استمعت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار محمود كامل الرشيدي، المنعقدة بأكاديمية الشرطة إلى أقوال الكاتب الصحفى والإعلامي إبراهيم عيسى، رئيس تحرير جريدة التحرير في قضية محاكمة القرن. ويتم في هذه القضية إعادة محاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك، ونجليه علاء وجمال، ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، و6 من كبار مساعديه، ورجل الأعمال الهارب حسين سالم. وسأل رئيس المحكمة عيسى، عن قول أحمد صلاح للرئيس الأمريكى السابق جورج بوش ووزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس، "لكم الفضل في إنشاء حركة كفاية"، فقال عيسى "إن هذا الشخص مجرد خنفسة أنيقة ونكرة لا يعول على أقواله" - على حد قوله -وأضاف عيسى "أن حركة 6 إبريل لم تكن لوحدها التي دعت للثورة، ولكن حملة الدكتور محمد البردعى وحزب التجمع، وائتلاف المصريين الأحرار، و9 حركات سياسية". وسألت المحكمة عيسى عن إمكانيته في استنتاج الطرف الثالث الذي أشعل الصراع داخل المجتمع المصرى، فقال عيسى "إنها تلك الجماعة العصابية السرية التي سعت لإسقاط الوطن"، وأكد أن الوطن عانى من الأطراف الثلاثة، حكومة لم تكن تراعى مصالح شعبها وتستجيب لمطالبه، وشعب لم يكن يملك من اليقظة لاكتشاف الطرف الثالث، وطرف ثالث انكشف وانفضح. وأوضح عيسى "أن الصراع لم يكن بين مصريين على المطلق، ولكن كان بين مصريين وخونة يريدون إسقاط الدولة". وأكد عيسى على وسطية وسماحة بلادنا، وأن التيار الليبرالى في مصر لم يتشكل بالقوة الكافية، كما أن تيار الإسلام السياسي لا يمكن أن تمثله تلك العصابة المسلحة، ولا حتى المتشددين، لأن مصر كلها تنتمى إلى الإسلام الوسطى المعتدل. وقال "إن ثورة الشعب الذي أكده بما لايدع مجالًا للأعمى إلا أن يبصر هذا الحب، لا يمكن أن يكون مسيرًا من جهة أو دولة أو هيئة أو منظمة، بل هي الوطنية الخالصة والمصرية التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ". وسألت المحكمة عيسى عن حرب الجيل الرابع، التي تعتمد على التجمهر وإسقاط أنظمة الدولة من خلال حرب اللاعنف، فأوضح عيسى أنها أكبر حروب الأرض وهى الحروب النفسية، ويخشى أن نظرتنا لمؤامرة تتم على هذا الوطن أن تدفعنا، إلى أن نستنزف في أفكار تنتهى إلى شطط وكيان يضعفنا عن الواقع. وبمناقشة المحكمة للكاتب الصحفى إبراهيم عيسى، حول ما قاله محمد عادل أحد قيادات 6 إبريل عقب نجاح ثورة يناير 2011 بأنه تدرب في مؤسسة صربية، قال عيسى: "لا أستطيع أن أحمل ثورة يناير مسئولية بعض الصبية، وأصنع منهم ثورًا أو مخططين كبارًا وعظامًا، ولا يمكن لهؤلاء الملايين الذين خرجوا لإقامة الثورة، أن يكونوا خرجوا بسبب شاب مرتبك سياسيًا مشوش، لا نعتبر لرأيه أهمية ولا لدوره قيمة". وأضاف:" مثل هذا الشاب يحط من مصر وينتقص من ثورتها ويدين شعبه ويصنع أشباحًا ليست قادرة على أن تحرك بعوضة في مصر وليس مواطنًا". ما تعليقك على مقولة كونداليزا رايس أنها أعطت 50 % من المساعدات الأمريكية، لمنظمات المجتمع المصرى، بما يعد لكمة في وجه الحكومة المصرية، فأشار عيسى إلى "أن الثورة قامت في عهد الرئيس الأمريكى أوباما وليس بوش ووزيرة خارجيته رايس، كما أن كل هذا تم بعلم الحكومة وموافقتها وإقرارها". ما تعليقك الصحفى لمقولة أسماء محفوظ من أنها تدربت في مؤسست فريدم هاوس، فأكد عيسى أنه يربأ بالثورة عن تلك الأسماء.