اعتماد الموازنة التقديرية ومخطط الموارد البشرية لجامعة بنها الأهلية لعام 2025 /2026    مواعيد مباريات السبت 21 يونيو - صنداونز ضد دورتموند.. وإنتر يواجه أوراوا ريدز    هنا الزاهد تُشعل مواقع التواصل بصورة جديدة مع كرارة وتامر حسني في عمل سينمائي مشترك    السبت 21 يونيو 2025.. أسعار الأسماك بسوق العبور للجملة اليوم    مدبولي يتفقد استعدادات البنية التحتية لاستيراد الغاز بالعين السخنة    عاجل| سعر الريال السعودي اليوم 21/6/2025 مقابل الجنيه    وزير الخارجية والهجرة يلتقي بمجموعة من رجال الأعمال الأتراك خلال زيارته لإسطنبول    وزير الري يبحث "التحلية للإنتاج الكثيف للغذاء" مع خبراء الجامعة الأمريكية| صور    أسعار النفط تقفز في أسبوع مضطرب مع استمرار التصعيد بين إسرائيل وإيران    توجيهات جديدة بتحسين خدمات المياه وتوفير الأسمدة الزراعية وتطوير منظومة الصرف في أسيوط    عاجل.. حقيقة تسرب مواد خطيرة جراء قصف موقع أصفهان النووي    مسئولة أممية: توسع الصراع الإيراني الإسرائيلي يقود العالم لكارثة    الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 16 فلسطينيا من الخليل    الملاجئ ترهق ميزانية إسرائيل..100 مليون شيكل للبناء والتجديد    منصة "هانتربروك ميديا" الأمريكية: قاذفات "بي-2" اللازمة لضرب منشأة "فوردو" النووية تقلع من قاعدتها بالولايات المتحدة    نقابة المحامين تقرر الطعن على حكم وقف جمعيتها العمومية    مباريات اليوم.. صدام قوي لصنداونز.. ومواجهة أمريكية خالصة    بايرن ميونيخ يهزم بوكا جونيورز ويتأهل إلى دور ال16 من كأس العالم للأندية    جاياردو: مباراة مونتيري حاسمة ونعتبرها بمثابة نهائي    السومة يدعم هجوم الوداد أمام العين ويوفنتوس    التصريح بدفن ضحايا انهيار 3 عقارات بحدائق القبة    بالاسم ورقم الجلوس.. رابط نتيجة الشهادة الإعدادية محافظة البحيرة التيرم الثاني    طلاب القسم العلمي بالشهادة الثانوية الأزهرية يؤدون امتحان «الكيمياء»    وزارة الصحة: عيادات البعثة الطبية المصرية استقبلت 56 ألف و700 زيارة من الحجاج المصريين    الصحة: عيادات البعثة الطبية المصرية استقبلت 56.7 ألف زيارة من الحجاج    أسعار الدولار اليوم السبت 21 يونيو 2025 في البنوك.. اعرف بكام ؟    الصحة الإيرانية: 430 قتيلا وأكثر من 3500 مصاب منذ بدء الهجوم الإسرائيلى    المعهد القومي للأورام يطلق فعالية للتوعية بأورام الدم    هيئة الرعاية الصحية: إنجاز طبي جديد بمجمع الإسماعيلية الطبي.. زراعة قرنية معقدة لسيدة ستينية تحت مظلة التأمين الصحي الشامل    قافلة الأزهر الطبية تصل الحوراني بدمياط لعلاج المواطنين بالمجان    مواجهة مشكلات التنمر والتحرش والعنف في المدارس بجدول أعمال الشيوخ غدا    قبل فتح باب الترشح.. اعرف المستندات المطلوبة للترشح لانتخابات مجلس النواب    دفعة جديدة من أطباء المعاهد التعليمية تصل مستشفى الشيخ زويد المركزي    تعرف على مصروفات المدارس لجميع المراحل بالعام الدراسي الجديد 2025/2026    محمد منير: «ملامحنا» تعبر عن كل إنسان| حوار    آسر ياسين.. سفاح السينما والدراما    «الكتاب الإلكتروني».. المتهم الأول في أزمة القراءة    قواعد ذهبية للحفظ والتخزين| الغذاء والصيف.. كل لقمة بحساب!    سلاح ذو حدين| وراء كل فتنة.. «سوشيال ميديا»    رسميا.. بايرن ميونخ ثاني المتأهلين لدور ال16 من كأس العالم للأندية بعد فوزه على البوكا    إصابة ربة منزل وطفلتها على يد شقيق زوجها بسبب خلافات أسرية بسوهاج    مؤمن سليمان يقود الشرطة للتتويج بالدوري العراقي    روبي تتألق في إطلالة مبهرة قبل صعود حفل افتتاح موازين    ترامب عبر "تروث": سد النهضة الإثيوبي تم تمويله بغباء من الولايات المتحدة    غارة إسرائيلية تستهدف «الناقورة» وتسفر عن قتيل في جنوب لبنان    ترامب عن سد النهضة: بُني بتمويل غبي من الولايات المتحدة    حكم صيام رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء توضح    كروفورد عن نزال القرن: "في 13 سبتمبر سأخرج منتصرا"    تفاصيل جديدة في واقعة العثور على جثة طبيب داخل شقته بطنطا    تقدم ملموس في الوضع المادي والاجتماعي.. توقعات برج العقرب اليوم 21 يونيو    جيش الاحتلال: اعتراض طائرة مسيرة فى شمال إسرائيل تم إطلاقها من إيران    6 مصابين في تصادم 3 سيارات قبل مطار سفنكس    بالصور- خطوبة مينا أبو الدهب نجم "ولاد الشمس"    "أعملك إيه حيرتنى".. جمهور استوديو "معكم" يتفاعل مع نجل حسن الأسمر "فيديو"    خطيب الجامع الأزهر: الإيمان الصادق والوحدة سبيل عزة الأمة الإسلامية وريادتها    أسرار استجابة دعاء يوم الجمعة وساعة الإجابة.. هذه أفضل السنن    حسن الخاتمه.. مسن يتوفي في صلاة الفجر بالمحلة الكبرى    الإسلام والانتماء.. كيف يجتمع حب الدين والوطن؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جيهان السادات: «السيسي» أول بطل منذ 30 عامًا .. لو كان زوجي موجودًا ما وصل الإخوان للحكم.. «مبارك» أبلغ «أنور» خشيته من حادث المنصة.. أعطينا الجماعة فرصة للحكم لكنها فشلت.. أخشى على مصر من الإرهاب
نشر في فيتو يوم 05 - 10 - 2013

ثمنت جيهان السادات زوجة الرئيس الأسبق محمد أنور السادات الموقف السعودي تجاه مصر ووصفته بأنه موقف مشرف وأنه ليس بغريب على المملكة وقالت إنها دائما تقف مع مصر موقف الأخ تجاه شقيقه ومنذ أيام الملك فيصل رحمه الله حينما منع البترول عن الغرب في حرب 1973 ولن ننسى ذلك أبدا.
وكشفت السادات، في حوار مع «الشرق الأوسط» بمناسبة الذكرى الأربعين لنصر أكتوبر 1973 والذكرى ال 32 لرحيل زوجها الرئيس أنور السادات عن تأييدها لترشيح الفريق السيسي رئيسا لمصر، مشيرة إلى أنه بطل جاء بعد 30 سنة من رحيل ناصر والسادات، وقالت إنها توقعت سقوط حكم الإخوان وإنه لو كان السادات موجودا لما وصل الإخوان للحكم أبدا وعبرت عن حزنها من تجاهل دعوة أسرة السادات في ذكرى النصر العام الماضي بينما تصدر المشهد قتلته على حد قولها. واتهمت الولايات المتحدة بالتورط فيما يحدث بمصر مؤكدة على علاقة تركيا وقطر بالتنظيم الدولي للإخوان.
جدير بالذكر أن الدكتورة جيهان السادات الأستاذة بجامعة ميريلاند الأمريكية كانت قد التزمت الصمت منذ قيام ثورة يناير ونأت بنفسها عن الدخول في أي حوارات مثيرة للجدل ولذلك كانت صورتها وهي تطل من الشرفة رافعة علم مصر وتحيي المتظاهرين ضد الإخوان في أحداث 30 يونيو بمثابة كسر لهذا الصمت حتى بدأت تعود من جديد للإعلام والأضواء لتكشف عن مشاعرها ورؤيتها لتلك الفترة الماضية من حكم الإخوان.
* بداية هل اختلفت مشاعرك بذكرى أكتوبر على مدار تلك السنوات خاصة في أعقاب حادث اغتيال السادات وفي ظل فترة حكم الإخوان؟
- شعوري مختلط فأنا فرحانة لبلدي لأن يوم 6 أكتوبر هو يوم الانتصار وفي نفس الوقت كان في البداية ذكرى صعبة جدا على نفسي وشيئا فشيئا وبعد مرور السنوات بدأت أشعر أنا والأولاد بالسعادة ونحن نتذكره في كل حياته معنا وخاصة الأمور العائلية وكان زوجا وأبا حنونا جدا لدرجة أنه لم يكن يطيق أن يرى أحدنا وهو يأخذ حقنة دواء بينما أنا التي كنت أعطي الحقن لهم ولنفسي أيضا فكان يسارع بالخروج من الغرفة حتى أنتهي من إعطاء أحد الأولاد الحقنة.
أكتوبر 1973 كان بالنسبة لي قمة الفرحة التي لا تساويها فرحة وأنا كنت دائما مع الجنود وفي المستشفيات وكنت أشاركهم الفرحة لسعادتي بهم لدرجة أن أحد الجنود الجرحى قال لي «يا ماما أنا اللي رفعت العلم بإيدي دي» فما كان مني إلا أن قبلت يده لأنه الذي رفع العلم على الأرض المصرية وكنا وما زلنا فخورين وفرحين بهذا النصر العظيم.
أما أكتوبر 81 فكنت حزينة وكأنني أتمزق بسبب الحزن لأنه حتى هذا اليوم لم ننعم بالفرحة فيه لأنني فقدت أعز ما أملك وكان يوما صعبا للغاية ولكن بعدها بسنوات هدأ الحزن قليلا وإيماني بالله وأنه كان قدره أن يموت شهيدا وفي ملابسه العسكرية التي كان يعشقها ويوم عرسه والحمد لله أنه استشهد بعدما حقق ما كان يتمناه وهو استرداد الأرض.
* لو كان كتب للرئيس الراحل السادات أن يستمر بيننا فما الذي كان يمكن أن يمنع حدوثه من أشياء سيئة في مصر؟! - ضاحكة! لو كان بيننا لم يكن للإخوان أن يأتوا للحكم أبدا!!
* تقولين ذلك رغم أن الرئيس السادات هو من فتح لهم المجال وأعطاهم الفرصة للظهور على الساحة السياسية؟! - فعلا لقد فعل السادات ذلك حتى لا يعملوا في السر ولا يكون نشاطهم تحت الأرض. ولكن للأسف قابلوا جميلة لهم باغتياله ثم جاءوا بعد سنوات طويلة ليعلنوا عن نوع من الاعتذار عن هذا الاغتيال وكأنه قتل بالخطأ وكأنه ليس روحا ولا إنسانا ولا أبا بالإضافة إلى كونه قائدا وزعيما منتصرا. وكان دائما يسعد بوجوده بين الجنود ويقول إنهم أولادي ويشعر معهم بكل الأمان. ومن يقرأ مذكرات الرئيس الأسبق حسني مبارك يجده يقول إنه كان يخشى من حدوث شيء على المنصة وأبلغ السادات بقلقه ولكنه كان يشعر بالأمان دون أي شك لأنه وسط أولاده في الجيش.
* هل دفع الرئيس السادات دمه وروحه ثمنا لسياسته مع التيارات الإسلامية وقراراته لصالح أناس لا يستحقون؟
- بالطبع وبلا أي شك! ولا شك أن السادات ضحى بنفسه وللعلم كنا نتلقى تهديدات باستمرار من قبل حادث الاغتيال بسبب كامب ديفيد وأنا كنت أعرف وهو كان يدرك الخطر. فمنذ أجرى الصلح مع إسرائيل ونحن ندرك أنه سيدفع الثمن. وكان لدي خوف ويقين مؤكد 100% أن هذا سيحدث بدليل أنه كلما كان يخرج من البيت كنت أظل مترقبة إن كان سيرجع أم لا!!
* في رأيك من يتحمل مسئولية حادث اغتيال السادات وقتها؟
- المسئولية ترجع للوضع ذاته آنذاك.
* هل ترين أن هناك تقصيرا من جهات أمنية؟
- لا أقول إلا أن الذين قتلوه نالوا عقابهم لكن بلا شك كان هناك إهمال كبير بدليل أنهم استطاعوا أن يدخلوا السلاح في الطابور العسكري رغم أنه من المفروض أن يكون هناك تفتيش على عدة مراحل عن هذه الأسلحة حتى الوصول لطابور العرض فكيف مرت إذن! لكن في نهاية الأمر ليس أمامي إلا أن أقول إنه كان قدر السادات.
* في ظل حكم الرئيس مرسي مر احتفال نصر أكتوبر العام الماضي من دون ظهور لأسرة السادات بينما تصدر المشهد المتهمون بقتل السادات فكيف كان شعورك في تلك اللحظة؟ وهل حقا تم منعكم من الحضور كما قيل وقتها؟
- لا منعنا ولا دعينا!! بينما القتلة هم الذين حضروا وتصدروا المشهد وهو شيء آلمني جدا.
* كيف رأيت الرئيس مرسي خاصة في اللقاء الذي جمعكم عند قبر الرئيس السادات؟
- رغم أنني أعطيت صوتي للفريق شفيق فإنني احترمت نتيجة الانتخابات وقلت لنفسي لا بد أن نعطيهم الفرصة خاصة أنني توسمت خيرا في أن هذه الجماعة التي ظلت تعمل لمدة 80 سنة ربما تقدم شيئا جيدا في الأداء لكنهم للأسف فشلوا ولم ينجحوا.
* ما أبرز مظاهر ذلك الفشل في حكم الإخوان؟
- من أسوأ الأمور أن الرئيس مرسي قسم البلد لنصفين هما أهله وعشيرته الإخوان ونحن الذين لا ننتمي للإخوان نكون خارج الموضوع تماما بينما المفروض أن يكون الرئيس مسئولا عن كل الناس. وهنا أذكر موقفا بسيطا في عهد السادات أنه جاءتني سيدة تحدثني عن معاناة جالية اليهود المصريين من بعض المشكلات ولا يعرفون كيفية حلها فدعوت القس الخاص بهم لأسمع منه تفاصيل المشكلات ثم ذهبت لأنور السادات وقلت «عندي حاجة هقولهالك ولو عايز تساعدهم كان بها وإن رفضت فكأنني لم أقل لك شيئا» فقال لي «إزاي لا أسمع» فقلت له «لأنهم يهود» فرد علي بكل حسم وقال «أنا مسئول عن كل إنسان في البلد بصرف النظر عن دينه أو جنسيته فأنا رئيس البلد كله ومسئول عن حل مشكلات كل أبنائه». فهذا هو المفروض.. أن يكون الرئيس مسئولا عن الجميع.
* قلت إنك توقعت سقوط مرسي والإخوان ولكن ليس بهذه السرعة.. فلماذا توقعت سقوطهم؟
- لأنهم لم ينجحوا منذ البداية ثم فشلوا فشلا ذريعا في النهاية أولا عادى الرئيس القضاء والشرطة ومارسوا ضدها تصرفات غير معقولة وهي التي تحمينا كما أن الرئيس مرسي لم يكن يميل للجيش وكان بعيدا عنه بدلا من أن يحتويه ويحتوي أبناءنا الجنود وكسر القانون واستفز القضاة وعزل النائب العام من دون وجه حق وخروجا على القانون رغم أنه أقسم إنه سيحترم القانون. وفي النهاية لاحظنا عدم توفر السلع الرئيسة هذا بخلاف وجود مؤشرات أخرى توحي بعدم الأمان مثل وقوع بعض الجرائم البشعة باسم الدين في عدة مناطق وهو أمر مناف تماما لطبع المصريين المسالم المسامح فلم يكن لدينا هذه القسوة ولا تلك الدموية.
* هل ترين أنهم أفسدوا الحياة السياسية بمصر؟
- تماما وبشكل صعب كما أن مفهوم الدين عندهم خاطئ ما أدى إلى تشرذم المصريين. هذا بجانب اتخاذهم قرارات ثم تراجعهم عنها ربما في نفس اليوم مما نزع الاستقرار والثقل من الحكم.
* ما مواصفات رئيس مصر المقبل من وجهة نظرك؟
- لا بد أن يكون رجل دولة من طراز رفيع ليليق بمصر.
* هل بالفعل أعلنت عن ترحيبك بترشيح الفريق السيسي رئيسا لمصر؟
- طبعا لأنه جدير بالمهمة ولا ننكر أن هناك كثيرين غيره لكني أرى السيسي بطلا ظهر بعد 30 سنة لأننا لم نر بطلا منذ جمال عبد الناصر والسادات. فالفريق السيسي بطل بمعنى الكلمة لأنه قام بعمل كبير جدا لم نكن نحلم به وبالتالي هو الموجود على القمة الآن.
* لكن ألا يتعارض ذلك مع المطالب الثورية برئيس مدني منتخب؟
- نحن في ظروف استثنائية غير عادية ولو حكم الفريق السيسي ولو لمدة أربع سنوات فقط حتى يضعنا ويوصلنا إلى الطريق الصحيح فهذا ليس خطأ. كما أن مفهوم العسكر في الماضي غير ذات المفهوم اليوم. لأن العسكر يعرفون اليوم أن هناك ديمقراطية وحرية تعبير بدليل تركهم للمظاهرات المناهضة لهم.
* بحكم إقامتك في أمريكا ما ردك على من يعتبرون ما حدث بعد 30 يونيو انقلابا منافيا للديمقراطيات الغربية العريقة؟! - لقد سئلت هذا السؤال كثيرا في الخارج وكنت أقول لهم إن الانقلاب يتطلب أن من قام به يأتي ليحكم البلاد. وقياسا على ذلك لو كان ما حدث في مصر انقلابا لتولى الفريق السيسي الحكم على اعتبار أنه هو الذي قضى على الحكم السابق وأزاح الإخوان لكن السيسي لم يفعل ذلك بل بالعكس وضعنا على الطريق الصحيح. والواضح الآن أن الغرب تراجع عن هذه النظرة وإن كان الأمر استغرق وقتا. فالغرب يرى الصندوق والشرعية هما كل شيء .. وهذا يجعلهم مندهشين لو تغير الحكم خوفا على عدم الاستقرار لكنهم غيروا نظرتهم عندما وجدوا أن هناك استقرارا .. وأن الأمر يتم وفقا للقانون وأننا على طريق إنشاء دستور وهذا هو الترتيب السليم أن نبدأ بعمل دستور أولا وليس كما حدث في السابق.
* كمتخصصة في الدراسات السياسية ما تقييمك للربيع العربي في مصر وفي المنطقة العربية؟
- آمل إن شاء الله أن يكون ربيعا عربيا في الدول التي قامت به. فكل شيء بدايته تكون غير مستقرة وحافلة بالأحداث والاضطرابات وربما العنف كما حدث عندنا في مصر ونراه في تونس وفي ليبيا وسوريا واليمن .. فكل هذه البلاد صادفتها عقبات حينما أرادت تحرير نفسها لأنها لم يكن لديها «السيسي» ولو كان لديهم شخصية مثل السيسي لتنقذهم كان أنهى الموضوع كما حدث عندنا! فنحن نعتبر الأكثر استقرارا فلدينا رئيس محترم جدا ودستور في طريقه للنور ووزراء ورئيس وزراء كما برزت الشرطة من جديد وكذلك الجيش يبذل مجهودا كبيرا في سيناء.
