رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن المسئولين الأمريكيين يضعون إستراتيجية الجولة الثانية الحاسمة، على مدى الستة أشهر المقبلة، والتي يسعون من خلالها إلى التوصل لاتفاق شامل وأكثر صرامة بعدما نجحت الإدارة الأمريكية في التوصل إلى الخطوة الأولى من محادثاتها مع إيران بشأن الاتفاق النووي. وقالت الصحيفة على موقعها الإليكتروني مساء اليوم (الخميس): إن هذه "الحالة النهائية" للمفاوضات مثلما وصفها المسئولون سوف تكون أكثر صعوبة؛ لأن الولاياتالمتحدة وشركاءها في المفاوضات سوف يسعون إلى تفكيك أجزاء من البرنامج النووي الإيراني ولن يكتفوا بمجرد تجميده، مضيفة: إن المفاوضين سوف يواجهون صعوبة أكبر متمثلة في انتقادات المتشددين من إسرائيل والكونجرس الأمريكي وطهران. ونبهت أنه إذا ما تم التوصل إلى اتفاق مؤقت في الخفاء، من خلال قناة خلفية مدعومة من قبل سلطنة عمان، فإن هذا الاتفاق سيتم طرحه للتفاوض دبلوماسيا. وبينت أن الإدارة الأمريكية لديها العديد من الأولويات في ظل سعيها للحصول على اتفاق شامل؛ حيث تحتاج الولاياتالمتحدة إلى رفع العقوبات التي لا تزال مفروضة على إيران بعد الإفراج عن سبعة مليارات دولار من الأصول الإيرانية المجمدة، بالإضافة إلى التهديد بفرض المزيد من العقوبات في حالة فشل المفاوضات. وأوضحت الصحيفة أن المسئولين لا يرون أية إشارة حتى الآن تظهر نية الرئيس الإيراني حسن روحاني أو وزير خارجيته محمد جواد ظريف توسيع المفاوضات خارج الملف النووي الإيراني لتشمل القضايا الإقليمية مثل الصراع الطائفي في سوريا والعراق والبحرين ولبنان؛ حيث يعتقد المحللون الأمريكيون أن الأجندة الإقليمية يديرها قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني. وعلقت "واشنطن بوست" على التساؤلات حول إمكانية قبول الحرس الثوري انضمام إيران للمفاوضات، وهل هي على استعداد لوقف أعمالها السرية التي تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة، قائلة: إنه يعد أمرا بالغ الأهمية ولكن من الصعب الجزم بتحقيقه. ولفتت الصحيفة إلى أن المسئولين الأمريكيين يتفهمون أن عليهم طمأنة حلفائهم العرب من السنة بأنهم لم يميلوا نحو الشيعة الإيرانيين، في ظل توجه واشنطن للتعامل مع طهران، لافتة إلى أن الولاياتالمتحدة لم ترسل الرسالة بشكل جيد حتى الآن.. وهي سعيها إلى إحداث التوازن في الانقسام بين السنة والشيعة في المنطقة. واستدركت الصحيفة قولها: إن ثمة طرفا مؤثرا في هذه المفاوضات، هو إسرائيل؛ حيث طلب الرئيس الأمريكي باراك أوباما من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يأخذ استراحة من انتقاداته الصاخبة وأن يرسل إلى واشنطن فريقا قادرا على استكشاف إستراتيجية الحالة النهائية مع المسئولين الأمريكيين، مضيفة: إن الولاياتالمتحدة وإسرائيل ربما تصبحان بحاجة إلى قناة خلفية للتحاور، بعيدا عن حملة الضغوطات الرنانة من قبل أنصار إسرائيل. واختتمت "واشنطن بوست" قائلة: إن الاتفاق مع إيران في نهاية الأسبوع الماضي كان صعبا بما فيه الكفاية.. ولكن الصعوبات الحقيقية التي تواجه هذه المفاوضات لا تزال في بدايتها.