لفترات طويلة، حاول العراق السير على حبل دبلوماسي مشدود بين حليفيه الرئيسيين والعدوين اللدودين في الوقت نفسه طهرانوواشنطن. لكن يبدو أن الموقف العراقي يشهد تحولا في ميزان النفوذ بسبب الصراع الأمريكي للسيطرة على حقول النفط العراقية بمعزل عن أي نفوذ إيراني، خاصة بعدما "انطلقت طائرات إيرانية مسيرة عبر أجواء إقليم كردستان العراق في شمال العراق منتصف يوليو 2025، مستهدفة حقول النفط التي يتولى الأمريكيون تشغيلها"، وفق وكالة "رويترز". وبحسب "رويترز"، فإن إحدى هذه المسيرات أطلقتها جماعة مسلحة مدعومة من إيران داخل العراق وأصابت حقل "سرسنك" الذي تديره شركة "إتش.كيه.إن إنرجي" التي يملكها نجل الملياردير الأمريكي روس بيرو، فيما أصابت الأخرى حقلا مجاورا تديره شركة هانت أويل الأمريكية المختصة باستكشاف وإنتاج النفط والغاز". وبحلول نهاية الهجوم الذي استمر أربعة أيام، وأدى إلى تعطيل عمليات في شركة محلية وشركة "دي.إن.أو" النرويجية، توقف حوالي نصف إنتاج منطقة كردستان من النفط. رسائل روبيو تعكس تصاعد الغضب الأمريكي أثار الهجوم المباشر على المصالح الأمريكية غضب واشنطن التي لطالما شعرت أن العراق لا يبذل جهدا كافيا للتعامل مع أمر الميليشيات الموالية لإيران، ودفعها بحسب تسعة مصادر مطلعة إلى تكثيف حملة ضغط على بغداد. وأدت هذه الحملة في نهاية المطاف إلى إعادة تشغيل العراق لخط أنابيب رئيسي لتصدير النفط من كردستان، فيما يمثل تطورا كبيرا يعكس ميل كفة ميزان النفوذ داخل العراق نحو واشنطن وابتعاده عن طهران. وقال مصدر داخل إدارة الرئيس دونالد ترامب بشأن الرد الأمريكي على ضربات الطائرات المسيرة: "أعتقد أنه يمكن القول بثقة إن وزير الخارجية ماركو روبيو نقل بعض الرسائل الصارمة إلى بغداد لتوضيح أن لحظة الاختيار أصبحت قريبة". طموحات أمريكية كبيرة في مجال الطاقة بالشرق الأوسط وتسلط هذه المواجهة الضوء على طموحات الولاياتالمتحدة في مجال الطاقة بالشرق الأوسط؛ خاصة أن العراق هو ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) التي دأب ترامب على انتقادها لمحاولتها إبقاء أسعار النفط مرتفعة. وقال مصدر في الإدارة الأمريكية: "بالنظر لما استثمرناه في هذا العراق من حيث الثروة الوطنية وأرواح الأمريكيين التي خسرناها في معركة هزيمة الإرهاب، نتوقع أن يكون هناك عائد كبير لهذا الاستثمار". أرادت إدارة ترامب الضغط من أجل إعادة تشغيل خط الأنابيب إلى ميناء جيهان التركي منذ إغلاقه في عام 2023 وسط نزاع بين بغداد وحكومة إقليم كردستان بشأن مبيعات النفط التي تتخطى الحكومة الاتحادية. ويرجع ذلك إلى رغبتها في مساعدة شركات النفط الأمريكية في كردستان، وخفض أسعار النفط العالمية، إضافة إلى أن إغلاق خط الأنابيب حول النفط الخام إلى الجنوب ومن ثم تغذية شبكات التهريب التي توفر أموالا طائلة لإيران ووكلائها، بحسب "رويترز". هجمات المسيرات تزيد تهديدات واشنطن ودفعت هجمات المسيرات ترامب إلى الانتقال بحملة واشنطن إلى مستوى جديد، حيث شهد الشهران التاليان للهجمات تهديد ممثلين عن إدارة ترامب لكبار المسؤولين في قطاع الطاقة في العراق بفرض عقوبات إذا لم يتم إعادة تشغيل خط الأنابيب. ولم يؤكد مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية أو ينف التهديد بفرض عقوبات، لكنه ذكر أن الولاياتالمتحدة مارست ضغوطا دبلوماسية "مكثفة للغاية" لإعادة تشغيل خط الأنابيب. وعلى الرغم من أنه لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هجمات الطائرات المسيرة، إلا أن مصدرا حكوميا عراقيا قال: "إن التحقيق الذي أجرته الأجهزة الأمنية كشف أن الهجمات نفذتها جماعة مسلحة قوية موالية لإيران"، دون أن يفصح عن اسمها. وأضاف أن "بغداد حذرت الجماعة من أن أي هجمات أخرى ستضعها في مواجهة مباشرة مع الحكومة". طهران تدعم نحو عشرة فصائل شيعية عراقية مسلحة تدعم إيران، التي تخضع لعقوبات أمريكية وغربية بسبب طموحاتها النووية، نحو عشرة فصائل شيعية مسلحة تنشط في العراق لديها نحو 50 ألف مقاتل وترسانات أسلحة وتتمتع بنفوذ سياسي واسع. إلا أن قوتها وهيبتها ضعفت بشدة بعد الهجمات الإسرائيلية ضد وكلائها في المنطقة وضد إيران نفسها. لكن من غير الواضح ما إذا كان هذا التحول في ميزان القوة سيستمر، أو إلى أي مدى ستظل الترتيبات الخاصة بخط الأنابيب صامدة. واتفاقية استئناف ضخ النفط عبر خط الأنابيب مؤقتة وستتم مراجعتها من قبل بغداد وحكومة إقليم كردستان في نهاية ديسمبر كانون الأول. كما أن المستقبل يعد أكثر تعقيدا إذ أن أجَل اتفاقية تعود لعام 1973 بين العراق وتركيا، والتي وضعت الأساس القانوني لصادرات النفط، ينتهي في يوليو تموز المقبل. بغداد تعارض اتفاقيتي غاز في إقليم كردستان تواصل بغداد أيضا معارضتها لاتفاقيتي غاز أبرمتهما شركتا "إتش.كيه.إن إنرجي" و"ويسترن زاجروس"، مع حكومة إقليم كردستان في مايو الماضي. و"إتش.كيه.إن" جزء من مجموعة "هيلوود للعقارات والطاقة" وأسسها روس بيرو الابن، نجل روس بيرو الملياردير العصامي من تكساس الذي ترشح للرئاسة مرتين. وعائلة بيرو من أكبر الداعمين للحزب الجمهوري، وتظهر السجلات العامة أنها تبرعت بأكثر من ثلاثة ملايين دولار في عامي 2025 و2024. وتقول بغداد إن الاتفاقيات المتعلقة بالموارد الطبيعية العراقية لا يمكن أن تبرم إلا مع الحكومة الاتحادية. ورفعت دعوى قضائية ضد حكومة إقليم كردستان بشأن الصفقتين في 26 مايو، وفي الأسبوع نفسه وقعت اتفاقية مع شركة جيوجيد بتروليوم الصينية لتوسيع حقل نفطي في جنوبالعراق. يشار إلى أن واشنطن عينت مبعوثا خاصا جديدا إلى العراق في 19 أكتوبر الماضي، بعد أيام من موافقة شركة الطاقة الأمريكية العملاقة "إكسون موبيل" على العودة إلى البلاد للمساعدة في توسيع الإنتاج في جنوبالعراق. وقال دارين وودز، الرئيس التنفيذي لإكسون، في مؤتمر عقد في لندن في 13 أكتوبر 2025: "إنها خطوة أولى بالغة الأهمية في العمل الذي نرغب في القيام به، وأمامنا طريق طويل لتحقيق أي إنجاز، لكننا متفائلون ونتطلع إلى تقييم ذلك". ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا