سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الهجوم على سوريا أغبى حرب في التاريخ الحديث.. "روبرت فيسك": إيران المستهدف الحقيقي من الغرب.. واشنطن تكيل بمكيالين وتمول الثوار بالسلاح سرا.. سكوت العرب على إسقاط الأسد عار لا يغتفر
قال الكاتب البريطاني الشهير "روبرت فيسك" إن إيران تشارك بعمق أكثر من أي وقت مضى في حماية الحكومة السورية، وبالتالي فإن أي انتصار للرئيس السوري "بشار الأسد" يعد انتصارا لإيران، والانتصارات الإيرانية لن يمكن السكوت عنها من قبل الغرب، لذا تعتبر إيران وليس سوريا هي المستهدف الحقيقي من الغرب. ووصف "فيسك" في مقاله بصحيفة "إندبندنت" البريطانية الهجوم المحتمل من قبل الولاياتالمتحدةالامريكية وحلفائها الغربيين على سوريا بأنه "اغبى حرب في تاريخ العالم الحديث"، قائلا إن صواريخ "كروز" التي يتوقع البعض أنها ستكتسح واحدة من أقدم المدن البشرية للأسف لن تفعل شيئا على الإطلاق مع دولة بحجم سوريا. وأوضح "فيسك" أن الغرب يهدف إلى إلحاق المزيد من الأضرار بإيران، فهم ينوون ضرب الجمهورية الإسلامية التي أصبح الآن لديها رئيس جديد نابض بالحياة خلافا للمعتوه السابق "أحمدي نجاد"، وعندئذ سيصبح "روحاني" غير مستقر وغير مرتاح بما يفعله الغرب وبالتالي تزداد الأمور تعقيدا. وقال فيسك في مقاله: " المعادلة تقول إن إيران هي عدو إسرائيل، وبطبيعة الحال ستكون إيران عدو أمريكا، لذا أطلقت الصواريخ على حليف إيران العربي". وتعجب الكاتب لماذا تكيل أمريكا بمكيالين، قائلًا: "من الصحيح أنه ليس هناك أي شيء لطيف في النظام بدمشق، لكن لماذا كل هذا الصداع، فانا أتذكر عندما ضربت العراق- التي حينئذ كانت حليفة لأمريكا- إيران بصواريخ غاز عام 1988، نحن لم نهاجم أو نضرب بغداد، ولكننا اضطررنا إلى الانتظار حتى عام 2003 عندما تأكدنا أن الرئيس العراقي "صدام حسين" لم يعد يملك أي أسلحة محظورة أو غاز والتي سببت لنا المزيد من الكوابيس، لافتا إلى أنه من المؤكد الآن هناك معايير مختلفة في أيام مختلفة. ومضى "فيسك" يذكر بصمت أمريكا وتجاهلها المواقف عندما قتلت إسرائيل ما يصل إلى 17 ألف رجل وامرأة وطفل في لبنان عام 1982، ولم يكن بوسع واشنطن سوى دعوة الجانبين إلى ضرورة "ضبط النفس". بل إن السخرية بعينها تظهر واضحة، عندما قام "حافظ الأسد" والد الرئيس الحالي لسوريا بالقضاء على الآلاف من الإخوان المسلمين، وحينها لم نر أمريكا أو الغرب يتفوه بكلمة إدانة واحدة حيال حمامات الدم التي انفجرت وسالت في مدينة "حماة". وتساءل "فيسك" لماذا الآن نحن متحمسون إلى ضرب سوريا، رغم أن الحرب الأهلية مندلعة منذ عامين وقتل على إثرها أكثر من 100 ألف سوري؟ وأجاب الكاتب قائلا: "أظنني أعرف السبب. أعتقد أن جيش "بشار الأسد" حقق انتصارات على الثوار الذين ندعمهم سريا، وبمساعدة من حزب الله اللبناني- حليف إيران- سحقت قوات النظام الثوار في "القصير"، وبهذا فإن إيران تحقق انتصارات وهو ما لا يقبله الغرب". وأنهى "فيسك" مقاله بالقول إن مراقبة بقية قيادة العالم العربي هي التجربة التاريخية الأكثر إيلاما في المنطقة والأكثر عارا وخزيا بالنسبة لهم.