كان لى صديق فيلسوف، بأحوال الوطن شغوف، دائمًا ما ألجأ إليه فى كل الأحوال والظروف، وكان لى معه لقاء يومى؛ لأسمع منه بقلب لوذعى .. لا أشعر معه بعطش ولا جوع، فله رد على كل موضوع. قلت له يومًا: ماذا يا فيلسوف عندما تقرر الحكومة 3 أرغفة لكل مواطن يوميا؟! .. قال: ساعتها لا بد أن نشجع الناس على الإقبال على اللحوم بدلا من الخبز!!.. قلت: وماذا يا فيلسوف عندما يصل نصيب المواطن الثقافى إلى 29 قرشا من ميزانية الثقافة؟!.. قال : ساعتها لا بد أن تعرفى سبب فوز الإخوان فى الانتخابات!!.. قلت: وماذا يا فيلسوف عندما يقول الرئيس مرسى إنه لن يستخدم المجتمع المدنى لخدمة النظام؟!.. قال: ساعتها سأقسم لكى يا بنيتى وقسمى صدق بأنه سيفعل عكس ذلك!!.. قلت: وماذا يا فيلسوف عندما يقول القضاة أن لديهم أدلة على استقالة النائب العام بإرادته؟!.. قال: ساعتها يا صغيرتى يجب أن نحيطهم علمًا بأنه عاد فى الاستقالة بإرادة الجماعة!!.. قلت: وماذا عندما يطالب أبناء بورسعيد بالانفصال عن مصر؟!.. قال: ساعتها يجب أن يبادر الريس مرسى بإرسال سفارة لنا هناك فورا!!.. قلت: وماذا أيضا يا فيلسوف عندما يطالب الريس مرسى الألمان بأن يدعوا لنا لحل مشاكلنا؟!.. قال: ساعتها يجب أن نحيطه علما أن يركز على استيراد معدات ألمانية وليس دعوات ألمانية!!.. قلت: قل لى يا فيلسوف.. هل... وهنا اعتدل الأستاذ فى جلسته وقال: أى بنيتى، أنت أسئلتك تطول، وأنا الليلة مشغول، فأرجوكى أن تدعينى اليوم، وغدًا لنا فى الأمور أمور!!..