تسعى سلطات حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوربي "فرونتكس" إلى تنسيق أفضل بينها من خلال استخدام تكنولوجيا متطورة مستقبلا. غير أن نظام مراقبة الحدود الأوربية "يوروسور" الذي يبدأ العمل به في ديسمبر يواجه الآن انتقادات. في قاعة بدون نوافذ بالعاصمة البولندية وارسو يوجد مركز التنسيق لنظام المراقبة الجديد للحدود الأوربية. وداخل هذا المكتب نصبت شاشة عملاقة تعرض عليها خريطة للقارة الأوربية، وعليها العديد من النقاط الحمراء. "كل نقطة تعنى أن هناك معلومة جديدة تم وضعها في النظام"، حسب ميشائيل يوريتش، منسق مشروع نظام مراقبة الحدود الأوربية "يوروسور"، النظام الجديد لحماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوربي. أما سلطات حماية الحدود الأوربية "فرونتكس" فتسمي تلك النقاط بالأحداث، فالنقطة الحمراء قد تشير إلى الكشف عن مهرب في ذلك المكان، أو إلى رصد قارب مهاجرين قادم من أفريقيا. ويضيف الموظف يوريتش إن "الهدف الرئيسي من "يوروسور" هو توفير شبكة عمل للحد من الجريمة المنظمة وإنقاذ الأشخاص الذين يواجهون محنة في البحر". وبفضل نظام يوروسور يمكن - على المدى الطويل - الحصول على تقييم أفضل للتحركات الموجودة على طول الحدود الخارجية للاتحاد الأوربي، مثل حركات تدفق اللاجئين. ومن ناحية أخرى، يأمل المسئولون عن النظام الجديد في أن يوفر ذلك إمكانية أفضل والاستجابة بشكل أسرع عند حدوث كوارث بحرية في المستقبل. انتقادات حقوقية ضد الحصن الأوربي تبلغ تكاليف تشغيل النظام الجديد حتى عام 2020 نحو 244 مليون يورو. وتقوم طائرات مروحية وأقمار اصطناعية وطائرات بدون طيار منتشرة على الحدود الأوربية بتوفير المعلومات اللازمة، ويوضح المنسق يوريتش "أن لكل دولة من الدول الأعضاء الحق في تحديد المعلومات المقدمة للأعضاء الآخرين، فمثلا لو أرادت اليونان أن تعرف ما يجري قبالة جزيرة لامبيدوسا "الإيطالية" فإن هذا يخضع لاتفاق بين اليونان وإيطاليا". كما أن تسجيل كل الأحداث أو بعضها أو عدم تسجيلها إطلاقا في نظام يوروسور هي صلاحيات تحددها سلطات حماية الحدود في كل دولة عضو على حدة، كما يضيف منسق مشروع نظام مراقبة الحدود الأوربية. غير أن منظمة "هيومان رايتس ووتش" المدافعة عن حقوق الإنسان توجه انتقادات إلى سلطات حماية الحدود الأوربية (فرونتكس) لعدم وجود تعريف واضح لمهمة السلطات العاملة في نظام يوروسور. ويقول فينتسل ميشالسكي، مدير مكتب هيومان رايتس ووتش في برلين: "نحن ننتقد عدم جعل الأولوية لإنقاذ النازحين". مضيفا أن أوربا من خلال نظام يوروسور تواصل وضع نفسها داخل حصن حصين، معتبرا أن "فرونتكس هي بمثابة الرقيب الأكبر في منطقة البحر المتوسط بهدف صد النازحين، في حين يجب أن يتجلى دورها في حماية النازحين، وعلاوة على ذلك يجب التوضيح بأن احترام حقوق الإنسان مسألة يجب وضعها بعين الاعتبار، فعبر استخدام التقنية المتطورة سيتم تحديد أماكن النازحين وإرسالهم إلى بلدانهم، حيث سيواجهون مخاطر الترحيل، وربما يتعرضون للإعدام أو التعذيب". غير أن "فرونتكس" لا تعتبر نفسها مهيمنة على منطقة البحر المتوسط. فالمنطقة في رأيها أكبر مما يمكن مراقبته هناك بشكل كامل. ولا يعتقد المنسق يوريتش أن نظام "يوروسور" سيمنع النازحين من نهج طرق محفوفة بالمخاطر للدخول إلى أراضي الاتحاد الأوربي. النتائج الأولىة لنظام "يوروسور" ستظهر فقط بعد انطلاقه في أول ديسمبر الحالي. وفي خطوة أولى لهذا النظام ستقوم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي والتي لها حدود مع دول ليست أعضاء في الاتحاد بالتنسيق معها على المستوى الوطني. وبذلك فإنه من الواضح أن نجاح هذا النظام رهين بما ستقوم به سلطات حماية الحدود في كل دولة على حدة. هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل