فى ذكرى وفاة "السحّار"..الكاتب الذى حذر من النكسة

تميز بدفء أسلوبه الروائى، ورقة كلماته وعباراته التى نلاحظ فى كثير منها أنها متأثرة بالقرآن الكريم.
وجاءت أغلب كتاباته تعبيرًا صادقًا عن الأسرة المصرية، وأحوالها وتفاصيلها، وكان من أوائل الذين حذروا فى كتاباتهم من وقوع نكسة سنة 1967 م من خلال كتابه الرائع "وعد الله لإسرائيل".
إنه الكاتب الراحل عبد الحميد السحّار الذى ولد بالقاهرة عام 1913م، وتوفى فى 22 يناير عام 1974م، وقد ترك للأدب سجلًا حافلًا بأعمال تخلد اسمه.
حصل على بكالوريوس التجارة عام 1937، وبدأ سيرته الأدبية بكتابة القصة القصيرة من خلال مجلتين بارزتين هما مجلة "الرسالة" التى كان يصدرها المفكر أحمد حسن الزيات، ومجلة "الثقافة" التى كان يصدرها أحمد أمين.
ثم اتجه بعد ذلك إلى كتابة القصص التاريخية، فكتب قصته الأولى "أحمس بطل الاستقلال" عام 1943 وهو فى سن الحادية والثلاثين من عمره، ثم كتب روايته التاريخية الثانية "أميرة قرطبة".
كتب فى التاريخ الإسلامى، فله كتب مثل "بلال مؤذن الرسول، سعد بن أبى وقاص، أبناء أبى بكر، ومحمد رسول الله والذين معه، وقد تم عرضه فى التليفزيون المصرى تحت اسم "لا إله إلا الله".
وفى كتابه "قصص من الكتب المقدسة" استطاع أن يشخص الشخصية اليهودية منذ بدء الخليقة حتى فترة معينة من فترات التاريخ القديم، مع عرضه قصصًا قرآنية عظيمة مؤكدًا مدى موسوعيته فى كافة الكتب السماوية.
لم يكتفِ السحار بكتابة الروايات والكتب، بل عمل فى السينما كمنتج ومؤلف وسيناريست، وكان أول فيلم يكتبه وينتجه للسينما هو فيلم "درب المهابيل"، ثم كتب بعد ذلك العديد من الروايات للسينما منها "الحفيد، أم العروسة، ألمظ وعبده الحامولى، والنصف الآخر".
كما قدم أيضا روايات إسلامية للسينما منها "نور الإسلام"، الذى كتب له السيناريو والحوار بالاشتراك مع صلاح أبو سيف مخرج الفيلم.
كما شارك فى كتابة سيناريو فيلم الرسالة، بالاشتراك مع توفيق الحكيم وعبد الرحمن الشرقاوى، وكان أيضا من الأعضاء الذين ساهموا فى إنشاء "لجنة النشر للجامعيين" التى يرجع إليها الفضل فى نشر بواكير أعمال الأديب نجيب محفوظ.
وبعد ثورة 1952م كان للسحار إسهامات فنية عظيمة لخدمة الثورة، فهو من ضمن الذين ساهموا فى عمل نشيد (للقوات الجوية) ونشيد (للقوات البحرية)، مع عمل فيلمين سينمائيين هما "شياطين الجو، وعمالقة البحار".