* ما مشاعرك تجاه ما يحدث في سيناء؟
- طبعا أنا من أكثر المتألمين لهذا الأمر ولو كان السادات موجودا لحزن جدا وأذكر أن أول ما قاله السادات أننا بعد استلام سيناء لا بد من إجراء تنمية حتى تصبح آمنة بوجود السكان فيها لكن واقع الأمر - ولا أعرف إن كان فات المسئولين - فلم يفكر أحد في تنمية سيناء بل فتحت للإرهاب.
* إلى أي مدى تحملين الرئيس مبارك المسئولية لتدهور أوضاع سيناء وأحوال مصر عامة بحكم طول فترة حكمه وامتدادها 30 سنة؟
- من الخطأ أن تطول مدة حكم أي رئيس عن مدتين. لأن أي إنسان في عمل يقل عطاؤه مع طول بقائه فيه وذلك لضعف الحافز وفقد حماسه الأول الذي بدأ به هذا العمل ولذلك كان الرئيس السادات مصرا على ترك الرئاسة بعد استرداد كل الأراضي المصرية وهذا ما قاله علنيا لمجلس الشعب وما أكده لي في كلامه معي وكان يقول لي لقد منحني الله الفرصة أن أحرر بلدي وأسترد أرضي وجيشي مرفوع الهامات في سابع سما وكان سعيدا جدا وقال لن أستطيع أن أفعل لبلدي أفضل من ذلك وسأغادر الحكم في الوقت المناسب.
* أسرة السادات دفعت ثمنا باهظا للإرهاب في الماضي فهل تشعرين بعودته من جديد في الوقت الحالي؟
- طبعا أشعر بالخوف على مصر من الإرهاب صحيح هناك راحة نفسية لكن بلا شك الاطمئنان ليس مائة في المائة. ولكني أقول دائما إن ما حدث يوم 30 يونيو كالزلزال الذي له توابع هي ما نراه الآن.
* ما رأيك في مواقف الدول التي ما زالت تدعم الإخوان في مصر؟
- إذا كنت تقصدين تركيا وقطر فهم إخوان مثلهم وعلى علاقة مع التنظيم الدولي وهم تابعون لأميركا.
* معنى ذلك أنك ترين أميركا متورطة فيما يحدث من عدم استقرار بمصر؟
- طبعا هي أساسية في الموضوع لكنها تتراجع بالتدريج والحمد لله أن الفريق السيسي اكتشفها وقطع الطريق على أميركا أن تفعل المزيد.
* ما تقييمك للموقف السعودي تجاه مصر؟
- هو موقف مشرف وهو أمر ليس بغريب على المملكة فهي دائما مع مصر تقوم موقف الأخ تجاه شقيقه ومنذ أيام الملك فيصل رحمه الله حينما منع البترول عن الغرب في حرب 1973 ولن ننسى ذلك أبدا وأنور السادات كان متأثرا لذلك والسعوديون اليوم بموقفهم المشرف معنا يقفون موقف رجولة وشهامة. كذلك الإماراتيون يقفون معنا موقفا مفرحا وأيضا الكويت. لكن طبعا هناك دول سباقة بمواقفها المشرفة ومنها المملكة العربية السعودية فموقفها هو الذي غير موقف الغرب بحكم ثقلها السياسي الكبير في المنطقة. فهذا جميل لن ننساه للأشقاء السعوديين.
* هل تسبب الإخوان في تعكير صفو العلاقات المصرية السعودية؟
- طبعا فترة حكم الإخوان أثارت توترا كبيرا مع العالم العربي. وهم لم ينجحوا ولا يمكن أن يعودوا أبدا لأن الشعب لن يقبلهم بعدما فعلوه ومع هذا فقلب مصر كبير ولو كان هناك إسلاميون غير معقدين ويفهمون الإسلام فهما صحيحا فأهلا بهم بشرط عدم الخلط بين الدين والسياسة.
