"هجرتك يمكن أنسى هواك، وأودع قلبك القاسى، وكان أملى فى يوم أنساك لقيت روحى فى عز جفاك بافكر فيك وأنا ناسى"، بهذه الكلمات الجميلة أسعدت أم كلثوم قلوب الملايين من عشاق الطرب، وبالرغم من مرور 38عاماً، اليوم 2 فبراير، على رحيل كوكب الشرق وسيدة الغناء العربى إلا أن المستمع لصوتها مازال يردد «عظمة ياست» ومنذ اختفائها لم تشهد ليالى القاهرة تجمعات كالتى شهدها الوطن العربى بأكمله فى حياتها، فلم تكن أم كلثوم سيدة عادية ولا صوتاً عادياً ولكنها جاءت فى زماننا والتف حولها الغنى والفقير، المصرى والعربى وحتى الأجنبى. ولدت أم كلثوم بقرية "طماى، لزهايرة بمحافظة الدقهلية فى ليلة القدر عام 1904، وتوفيت فى 2 فبراير 1975، حفظت معظم أجزاء القرآن الكريم وهى فى سن صغيرة ، وبدأت حياتها الفنية فى سن التاسعة، حين جالت مع والدها معظم القرى المصرية تردد الأغانى والتواشيح الدينية، وفى بداية العشرينيات التقت بالشيخ أبو العلا محمد الذى تبنى موهبتها ولحن لها الكثير من القصائد وساعدها على الإقامة فى القاهرة، حيث تعرفت على الشاعر أحمد رامى والموسيقار محمد القصبجى وزكريا أحمد، لتبدأ انطلاقتها فى رحلتها الفنية التى امتدت أكثر من خمسين عاماً. أسعدت الجماهير بغنائها وصوتها القوى، فغنت لأحمد شوقى وصالح جودت وعلى الجارم وإبراهيم ناجى، بيرم التونسى، مأمون الشناوى، عبدالله الصفيل والهادى آدم السودانى، كما لحن لها كبار الموسيقيين أمثال القصبجى والسنباطى وعبدالوهاب والموجى وبليغ حمدى وسيد مكاوى، كما قدمت أعمالاً سينمائية معدودة، فعلى مدى عشر سنوات منذ عام 1935 قدمت ستة أفلام قامت ببطولتها، وهى وداد، سلامة، نشيد الأمل، فاطمة، عايدة. شاركت أم كلثوم بمجهودها وعطائها الفنى الذى أسعدت به الملايين بل شاركته فى الحملات المختلفة لدعم المشروعات القومية، حتى إن الصحافة الفرنسية وصفتها بأنها هيئة قومية مستقلة، فتطوعت بالغناء فى حملة إنقاذ معابد فيلة، كما قامت بعدة رحلات فنية بعد النكسة إلى البلاد العربية وفرنسا خصصت حصيلتها لدعم المجهود الحربى حتى أطلق عليها عبدالناصر لقب «سفيرة الفن العربى». وتخليدا لذكراها قدم المخرج محمد فاضل فيلما يحيى سيرتها، كما قدمت المخرجة أنعام محمد على مسلسلاً تليفزيونيا عنها كتبه محفوظ عبدالرحمن، أيضا قدمت المخرجة الأمريكية ميشيل جولدمان فيلما تسجيليا عن حياة كوكب الشرق وعلاقتها بعصرها، كان قد كتبه الكاتب الراحل سعد الدين وهبة. ويرى الملحن حلمى بكر أنه يجب تخليد اسم أم كلثوم أكثر من ذلك، وعلى الدولة تبنى عمل جائزة سنوية تحمل اسمها يتم منحها كل عام لصوت يستحق وما أكثر الأصوات التى تستحق لكنها تتوارى خلف العاهات الموجودة على الساحة الآن!!.