فيسك: أمريكا تحركت عندما بدا أن الأسد يحقق انتصارات.. ونائبة بريطانية: مَن يحاسب واشنطن على استخدام الكيماوى فى العراق؟ لماذا انتظر «بلطجى» العالم باراك أوباما أكثر من عامين ونصف العام جرت فيها دماء كثيرة فى سوريا، سواء على يد قوات الرئيس بشار الأسد أو معارضيه المسلحين الذين يشكل المتطرفون الإسلاميون كتلة مؤثرة فى صفوفهم؟ ما الذى دفع الرئيس الأمريكى إلى أن يتحرك الآن فقط؟ هو سؤال ب«مليون دولار» حسب ما يقول أحد المراقبين المهتمين بالشأن السورى، لكن الكاتب البريطانى المخضرم روبرت فيسك يجيب عنه ببساطة، قائلا إن الأمر كله معنىّ بإيران، وواشنطن تحركت فقط عندما بدا أن قوات الأسد فى طريقها لكسب الحرب فى سوريا، وهو ما سيعدّ انتصارا ليس لنظام بشار فقط بل لإيران. كتب فيسك فى صحيفة «الإندبندنت» البريطانية يقول إن «إيران هى عدو إسرائيل. وإيران من ثم، وبشكل طبيعى هى عدو أمريكا، ولهذا سيتم إطلاق الصواريخ على حليف إيران الوحيد فى العالم العربى» ويصف فيسك المغامرة الكبيرة التى يبدو أوباما وبعض حلفائه الغربيين مصممين على خوضها بأنها «أغبى حرب غربية فى تاريخ العالم الحديث» معتبرا أن مزاعم استخدام النظام السورى للسلاح الكيماوى ليست سوى غطاء لتبرير هذه الحرب. وهو يذكّر بأن واشنطن هى من غضَّت الطرف عندما استخدم صدام حسين السلاح الكيماوى ضد إيران، لأنه كان حليف أمريكا آنذاك، وكذلك ضد الأكراد فى ثمانينيات القرن الماضى. ابتلعت أمريكا لسانها كذلك عندما قتلت إسرائيل 17 ألف مدنى عندما اجتاحت لبنان فى 1982، وطالبت الطرفين ب«ضبط النفس»! ورغم كل هذا فإن الرئيس الأمريكى لم يجدد ما يبرر به العمل الجنونى الذى هو بصدد ارتكابه فى سوريا، سوى القول بأنه يريد وضع حد يمنع تجاوز «الخط الأحمر» بشأن استخدام السلاح الكيماوى مستقبلا فى الصراع فى هذا البلد. لكن النائبة بمجلس العموم البريطانى سارة ولاستون ردت عليه بالقول إن أمريكا هى نفسها من تجاوزت هذا الخط عندما استخدمت الفسفور الأبيض فى العراق، واستخدمت السلاح الكيميائى فى الفالوجة تحديدا. وكتبت فى صحيفة «الجارديان» تحت عنوان «لماذا قمتُ بالتصويت ضد التدخل العسكرى فى سوريا؟» تقول: كيف لا يعد الفسفور الأبيض الذى استخدمته أمريكا فى العراق سلاحا كيميائيا؟ ربما لأن أمريكا هى فقط من استخدمه؟ ثم هناك شبح العراق واحتمالات أن يتسبب العمل العسكرى ضد سوريا فى توسيع نطاق الصراع وسقوط عدد أكبر من الضحايا فى صفوف المدنيين، فى حين أنه لا توجد استراتيجية للخروج. وقد أظهر أوباما الذى ما زال يعانى آثار الصفعة القوية التى تلقاها من الشعب المصرى بإفساد ترتيباته طويلة المدى التى كانت تعوِّل على استمرار الإخوان فى السلطة، أظهر عدم احترام سافر للقانون الدولى وضرب بالأمم المتحدة عرض الحائط.. لكن أصواتا بدأت تعلو وبقوة داخل الدوائر الإعلامية والبحثية فى أمريكا ضد هذا النهج.