أعرب حكيم الله محسود زعيم حركة (طالبان) الباكستانية اليوم الأربعاء عن استعداد الحركة لإجراء مفاوضات جادة مع حكومة باكستان. ونفى محسود، في مقابلة حصرية أجراها مع شبكة تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية، تورط عناصر طالبان في تنفيذ أية اعتداءات قاتلة في الأماكن العامة من باكستان مؤخرا، وقال:"إن الاعتداءات التي وقعت في الأماكن العامة من باكستان مؤخرا، نفذتها جهات سرية في إطار مؤامرة تستهدف الإساءة إلى سمعة طالبان الباكستانية لدى المواطنين ومنعهم من التعاون مع الحركة". وتابع محسود يقول: "نحن على استعداد لإجراء مفاوضات جادة مع حكومة باكستان، والتي لم تقدم، حتى الآن، على اتخاذ أية خطوات للتواصل معنا". واستطرد محسود يقول:"إن طالبان سوف تطرح عددا من الشروط على حكومة باكستان في حالة التفاوض معها، غير أنه لم يكشف عن طبيعة هذه الشروط على وجه الدقة. وطالب محسود بضرورة توقف غارات الطائرات بدون طيار على مواقع الحركة لكى يكون وقف إطلاق النار قابلا للتصديق. وتعهد محسود بتأمين فريق الحكومة الباكستانية الذي سوف يتفاوض معهم، واتهم حكومة باكستان بتنفيذ غارات جوية تسفر عن سقوط قتلى من الابرياء من أفراد القبائل بضغوط من الولاياتالمتحدة. وأرجع محسود اخفاق مفاوضات السلام في الماضى مع حكومة إسلام آباد بسبب تأييدها لغارات الطائرات الأمريكية بدون طيار على مناطق القبائل، وسقوط أبرياء من المدنيين خلال هذه الغارات الجوية. واتهم محسود واشنطن بممارسة الضغوط على حكومة باكستان للقيام بهجوم برى ضد مناطق القبائل، مشيرا إلى أن الحكومة الباكستانية استجابت لهذه الضغوط الأمريكية، ما أدى إلى اخفاق محادثات السلام، ومن ثم فإن حكومة إسلام آباد تتحمل مسئولية هذا الاخفاق. وعن تأثير انسحاب القوات الامريكية من أفغانستان بحلول العام القادم على حركة طالبان الباكستانية، قال محسود "لن يكون لهذا الانسحاب أي تأثير، فعلاقات الصادقة بين حكومة باكستان مع الولاياتالمتحدة كانت أحد الأسباب التي دفعتنا لإعلان الجهاد ضد الحكومة الباكستانية. وحول التوتر الراهن على الحدود بين باكستان والهند وإلى أي طرف سوف تنضم طالبان في حالة اندلاع حرب بين الدولتين؟، قال محسود "سوف ننضم بالطبع إلى الاشقاء المسلمين".