الزواج لا يعنى المشاركة فى المسكن والأبناء والحياة فقط .. بل هو مشاركة فى الأحلام والأمنيات والمشاريع المستقبلية التى يسعى الطرفان لتحقيقها لتصبح واقعًا .. وكلما كان الزوجان لديهما نفس التطلعات والأحلام كان زواجهما أكثر نجاحًا ...فالأحلام المشتركة مهمة من أجل بناء مستقبل سعيد .. ومن أهم أسباب نجاح العلاقة بين الزوجين .. أن يكون لديهما أحلام ومشاريع وطموحات وخطط مستقبلية مشتركة ... وكلما اتفقا على الأحلام والآمال والمشاريع المشتركة زاد ارتباطهما ونجاح علاقتهما كزوجين. الزواج عبارة عن مشروع بين طرفين وهو مشروع حياة ويتوقف على نجاحه نجاح كافة المشروعات المستقبلية ... كل طرف يجب أن يكون لديه التزام ومسئولية تجاه الطرف الآخر ... وكل منهما عليه أن يقدم الدعم للآخر ويشاركه فى أحلامه وطموحاته وخططه المستقبلية ... ويكون هدفهما الأساسى استمرار الحياة بينهما مهما كانت التحديات التى يمكن أن تواجههما. الأحلام المشتركة من شأنها أن تخلق عالمًا خاصًا بالزوجين لا يشاركهما فيه أحد ... ويؤدى إلى تقوية الروابط وترسيخ العلاقة فيما بينهما ... مع ضرورة الأخذ فى الاعتبار أنه ليس كل ما يحلمان به ويتمنيانه سوف يتحقق ... فبعض الأحلام تظل أحلامًا غير قابله للتحقيق فى الواقع ... حتى لا يؤدى لإحساسهما بالإحباط والفشل وبالتالى يؤثر على علاقتهما. إن فكرة وجود أحلام ومشاريع مشتركة بين الزوجين من شأنها أن تربطهما بأرض الواقع ... وتجعل علاقتهما ناجحة لأنها تخلق لديهم الطموح والرغبة فى حياة أفضل والتغيير الذى من شأنه أن يؤثر فى تطور العلاقة ويبعدها عن الثبات والروتين الذى يؤدى بدوره للملل والرتابة الذى يؤثر بالتالى على عمق العلاقة فيما بينهما ... بالإضافة إلى أن التخطيط للمستقبل يُعطى الإحساس بالاستقرار والأمان ... لأن كلا الطرفين يضع الآخر فى حسابه ويرغب فى تحقيق أحلامه وطموحه بمشاركة الطرف الآخر وليس بعيدًا عنه. التخطيط للمستقبل يجب أن يشمل بعض المواضيع التى قد يظن البعض أنها ليست مهمة ولا يضعونها فى اعتبارهم فى البداية ... لكنها من الممكن أن تؤدى لفشل العلاقة بين الزوجين ... ومن أهم هذه الأشياء ... إنجاب الأطفال وعددهم ... قضاء العطلات ... إقامة مشروع مشترك ... السفر للخارج من أجل العمل أو الهجرة ... إلى جانب ضرورة التخطيط لحياتهم ووضع جزء ترفيهى حتى لا تصاب الحياة بالملل والرتابة، ويكون هناك نوع من التجديد والتغيير اللازم لاستمرار الحياة ... كل شىء فى هذه الحياة يحتاج إلى شحن للطاقة للاستمرار. من أهم ما يجب أن يحرص الزوجان على أن يتوافر فى علاقتهما ... أن تكون هناك رغبة فى بناء حياة ... والالتزام بالعلاقة واعتبارها أهم مشروع فى حياتهما على الإطلاق ... وعليهما أن يبذلا كل ما فى طاقتهما ووسعهما لكى يحافظا عليها وعلى استمراريتها ... مهما تعرضا لمشاكل وإحباطات وظروف تعيق مسيرتهما للمضى قدمًا ... لأن نجاحهما فى مشروع الزواج هو الأساس الذى سيبنى عليه كل المشاريع المستقبلية الأخرى. فكرة وجود مشاريع مشتركة يجب ألا تلغى أن يكون لدى كل طرف حلم خاص به ... ومشاريع فردية خاصة به ... ويجب أن يحترم الطرف الآخر ... ولا يقلل من أحلامه مهما كانت غريبة أو بسيطة .... ولا يتنازل عن محاولة تحقيقها مهما كانت صعبة أو بعيدة المنال... كل الأحلام من الممكن أن تتحقق عندما يكون هناك تشجيع ومتابعة ورغبة حقيقية وتعطى أملًا وتجديدًا للحياة الزوجية ... لأنهم دائمًا ما سيكون لديهم هدف يسعون لتحقيقه سويًا ... فبدون الأحلام لا يوجد طعم للحياة ولا يضطر أحدهما للتخلى عن حلمه ويتنازل عن طموحه وآماله فقط ليرضى الطرف الآخر... حتى يحدث نوع من التوازن النفسى الذى يسعى كل إنسان له، فالإنسان بطبيعته لديه الرغبة فى المشاركة والتلاحم مع الآخرين ... وفى نفس الوقت يسعى للانفصال والاستقلالية ليشعر بكيانه وإحساسه بذاته.