عندما نتحدث عن الشارع المصري، البشر والسيارات والسلوكيات، في المدن، وفي المراكز كثيفة السكان، فإن الحديث يكون عن الفوضى.. وهي فوضى تستدعي في مواسم متباعدة اهتمامات رسمية، تشتعل كعود ثقاب ثم لا تلبث أن تهمد ويعود الناس سيرتهم الأولى.. الزحام والزعيق، حناجر وكلاكسات وكتف مروري يزيحك عن اليسار ليلقي بك إلي اليمين، وكلاهما مسار لنقل مخمور أو موتوسيكل مجنون..
في الأسبوع الماضي عرضنا لوباء لعين ملعون يجتاح مصر منذ سنوات هو التوكتوكرونا نسبة إلى كورونا القاتل الحقير، وتوكتوكونا حقير بما يبثه من ثقافة متدنية في السلوك والتلوث السمعي والبصري، وحسنا فعلت محافظة الجيزة أن بدلت الذبابة السوداء بخنفساء زرقاء.. ونتوقع أن تفعل محافظة القاهرة الفعل ذاته.. هذا طيب فعلا تجميل القبح، لكن القبح ليس فقط في شكل تلك الذبابة، بل فيمن يقودها.. إنهم صبية، ومراهقون ورجال، أما الصبية فغالبا في عمر العشر سنوات وما بعدها بقليل، أما الشبان في سن العمل، فاستسهلوا الكسب السريع بدلا من تعلم أو ممارسة أعمال السباكة والكهرباء والمحارة والتبليط والنجارة.. المهن التقليدية المهارية.. ثم إن قيادة سيارة ليس عليها أرقام، ولا رقيب، تمنح السواق من هؤلاء شعورا بالسيطرة، والداء الأخير يبرز بالضرورة عند شعور البلطجي بخنوع الآخر، أو تغاضيه، أو غيابه، سواء كانوا من الناس أو من السلطة.. ليس المهم جدا إذن تغيير نوع وشكل التوكتوك، بل الأهم تغيير سلوكيات السواقين، لأنهم هم أنفسهم سواقو التوكتوك، بثقافتهم الوضيعة.. الزعيق بالصوت والمايك معا والأغاني المنحطة، بالتهديد، بقلة الأدب.. بالتحرش، بالقيادة بين السيارات كثعبان يمرق.. في الوقت نفسه لا يجوز غض الطرف عن المدرسة القديمة في الفوضوية وهم أيضا سواقو الميكروباص.. كما ينطقونها وينطقها العامة.. هي فعلا باظ.. و"بظرميط" لأنهم منبع الفوضى. ومدرستها العريقة، منها تخرج القادة الجدد للتوكتوك.. هؤلاء وهؤلاء وأضف إليهم طيارو النقل الثقيل، وطيارو الموتوسيكلات لتكتمل الصورة السوداء للمشهد العام في الشارع.. يجب تخصيص دورات يتعلمون فيها جميعهم الذوق والأدب والاحترام ومهارة القيادة، وأنهم ليسوا وحدهم على الطريق.. وأن للطريق آدابا ينبغي ممارستها والعمل بها.. تلقين قواعد الذوق لهؤلاء جميعا جزء لا يتجزأ من مسوغات إعطاء رخص القيادة والسيارة.. ويتزامن مع هذه الدورات برامج تلقين إعلامية تدعو جميع قادة السيارات إلى الانضباط والهدوء ووقف السير المعاكس والنور الوهاج يعمي الأبصار.. سائقو الموتوسيكلات كارثة مهمشة، لا ينتبه إليها أحد، يقودون هذه الدراجات النارية تحت سيطرة فكرة خاطئة أنه طيار.. تخيلوا معني هذا الشعور، طيار بدون طيارة، طيار بري، أي جعل من الموتوسيكل قذيفة سرعة تتثعبن بين السيارات، وتفاجئك يمينا ويسارا ومن أمامك.. تطيح بمرآة السيارة، تجرحها بطول جسم السيارة خطوطا ومطبات غائرة. هل نتوقع بعد هذا المشهد اليومي المزمن هدوء أعصاب، ونفوسنا مطمئنة، وعقولا غير مجهدة، وطاقة عمل وابداع، وصبرا علي الناس؟ مستحيل أن تنتج هذه الفوضى قدرة عمل أو طاقة صبر أو لسانا مهذبا. نحن.. من الرقص إلى الدهس! شوارعنا.. وثقافة الفوضى ثمرة الفوضى مواطن مشوه نفسيا وأخلاقيا، يضطر لمواكبة سلوكيات البلطجة لكي ينجو بنفسه أو يرهب غيره.. ليس المهم إذن تغيير القبح المادي، بل تغيير القبح السلوكي.. التلقين مهم، والتدريب مهم، لكن الردع أهم وأنفذ للقانون.. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا