سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
25 يناير2013.. تابع جديد فى مسلسل الانفلات الأمنى أم ثورة تشرق.. إصابات بالعشرات.. و9 شهداء للسويس النصيب الأكبر منها.. وظهور رسمى لمجموعات "بلاك بلوك".. وألتراس يهدد القتلة بالقصاص
فى الذكرى الثانية للثورة ومع تصاعد الأحداث بداية من اعتصامات الاتحادية والجمعية التأسيسية، والخلاف عليها بين القوى السياسية وتمرير الدستور فى ظل هذه الاعترضات وأزمات حكومة قنديل الاقتصادية وحوادث القطارات التى طالت معظم ربوع مصر؛ تفجر غضب عارم فى جميع محافظات البلاد فى الذكرى الثانية لثورة يناير المجيدة، ومع الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة 25 يناير 2013، وبعد غياب دام 24 شهرا، عادت روح الثورة لميدان التحرير من جديد، لترفض تحول الرئيس لديكتاتور يبرر الكوارث بأخطاء سابقيه. وظهر الميدان وقد أوشك أن يكتظ عن آخره بأرواح غاضبة ملت كبت انتظار "الفرج" وسط كل هذه الأحداث التى شهدتها البلاد مؤخرا، والتى يتحمل مسئوليتها النظام الحاكم وحده، بحسب ما يرى جماهير التحرير. بدأ اليوم بتأمين اللجان الشعبية للميدان، وفى نفس المشهد الذى كان عليه الوضع بعد جمعة الغضب فى 28 يناير 2011، وبنفس وضعيتها تم تفتيش كل من يشتبه فيه القائمون على عملية التأمين. وبدأ تحرك المتظاهرين من المحافظات المختلفة صوب التحرير، ووصلت عدة مسيرات قادمة من محافظة الدقهلية تحمل شعارات تطالب بإسقاط حكم الإخوان، فمسيرة تضم المئات من المتظاهرين من مسجد مصطفى محمود، وعلى رأسها الدكتور محمد البرادعى رئيس حزب الدستور، وأخرى من مسجد الفتح برمسيس، وأخرى من أسيوط ومن بنى سويف والمنيا وسوهاج وقنا، والشرقية، مسقط رأس الرئيس محمد مرسى، قاد معظمها قيادات التيار الناصرى، فيما تحرك المئات من المتظاهرين من محيط ميدان السيدة زينب فى اتجاه ميدان التحرير، وهتف المتظاهرون مطالبين بإسقاط حكومة قنديل والرئيس. وملأت الشعارات ميدان التحرير، وكان على رأسها "يسقط يسقط حكم المرشد"، "الشعب يريد إسقاط النظام"، و"بيع الثورة يا بديع"، و"اللى خانوا العهد بينا واستباحوا كل حاجة، مستحيل هيكونوا منا إحنا حاجة وهما حاجة"، وهو الأمر الذى أثار التساؤل حول مدى إمكانية إسقاط الرئيس مرسى بالضغط الشعبى كما حدث سابقا مع سلفه مبارك. فانتفضت منصات الميدان بهتاف "يسقط حكم المرشد"، و"تسقط حكومة قنديل"، و"يسقط يسقط النظام"، فيما تبارى الناشطون فى كتابة كلمات واضحة على أرضية الميدان جميعها ترفض حكم الإخوان. ولأن يوم 25 يناير 2013 أبى ألا يختلف كثيرا عن نظيره منذ عامين، جاء مفعما بالاقتحامات لدواوين المحافظات، ومقار الحزب الحاكم وجماعته، وانفجر العنف بين قوات الأمن والمتظاهرين، وتم قطع عدد من الطرق، وسط حالة من القلق سيطرت على الشارع السياسى والأمنى، خوفا من انفلات الوضع وتزايد حدة المواجهات التى قد تتسبب فى سقوط مزيد من الضحايا والشهداء. ففى المنيا أصيب 8 أشخاص على الأقل فى اشتباكات بالطوب والحجارة أمام مقر حزب "الحرية والعدالة" بشارع الهلال الأحمر بمدينة المنيا بين عدد من المتظاهرين وأعضاء جماعة الإخوان وقامت قوات الأمن بإطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريق الفريقين. وفى المحلة أصيب 10 أشخاص إثر اشتباكات اندلعت بين قوات الأمن والمتظاهرين، الذين