أصدرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية دراسة مقارنة حول قدرة البالغين على القراءة والحساب وحل المشاكل المنطقية .. واحتلت ألمانيا مركزا متوسطًا في قائمة البلدان المشاركة فيما كانت فنلندا واليابان في الصدارة. يبدأ أندرياس شلايشر حديثه مع DW بتوضيح نقطة هامة: "القضية لا تتلخص في قياس القيمة الاقتصادية للكفاءات". وأضاف "شلايشر" الذي يعمل كخبير إحصاءات وباحث في مجال التعليم وشارك في الدراسة التعليمية التي أصدرتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الأوربية OECD في الثامن من أكتوبر 2013 قائلا: "المهم هو معرفة الكفاءات الخاصة بالبالغين، وكيفية توظيفها في الحياة الشخصية والعملية وفي خدمة الرخاء والرفاهية والراحة". وبينت دور المهارات في تحديد مكانة المرء في سوق العمل .. كما تفصل الكفاءات بين الناشط سياسيًا وبين من يعتبر نفسه جنديا مسيًرا على طاولة الشطرنج السياسي .. ويشدد شلايشر على أن المستوى التعليم ينعكس على إحساس المرء بصحة بدنه أو على رؤيته لنشاطه الشخصي. ركز واضعو البرنامج الدولي لتقييم الكفاءات لدى البالغين PIAAC في دراستهم على الكفاءات الحسابية الأساسية .. وقدرة تحليل المشاكل وهي كفاءات ضرورية للحياة اليومية. ويوضح شلايشر قائلا: "لنأخذ مثلًا موعد إحضار الأطفال إلى الحضانة. إن الشخص غير القادر على استخلاص معلومة بسيطة كهذه لن يتمكن من المشاركة الفعالة في الحياة الاجتماعية الألمانية". استندت الدراسة على نتائج استجواب 160 ألف شخص على مستوى العالم، وشارك فيها في ألمانيا خمسة آلاف شخص من كل الطبقات الاجتماعية. ويوضح الباحث نتائج الدراسة على المستوى الألماني: "ألمانيا تتحرك في الوسط، حيث كانت قدرة المشاركين على القراءة تحت المتوسط العالمي، فيما فاقت المتوسط بقليل في مجال حل المشاكل والقدرات الحسابية الأساسية". كان أداء المشاركين الإيطاليين والإسبان الأسوأ على المستوى الدولي .. فيما تصدرت فنلندا واليابان قائمة المشاركين. ويلاحظ شلايشر أن عدد ذوي الكفاءات الضئيلة كبير في ألمانيا، لاسيما بين المهاجرين، ويضيف أن مستوى الكفاءات متعلق بشكل كبير بالخلفية الاجتماعية. يقول شلايشر إن مؤسسات تعليمية مختلفة تقدم عددا لا بأس به من الدورات التعليمية أو التأهيلية للبالغين .. إلا أن الفئات الأكثر احتياجا للتثقيف والتعليم هي الأقل استفادة من العروض المقدمة. ويضيف: "يشارك الأكثر ثقافة في دورات تعليمية يفوق عددها ثمانية أضعاف الدورات التي يزورها الأقل ثقافةً". مشددا على أن المستوى التعليمي الخاص بالوالدين ينعكس إيجابيًا على أولادهم، الأمر الذي أثبتته دراسة بيزا PISA من قبل، والتي ركزت على قدرات وكفاءات طلاب المدارس، ولم يشكل العامل الاجتماعي إلا أحد العناصر الإشكالية بالنسبة للوضع التعليمي في ألمانيا. يؤكد شلايشر أن بلداناأخرى مثل فنلندا والسويد واليابان تتعامل بشكل بديهي مع فكرة التعلم مدى الحياة .. وتشكل سهولة الانتقال من مجال تعليمي إلى آخر أحد عناصر القوة في ثقافة التعلم المستمر. ويطالب شلايشر بتحرير التأهيل المهني في مكان العمل والتعليم غير الجامعي من القيود المعرقلة .. كما يطالب بإفساح الطريق للتحرك الحر بين الأنظمة التعليمية والتأهيلية المختلفة. تكشف الدراسة عن تخلف دول عديدة على مستوى تعليم البالغين وتأهيلهم، بينهم ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا. وفي هذا السياق شدد شلايشر على أهمية الاعتراف بالمهارات المكتسبة من أجل تحسين المستوى التعليمي العام، قائلا: "يجب أن تنعكس كفاءات العامل إيجابيًا على مرتبه وفي مكان عمله". ويضرب مثلًا للتوضيح: "يجب أن يسمح للعامل الميكانيكي بأن يصبح مهندسًا، إذا قام بالتأهيل اللازم، ويتعين على الجامعات وأرباب العمل أن يعترفوا بهذه الكفاءات المكتسبة. هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل