اعتبرت شبكة (سي بي إس) الإخبارية الأمريكية أنه في ظل الأجواء الحالية داخل سوريا، والقتال المحتدم بين الفصائل المعتدلة داخل المعارضة السورية والمتشددة منها من جهة، وقتال فصائل المعارضة مجتمعة مع القوات الحكومية من جهة أخرى، فإنه لا توجد نهاية تلوح في الأفق لتلك الأزمة الدامية التي دخلت عامها الثالث. وألمحت الشبكة في سياق تعليق بثته على قناتها التليفزيونية اليوم السبت إلى أن الأوضاع الحالية في سوريا تتلخص في عبارة "الحرب الطاحنة" التي تستنزف مقدرات الدولة السورية وثرواتها الغزيرة، ووصولا إلى تلك المرحلة من الصراع، فإنه على ما يبدو أن الكفة الأرجح هي كفة الرئيس السوري بشار الأسد من حيث الأوضاع الميدانية (وسيطرة قواته على الكثير من المناطق السورية) والوضع السياسي القوى أيضا ولاسيما مع اختلاف فصائل المعارضة (خارجيا وداخليا وسياسيا وميدانيا). وأشارت إلى أن المجتمع الدولي يظهر خلال تلك الأزمة متراجعا، فبات شغله الشاغل الآن هو نزع الأسلحة الكيميائية السورية، ولم يعد يعر اهتماما للقتال الدائر والأزمة الحالية ولا حتى الوصول إلى حل سياسي لها. وتابعت تقول "إنه لا يوجد حل أو تسوية لتلك الأزمة على المدى القريب، على الرغم من أنه يتم تحضير لإرساء أرضية لما يشبه الحل الدبلوماسي للانتقال الديمقراطي داخل سوريا، غير أن القائمين على تلك الجهود لا ينظرون إلى حجم الخراب والدمار اللذين أصابا مؤسسات الدولة السورية نتيجة للصراع". ولفتت إلى أنه يجب أن تتركز تلك الجهود بشكل أكبر على إنهاء وجود التنظيمات المتطرفة ومنها "تنظيم القاعدة" داخل بعض المناطق السورية والتي باتت تتحكم فيها بشكل كبير. وأشارت إلى أن إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لم يعد حلا يلوح في الأفق للأزمة السورية ولاسيما مع سيطرة القوات الحكومية ونشاطها في الكثير من المناطق داخل سوريا وعدم تدخل واشنطن عسكريا. وحذرت الشبكة من أنه في حال عدم دعم واشنطن للجيش السوري الحر وكتائبه (وهي المعارضة المعتدلة من وجهة نظر الإدارة الأمريكية)، فإنه لن يقوى على الاستمرار سواء أمام القوات الحكومية السورية (المدعومة من قبل ميليشيات حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني) من جهة، وأمام المعارضة المتشددة وكتائبها (والتي تمتلك أهدافا أكثر تشددا ويتم تمويلها على أعلى مستوى ومقاتلوها من جنسيات مختلفة)، وسيصبح مصيره في مهب الريح.