حاصروا مبنى مجلس المدينة، وحاولوا حرقه. وأما مسقط رأس الرئيس محمد مرسى "محافظة الشرقية"، فقد شهدت اشتباكات حادة بين الأمن والمتظاهرين، الذين ظهر فى صفوفهم مجموعة "بلاك بلوك"، الذين أشعلوا النيران بمقر الحرية والعدالة، ما أدى لتوتر الأحداث وأعمال العنف بينهم وبين الشرطة التى أطلقت وابلا من القنابل المسيلة للدموع، فسقط العشرات من المصابين بحالات الاختناق، وكثفت الجهات الأمنية من تواجدها وتأمينها لمنزل الرئيس، إلا أن مجموعة "بلاك بلوك" اختفت بشكل مفاجئ من شوارع المدينة. وكعدها فى السابق مع ثورة يناير 2011، كانت السويس أول محافظة تبادر بحصد الشهداء، حيث سقط 5 قتلى نتيجة الاشتباكات مع قوات الأمن، فيما أصيب ما يقرب من 60 آخرين. واستمر الوضع ما بين كر وفر كاد أن يعصف بالمحافظة، حتى انتهى بانتشار لمدرعات الجيش، وإعلان تولى النيابة العسكرية التحقيق فى الأحداث. وفى الدقهلية، اشتعلت الاشتباكات أيضا بعد إلقاء للحجارة على مبنى مديرية الأمن، ما أدى لإصابة 6 متظاهرين بطلقات خرطوش و2 من قوات الأمن بجروح جراء إلقاء الحجارة. وفى البحيرة، تعرض مقرى الإخوان المسلمين والحرية والعدالة للاقتحام وحرق محتوياتهما، بالإضافة إلى اقتحام مبنى مصلحة الضرائب، فيما دارت اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين. وأما الإسماعيلية فقد سجلت الشهيد رقم 9 بعد الشهداء الثمانية، الذين سقطوا بالسويس، فيما أصيب فى اشتباكاتها 22 مصابًا، وتم اقتحام مقر "الحرية والعدالة"، كما أحبطت قوات الأمن محاولة لاقتحام مبنى الدفاع المدنى. وفى الإسكندرية، ارتفعت أعداد مصابى اشتباكات المجلس المحلى إلى 21 مصابا، بعدما وصل سقف الاشتباكات أقصاه بين قوات الأمن والمتظاهرين، حسبما أشار وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية، الدكتور محمد الشرقاوى، إلى أنه تم نقل المصاب ال21 إلى مستشفى "رأس التين" العام، ومستشفى الرئيسى الجامعى. وبأسيوط، تفاجئ المتظاهرون بمجموعة من الشباب - قيل بانتمائهم لجماعة الإخوان - يرشقونهم بالحجارة، ما أدى لاشتعال الاشتباكات التى أسفرت عن إصابة 3 من الجبهة الثورية بإصابات خطيرة. وفى القاهرة، تواصلت الاشتباكات التى بدأت منذ ليلة، أمس الخميس، فى ميدان التحرير، وأسفرت عن سقوط العديد من حالات الاختناق إثر امتلاء الميدان بسحب الدخان الناجمة عن القنابل المسيلة للدموع، والتى أطلقتها قوات الشرطة، بعد محاولات من قبل المتظاهرين لهدم الحاجز الأمنى بشارع قصر العينى، ولا تزال المناوشات بينهما مستمرة حتى الساعات الأولى من صباح يوم السبت 26 يناير. وفى "ماسبيرو" اشتعل الموقف تأزما بين المتظاهرين وقوات الأمن التى أطلقت قنابلها المسيلة بشكل مكثف، وتمركزت حول مبنى الإذاعة والتليفزيون لحماية خوفا من اقتحامه، فيما سقط العشرات من المصابين بحالات الاختناق جراء إلقاء القنابل المسيلة. ورغم هذا الخضم من العنف والتوتر الذى ساد الشارع المصرى، لم تخرج مؤسسة الرئاسة بأى خطابات رئاسية واكتفت بتغريدة للرئيس بدأها ب"إنا لله وإنا إليه راجعون"، وختمها بوعد رئاسى بالتحقيق فى الأحداث وملاحقة المتسببين فى إراقة الدماء. والسؤال هنا؛ كم ستسفر الحصيلة النهائية لهذه الأحداث، خاصة أن اليوم يشهد الجلسة الأخيرة فى محاكمة المتهمين فى مجزرة بورسعيد التى راح ضحيتها 72 من شباب ألتراس أهلاوى.