اهتمت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس بالجهود التي تبذل لإطلاق المطرانين السوريين المختطفين في حلب بعد نجاح صفقة مختطفي أعزاز التي تضمنت إطلاق 9 مختطفين لبنانيين مقابل طيارين تركيين ومعتقلات سوريات.. وسط أنباء عن احتمالات تدخل قطري في هذه المساعي على غرار صفقة أعزاز. وأبرزت الصحف اللبنانية لقاء مدير الأمن العام اللبناني عباس إبراهيم الرئيس السوري بشار الأسد أمس حيث بحث معه في ملف المطرانين. وذكرت صحيفة (السفير) اللبنانية أن عباس إبراهيم بصدد القيام بأكثر من زيارة خارجية لتحريك ملف المطرانين، وستكون الدوحة، على الأرجح، أول عاصمة تشملها جولته. وكشفت عن أن أكثر من اتصال جرى بين إبراهيم ومساعدي المبعوث الدولي لسوريا الأخضر الإبراهيمي تناول قضية المطرانين المختطفين. وقالت الصحيفة، إن الاتصالات المتعلقة بهذه القضية يبدو أن وصلت إلى مرحلة متقدمة، استوجبت حسم بعض النقاط وبالتالي حصول اللقاء بين الأسد وإبراهيم الذي تمنى على الرئيس السوري التعاون في أمور محددة، من شأنها أن تعطي قوة دفع للمفاوضات. ونقلت السفير عن مصادر دبلوماسية عربية مقيمة في العاصمة التركية أن النظام السوري كان متساهلا في الإفراج عن عشرات السجينات السوريات، إلى حد تجاوز الأرقام التي كان قد تم التفاهم عليها مع اللواء إبراهيم، فيما ذكرت مصادر المعارضة السورية "عن الاستعداد لعملية تبادل كبيرة يتم التحضير لها بين فصائل سورية مسلحة والجيش النظامي في مناطق سورية مختلفة". في المقابل، قالت صحيفة (النهار) اللبنانية، إن الجانب السوري أبدى امتعاضه مما وصفه "بالمزايدة اللبنانية في قضية المطرانين اللذين هما سوريان، مما يعني أن قضيتهما قضية وطنية سورية بامتياز"، وبما أن الجهة الخاطفة شيشانية، فإن روسيا معنية بالقضية انطلاقا من علاقة الكنيسة الأرثوذكسية الروسية بها (المطرانيين أرثوذكسيين) وكذلك انطلاقا من إمكان تحقيق السلطات الروسية مطالب للخاطفين في بلادها. وأشارت الصحيفة إلى أن موضوع المطرانين كان من أبرز المواضيع التي طرحت في لقاء البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الدوحة أمس، ونقل الراعي عن أمير قطر وعده بالقيام بكل جهده في هذا الشأن وأنه سيأخذ على عاتقه قضية البحث عنهما ومعرفة مصيرهما وإطلاقهما. من جانبها، نقلت صحيفة (المستقبل) عن وزير الداخلية اللبناني مروان شربل أن رئيس وزراء لبنان الأسبق زعيم تيار المستقبل سعد الحريري "قام منذ اليوم الأول لاختطاف اللبنانيين في أعزاز بدور كبير ومهم لحمايتهم والحفاظ على حياتهم وسلامتهم وعدم قتلهم من قِبَل الخاطفين وإن كان لم يستطع تحريرهم برغم كل الوساطات والاتصالات التي قام بها".