مازالت أزمة الموازنة الأمريكية تبحث عن مخرج للخروج من عنق الزجاجة، فيما يعقد مجلسا النواب والشيوخ اليوم السبت، اجتماعين على انفراد للبحث في سبل إعادة الحياة إلى مفاصل أقوى دولة في العالم، لكن مواقف طرفي الصراع في تصلب مستمر. تداعيات أزمة الميزانية الأمريكية طالت مجال الدفاع أيضا، حيث تستعد الشركات العاملة في قطاع الدفاع لإرسال آلاف الموظفين في إجازة غير مدفوعة في حال استمر الإغلاق الجزئي للحكومة الأمريكية، فغياب أي اتفاق في الكونجرس بين الديمقراطيين والجمهوريين حول ميزانية الولاياتالمتحدة تسبب في عرقلة العقود العسكرية، لأن وزارة الدفاع وجدت نفسها بدون أموال للقيام بعمليات تفتيش وتدقيق إلزامية. سياسيا شهدت لهجة الصراع السياسي في واشنطن بين الجمهوريين والديمقراطيين تصعيدا من جديد رغم مرور أربعة أيام على شلل أكبر قوة اقتصادية وعسكرية في العالم. ورغم ذلك، أو ربما بسبب هذا التصعيد يعقد مجلسا النواب والشيوخ الأمريكيين اجتماعا اليوم السبت، في مسعى جديد للخروج من المأزق الذي يتخبط فيه الكونجرس. من جانبه، اقترح الرئيس الأمريكي باراك أوباما وحلفاؤه الديمقراطيون الذين يشكلون الغالبية في مجلس الشيوخ التفاوض رسميا حول ميزانية طويلة الأجل، لكنهم يشترطون أن يصوت مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون على قانون مالية لستة أسابيع من أجل إعادة فتح كامل الإدارات الفيدرالية. فيما تبنى الجمهوريون إستراتيجية إعادة فتح الوكالات الفيدرالية بالتدريج بدءا من الحدائق العامة والمتاحف والنصب الوطنية، لكن الديمقراطيين رفضوا هذه الإستراتيجية "المجزأة" واعتبروها "مخادعة". وحذرت وزارة الخارجية أمس الجمعة، من "العواقب السلبية على موقعنا في الخارج" من هذا الشلل، وأشارت المتحدثة باسم الخارجية، ماري هارف، في مؤتمر صحفي إلى عناوين منتقدة أو ساخرة في صحف المكسيك والهند وتايوان أو إسبانيا. وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، أمس الجمعة أن أجهزة وزارة الخزانة المكلفة بتطبيق العقوبات الاقتصادية الأمريكية خاصة على إيران وسوريا "لم تعد قادرة على تأمين مهامها الأساسية" بسبب غياب الموظفين. في حال لم يتوصل الكونجرس إلى حل عاجل وشامل للأزمة، فقد تجد الولاياتالمتحدة نفسها عاجزة عن الإيفاء بالتزاماتها المالية على المستوى العالمي، وهو وضع غير مسبوق ويمكن أن يكون "كارثيا"، بحسب وزارة الخزانة، وهذا السيناريو أثار اضطرابا متناميا في أسواق البورصات العالمية خلال هذا الأسبوع.