممنوع تناولها و"الأسد" يراها فوضى.. غياث: رقابة شديدة على دور النشر.. عبد التواب: النظام يمنع التحدث عن الأحداث الحالية
رياح ثورات الربيع العربي، لم تقتصر فقط على التغييرات الجذرية في الأوضاع السياسية والأنظمة الحاكمة فقط، بل كانت بوابة أدبية وفكرية، أبرزت العديد من المواهب الشابة لكتابة تاريخ جديد يحكي قصص النضال التي خاضتها الشعوب العربية ضد الطغاة والمستبدين، فظهرت العديد من المؤلفات التي تروي أيام الثورة وليالي الميادين. وتكشف تلك الكتابات، الوجه الحقيقي لأنظمة عربية سقطت وأخري تحارب من أجل البقاء، ومدي وحشيتها من خلال استخدام القوة المفرطة لقمع أصوات الحرية التي تنادي برحيل كل نظام لا يحترم الحريات، ويرفض أبواق الشعب المغلوب على أمره. وظهرت العديد من المؤلفات التي تحكي روايات شهود عيان عن ثورة 25 يناير المصرية، وأيام الميدان، أما في سوريا فالوضع مختلف، فما زال النظام قائم ويحرم تأريخ الثورة السورية، بالإضافة إلى الفكر السائد بين أغلب الناشرين، الذين يرون أن ما يحدث في سوريا فوضي وليست ثورة، ويؤكدون أن هناك أيادي أمريكية تعبث في المنطقة العربية، وترفض تقدمها، وتريدها دائما هاوية ضعيفة من أجل أمن إسرائيل. تأخذك الدهشة عندما تطأ قدماك أرض الجناح السوري بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، فتتجول بعينيك بحثا عن كتاب يحكي ما يحدث في سوريا، إلا أن المفاجأة تشعرك بأنك في عالم آخر، أغلب المعروض ما بين كتب دينية، وروايات وأشعار، منفصلة تماما عن الواقع الأليم في سوريا. الناشر السوري محمود مطر، مدير دار " قتيبة" للنشر والتوزيع، أكد أن كتب الثورة الثورية، ممنوعة من النشر، في ظل نظام بشار الأسد الذي ما زال قائما، ويحكم قبضته على دور النشر، فهناك رقابة تمارسها وزارة الثقافة على الناشرين، تمنعهم لمجرد التطرق لما يحدث في سوريا، خاصة أن الثورة من منظور الأسد هي مجرد فوضي، هذا بالإضافة للقناعة التي تتملك شعب سوريا بأن ما يحدث هو بالفعل فوضي، مشيرا إلى أن ما حدث في الدول العربية، مخطط غربي وضع منذ السبعينيات، لتفريغ الفكر العربي، فكرا ومضمونا، وشل طرق التطوير والتقدم، خوفا على أمن وسلامة إسرائيل. في الوقت ذاته قال الناشر غياث مكتبي، مدير دار الكتب بسوريا: إن لا أحد يجرؤ على كتابة شيء عما يحدث في سوريا خوفا من بطش الأسد، حيث إن الأخير يفرض رقابة شديدة على دور النشر، ويمنع صدور أي مؤلفات تحكي عن الوضع السوري، لاعتقاد بشار أن ما يحدث في سوريا مجرد فوضي اختلقها الخارجون عن القانون. من جانبه أوضح مصطفى عبد التواب، رئيس دار"شبعة" للنشر والطباعة، أن النظام الحاكم يعد سببا رئيسيا في غياب المؤلفات الخاصة بالثورة السورية، مشيرا إلى أنه رغم اعتراض الشعب السوري على ما خلفته الأحداث من دمار وخراب إلا أن النظام منع نشر أي كتب تحكي تفاصيل الأحداث السورية، وأغلب المؤلفات تتنوع ما بين كتب دينية وروايات، وقصص قصيرة، وأشعار، لا تمت للأحداث بصلة.