سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«صفعة مصرية» على وجه «أردوغان».. الرئيس يزور اليونان العدو اللدود لتركيا اليوم.. «منصور» يلتقي نظيره اليوناني ورئيس الوزراء.. مصدر: بداية الرد على أنقرة «في عقر دارها» واستغلال للقوة الناعمة
«صفعة على وجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان».. هكذا يصف مراقبون زيارة الرئيس عدلي منصور المقررة اليوم الإثنين، إلى العاصمة اليونانية أثينا، العدو اللدود لتركيا، في أول زيارة إلى دولة أوروبية، منذ توليه مهام منصبه في يوليو الماضي، والتي تستمر ليوم واحد يعقد خلالها جلسة مباحثات مع رئيس الوزراء اليوناني أنتونيس أنتونيو ساماراس، قبل أن يعقد اجتماعا مع نظيره اليوناني كارولوس بابولياس، في القصر الجمهوري، يعقبه مؤتمر صحفي مشترك لرئيسي الدولتين، فمأدبة غداء يقيمها الرئيس اليونانى على شرف الرئيس المصري. وقال مصدر رئاسي، إن هذه الزيارة تأتي في إطار تعزيز العلاقة بين البلدين ودعم السياسة الخارجية المصرية، مشيرا إلى أهميتها في الرد على الموقف التركي من ثورة 30 يونيو خاصة مع التوتر الدائم على صعيد العلاقات «التركية - اليونانية». وأضاف المصدر ل«فيتو»، أن مصر بدأت في استخدام «وسائلها الناعمة» للرد على ما يعادي تطلعات الشعب المصري التي تجسدت في ثورة 30 يونيو. وتأتي أهمية الزيارة من كونها «رد فعلي» على موقف «أردوغان» من مصر بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي؛ إذ أن العداء التركي اليوناني قديم جدا، ويرجع لأسباب سياسية، ودينية، وأيديولوجية، وقد تفجر العداء بين البلدين في «بحر إيجه» بسبب الخلاف على تقاسمه قانونيا، وتفاعل في ملكية الجزر الصغيرة القريبة من السواحل التركية، وتواصل في الصراع على جزيرة قبرص، وتقاسم النفوذ فيها. - الخلافات «التركية - اليونانية» وتعد مشكلة نفط وغاز «بحر إيجه»، هى الأقدم فى حلقة الخلاف التركي اليوناني؛ إذ تعود لعام 1936 عندما وسعت اليونان مياهها الإقليمية لتصل إلى 6 أميال بحرية بما يسمح لها بالسيطرة والسيادة التامة على 43.5% من مساحة البحر، ويقلص حق تركيا إلى 7.5% فقط بينما ال 49% الباقية هى المساحة الخاصة بالمياه الدولية، وهو ما أدى آنذاك إلى عدة مناوشات عسكرية بين الجارتين اللدودتين، ورغم تعديل قانون البحار عقب الحرب العالمية الثانية فإن الوضع ببحر إيجه ظل كما هو عليه، بل إنه فى بداية الثمانينيات طالبت اليونان بحقها فى مضاعفة مياهها الإقليمية مرة أخرى إلى 12 ميلا بحريا وفقا للمادة الثالثة بالتحديد دون غيرها من قانون البحار، وهو ما استقبلته تركيا برفض شديد وصارم كما هددت برد عسكرى فورى وقاس فى حالة حدوث ذلك. كما عزز دعم وإيواء الحكومة اليونانية لقيادات حزب «العمال الكردستانى» الانفصالى من التوتر بين البلدين، فضلًا عن الخلاف حول الأزمة القبرصية وتبعية جزر «بحر إيجه» والمقسمة إلى سبع مجموعات، ما جعل المواجهة العسكرية خيارًا متاحًا فى كثير من الأحيان بين الجارتين اللدودتين، والشكاوى المتبادلة في الأممالمتحدة سمة العلاقة بينهما رغم محاولات التهدئة المستمرة. - العلاقات «المصرية - اليونانية» على النقيض، تتمتع مصر واليونان بعلاقات ثنائية طيبة يعود تاريخها إلي ما قبل الميلاد بنحو 300 عام، عندما أنشأ الإسكندر الأكبر الإسكندرية، وتقارب في الرؤى تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية بشكل عام، وذلك يرجع في جانب منه إلى الروابط التاريخية والجغرافية والثقافية بين البلدين، فضلاً عن قدم العلاقات الدبلوماسية بينهما، والتي ترجع إلى عام 1833، إلى جانب وجود جالية يونانية كبيرة في مصر، وأخرى مصرية في اليونان. وتبلغ الاستثمارات اليونانية في مصر مليارًا ونصف المليار يورو، وهو ما يجعلها تحتل المركز الخامس بين دول الاتحاد الأوربي التي تستثمر في مصر، ومن المتوقع زيادة حجم الاستثمارات إلى خمسة أضعاف، كما تعطي اليونان أهمية لتوقيع اتفاقية لمنطقة اقتصادية مع مصر. ويبلغ عدد المشروعات الاستثمارية اليونانية في مصر 104 مشروعاً، منها 53 شركة رئيسية بإجمالى رأسمال أكثر من 1 مليار يورو، تتوزع في عدد من القطاعات الإنتاجية والخدمية، أبرزها: «الصناعات الكيماوية، وصناعة النسيج، ومواد البناء، وصناعة الأغذية، والخدمات التجارية والاستشارية، ومشروعات النقل والخدمات العامة». وفي 28 أغسطس 2012 أجريت تدريبات بحرية مشتركة بين البحرية المصرية واليونانية في المياه الإقليمية المصرية ولمدة خمسة أيام، شملت أعمال قتال بالتعاون مع القوات الجوية لتأمين النطاق التعبوي لقاعدة بحرية مصرية وتدمير وحدات العدو تحت ظروف الأعمال القتالية النشطة للعدو. واشترك في هذا التدريب من الجانب المصري 10 وحدات بحرية ومجموعة صاعقة وطائرتين من نوع «هل» وطائرتين «إف 16»، ومن الجانب اليوناني وحدتين بحريتين وفرقاطة وغواصة ومجموعة قوات خاصة. - العلاقات بعد ثورة 30 يونيو جدير بالذكر أن أحمد المسلمانى، المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية، زار أثينا في الأول من ديسمبر الماضي لإطلاع المسئولين اليونانيين على تطورات الأوضاع في مصر، كما استقبل الرئيس عدلى منصور في الأول من سبتمبر الماضى إيفانجيليوس فينيزيلوس نائب رئيس الوزراء وزير خارجية اليونان، الذي نقل خلال اللقاء تحيات كل من رئيس الدولة ورئيس الوزراء، مؤكدا أن بلاده التي عبرت عن تأييدها لتعبير الشعب المصرى عن إرادته في 25 يناير و30 يونيو لن تدخر جهدًا في مساندة ودعم مصر في تلك المرحلة الدقيقة من تاريخها.