* هل تقومين بدور الوساطة كسفراء السلام في العالم في بعض القضايا بحكم مكانتك الرفيعة دوليا؟
- أنا أقوم بهذا الدور كمواطنة مصرية وسأتوجه قريبا إلى أميركا لأجري لقاءات ومحاضرات لتوضيح الصورة في بلدي لكل الشعب الأميركي.
* كيف حولت مشاعر الألم والحزن على فقدان الزوج السادات إلى نجاح في حياتك العملية؟
- صممت على الحصول على الدكتوراه بعد حادث اغتيال السادات وأخذتها بامتياز مع مرتبة الشرف في غير وجود أنور السادات ومن جامعة القاهرة.
* ألم تتعرضي لأي مضايقات بعد رحيل السادات أم أن سفرك لأميركا أبعدك عنها؟! - لا لم أتعرض لمضايقات وإن كان سفري طبعا كان نوعا من النسيان والهروب من الواقع الذي كنت أعيشه ولذلك عندما جاءني عرض السفر والعمل بالخارج قبلت مباشرة وفرحت به. وكنت أعتقد أنني سأذهب لعام واحد على سبيل التغيير ثم أعود لأن ذكرياتي مع السادات تلاحقني في كل مكان بهذا البيت وكلما اقتربت من قطعة أثاث أتذكره حينما كان يجلس عليها أو أتذكر صوته وهو يحادثني فكان كل ذلك يعرضني لحالة شجن عميق في تلك الأثناء لذلك رحبت بالسفر لأميركا. وأنا حاليا أدرس بجامعة ميريلاند وقمت بعمل كرسي باسم أنور السادات للتنمية والسلام نستضيف من خلاله كبار الشخصيات العالمية منهم نيلسون مانديلا وكوفي أنان وكارتر وكيسنجر والدكتور محمد البرادعي وكان آخرهم الدلاي لاما الذي قال لي أنا لا أصدق أنني أصافح زوجة الرئيس أنور السادات. وجميعهم كانوا يتحدثون عن دور السادات ومصر في السلام.
* على ذكر السلام هناك من يزالون يعتبرون الرئيس السادات مسؤولا عن ضياع قضية فلسطين بسبب كامب ديفيد رغم أن الفلسطينيين الآن يسعون في نفس طريق السادات. فما تعليقك؟
- طبعا أشعر بالحزن الشديد عندما أسمع هذا الكلام لأنه كان حريصا جدا على القضية الفلسطينية وطلب الفلسطينيين في لقاءات ميناهاوس ليشاركوا ودعا ياسر عرفات وقال له تعال وارفض ما لا يعجبك! ودعا كل العرب التي كانت أراضيهم محتلة ليتناقشوا لأن إسرائيل لن تعيد الأرض بسهولة من دون مفاوضات بدليل أن الفلسطينيين الآن وبعد كل هذه السنوات قبلوا أن يجلسوا ويتفاوضوا.
* هل ما زال الأمر ممكنا لاسترداد الأراضي العربية؟
- إن شاء الله وأنا لا أفقد الأمل أبدا رغم أن الفرصة أيام الرئيس السادات كانت أفضل لأنه لم تكن كل هذه المستوطنات بالكمية الهائلة التي يبنونها الآن فأصبح هناك أمر واقع أكثر صعوبة ولو كانت مصر انتظرت معهم لما استرددنا سيناء. كما أن السادات عرض استعداده للتعامل مع أي حلول أخرى لو كانت موجودة. كذلك المجتمع الدولي الآن أسوأ حالا بالنسبة للقضية الفلسطينية مما كان أيام السادات وكان كارتر الرئيس الأميركي يساعد بكل قلبه.
* هل يختلف أوباما عن كارتر؟! - طبعا فحماس كارتر للعرب أكبر بكثير من أوباما. ونحن صدمنا في أوباما بالنسبة لما فعله بمصر.
* هل ما زالت هناك أسرار مرتبطة بالرئيس السادات لم تعلن بعد؟
- بالنسبة لكامب ديفيد فهي كالكتاب المفتوح وموجودة ويمكن لأي شخص الاطلاع عليها. ولا توجد أي أسرار في مسيرة السادات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.