يظل مشهد أحداث "مذبحة بورسعيد" عالقا فى أذهان جموع المصريين والذي راح ضحيته 74 شابا من مشجعى النادى الأهلى فى مباراته الأشهر أمام المصرى البورسعيدى قبل عام من اليوم، لتحل الذكرى الأولى على رحيل شهداء التراس أهلاوى بعد أقل من أسبوع على حكم الإعدام الصادر ضد 21 من المتهمين بقتل المشجعين بالمبارة، وتتواكب أيضا مع جمعة الخلاص ومظاهرات حاشدة فى ربوع مصر ضد حكم "الإخوان " ومحاولة إحياء مطالب ثورة 25 يناير التى كادت تندثر بين طيات الخلافات والصراعات السياسية بين القوى السياسية دون أن يرى منها المصريون ما يروى ظمأهم ويحقق مطالبهم التى خرجوا فى 2011 يطالبون بها. وتعود تفاصيل الواقعة لمساء الأربعاء 1 فبراير 2012، عندما اتجه شباب ألتراس أهلاوى إلى استاد بورسعيد، لتشجيع فريقه فى مبارة كرة قدم مع فريق المصرى البورسعيدى، ومع صفارة الحكم ليعلن النتيجة 3 – 1 لصالح النادى المصرى البورسعيدى، ينزل الجماهير أرض الملعب، وتغلق أبواب النادى بإحكام، وتبدأ أعمال الشغب والعنف ضد جماهير الأهلى، وتنتهى الأحداث بقتل 74 شابا فى عمر الزهور وإصابة المئات بإصابات خطيرة بآلات حادة أدت لارتجاج فى المخ وجروح قطعية. وتعد أحداث بورسعيد الكارثية هى الأكبر فى تاريخ الرياضة المصرية، والرابعة من حيث ترتيب كوارث كرة القدم عبر التاريخ، مما دعا الكثيرون لوصفها بالمجزرة أو المذبحة، بينما حُمل المجلس العسكرى مسئولية الحادث باعتباره – رئيس البلاد وقتها – والمسئولين عن الأمن فى بورسعيد والبلطجية الذين لم يعرف حتى الآن من مولهم أو حرضهم. وقبل جلسة النطق بالحكم فى هذه القضية الأسبوع الماضى تحركت حشود الألتراس بعنف وغضب فى الشارع المصرى من خلال الكتابة على جدران محطات المترو والمنشآت العامة "القصاص أو الفوضى" "شمروخ سعادة أو سلاح للإبادة"، وأخير كتابة 26/ 1 بأشكال مختلفة لتذكير الناس بهذا اليوم. وقام شباب الألتراس بتوجيه رسائل تهديد واضحة للحكومة، عقب تمكنه فى ساعات قليلة من توجيه ضربات سريعة ومتنوعة فى المرافق الحيوية، ليصيبوا شوارع القاهرة وطرقها بحالة من الارتباك الكبير والشلل، من خلال قطع خط مترو الأنفاق بمحطة سعد زغلول، وكوبرى أكتوبر من الاتجاهين، وانتهى اليوم فى ميدان التحرير. وأخيراً حكمت محكمة جنايات بورسعيد برئاسة المستشار صبحى عبد المجيد على 21 من المتهمين بتحويل أوراقهم لفضيلة مفتى الجمهورية، وتأجيل الحكم على الباقين لجلسة يوم 2013/3/9 ، ليهدأ جمهور الأهلى وتشتعل بورسعيد بأحداث عنف راح ضحيتها أكثر من 50 شهيدا دون معرفة القاتل. وتأتى الذكرى الأولى لمذبحة بورسعيد يوم جمعة "الخلاص"، ليخرج الشعب المصرى وجماهير الألتراس فى محافظات مصر كلها، تطالب بالقصاص العادل للشهداء، واستكمال مطالب الثورة التى راح ضحيتها آلاف الشباب. ففى القاهرة يقيم النادى الأهلى حفل تأبين لشهداء مذبحة بورسعيد يحضره جميع أسر الشهداء، ويقتصر حفل التأبين على أعضاء مجلس إدارة النادى، برئاسة حسن حمدى وباقى أعضاء الفرق الرياضية الأخرى، لإحياء الذكرى الأولى لشهداء الألتراس. ومن جانبها، قررت رابطة ألتراس أهلاوى أن تقيم اليوم أول حفل تأبين لشهدائهم، أمام مقر النادى الأهلى بالجزيرة، مشيرًا إلى أن هذه الدعوة ليست مقتصرة على أفراد الجروب، ولكنها دعوة عامة لجميع الشعب المصرى المتضامن مع هؤلاء الشهداء الذين دفعوا حياتهم، ثمنًا للتعصب وشغب الملاعب، مؤكدين أن بعد عام أو 100 عام ستظل الذكرى محفورة فى النفوس. وفى السويس انطلقت مسيرة من النشطاء وأعضاء الحركات والائتلافات الثورية، النشطاء حاملين أكفان بيضاء على أيديهم فى الذكرى الأولى لشهداء مذبحة بورسعيد، وهو الأمر الذى لم يختلف كثيرا عن باقى المحافظات، التى خرجت منها المسيرات المختلفة لإحياء ذكرى المذبحة. ولم ينته ملف هذه القضية، رغم النطق بالحكم على 21 متهما بالإعدام، فمازال الموقف مشتعل والكل يطلب القصاص العادل لابنائه سواء جمهور ألتراس أهلاوى أو ألتراس المصرى.