أكد خبير المياه الدولي سلمان محمد سلمان، أن اللجنة الفنية المشتركة بين السودان وإثيوبيا ومصر، هي المنوط بها ضمان سلامة سد النهضة الإثيوبي، بجانب المسئولية القانونية التي تقع على عاتق إثيوبيا في حال انهيار السد. ودعا خبير المياه الدولي خلال ندوة "سد النهضة الإثيوبي.. الفرص والتحديات" التي نظمها، اليوم الثلاثاء، مركز دراسات السلام بجامعة بحري بالخرطوم، بالتعاون مع كرسي اليونسكو - إثيوبيا، إلى نشر المعلومات الواردة عن السد في تقرير اللجنة المشتركة التي تضم خبراء دوليين إلى جانب مصر وإثيوبيا والسودان، حتى لا يكون الأمر محل تساؤل واستفهام. وأضاف سلمان أن مشروع سد النهضة الأثيوبي، أصبح واقعا لا جدال فيه بعد أن اكتمل البناء فيه بنسبة 28%، مشيرا إلى أنه على الدول المعنية بالسد أن تتعاون وتتفاوض لتعزيز الفوائد الناتجة عنه، وتقليل المخاطر بما يحقق المنافع المشتركة لتلك الدول. وقال: "إنه إذا سبق قيام سد النهضة روح تعاون وتفاوض حقيقي بين السودان ومصر وإثيوبيا كان يمكن أن يكون بديلا "للسد العالي ومروي والروصيرص وجبل أولياء"، لافتا إلى تجارب شبيهة اكتفت فيها عدد من الدول بسد واحد تعود فائدته عليها كلها. وأوضح خبير المياه أن لسد النهضة فوائد عظيمة للسودان تتمثل في تقليل حجم الطمي الذي يؤثر على عدد من السدود والمشاريع السودانية بجانب تنظيم انسياب مياه النيل الأزرق واستمرارها. وأشار سليمان، للظروف الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية التي تزامنت مع قيام السد، حيث تعتبر إثيوبيا أغني دولة أفريقية في المياه بعد الكونغو، ويبلغ حجم المياه السطحية بها "122 مليار متر مكعب" غير أن بها أقل مياه مخزنة في العالم بواقع "50 مترا مكعبا للفرد"، كما أن 85 % من سكانها ليس لديهم كهرباء، لافتا إلى أن ميزان القوى الأفريقي تغير لصالحها في الآونة الأخيرة. وأوضح أن سد النهضة يعتبر الأكبر في أفريقيا والعاشر عالميا، وارتفاعه 170 مترا وطوله 1800 متر، وينتج نحو 6 آلاف ميجاوات، بتكلفة بلغت 5 مليارات دولار، تكفلت بها إثيوبيا وحدها، بعد أن أحجم رأس المال الأجنبي عن تمويله. كما أوضح الخبير المائي أن الجدل الكبير الذي صاحب بناء السد سادته معلومات خاطئة ومتناقضة، كتلك التي تقول أن منطقة السد "رخوة" وهو يقع في نفس المنطقة التي يقع فيها سد الروصيرص، الذي أكمل سنين طويلة وتمت تعليته، مؤكدا أن إثيوبيا ليست منطقة زلازل، والشركة التي تعمل على بناء السد شركة عالمية مشهود لها بالخبرة والكفاءة، ولا يمكن أن تخاطر بسمعتها إذا كانت هناك مخاطر مصاحبة للسد مشيرا إلى وجود عدد كبير من السدود العالية في العالم لم ينهر منها سد واحد.