لو فرضت وزارة التعليم نظام البكالوريا الجديد على الطلاب بقرار، لكان أفضل من أن تعلن تخييرهم، ثم تمضي في انتهاج أساليب ترغيب وترهيب وتجعلهم مجبرين على الاختيار بين البكالوريا والبكالوريا، وليس بين البكالوريا الجديدة والثانوية القديمة. الوزارة وهى تقضي على رعب الفرصة الواحدة، استحدثت رعب الفرص المتعددة في قلوب الطلاب، ترفع في الصحف شعار ديمقراطية القرار، بينما تمارس في الواقع كل أنواع الضغوط والإلحاح، تؤكد في الفضائيات حق الطلاب في الاختيار، ثم تمارس إداراتها كل أنواع الإجبار عليهم.
لقد تفرغت كل أجهزة الوزارة منذ بدء الدراسة قبل عشرة أيام لإقناع الطلاب بالدخول في نظام البكالوريا الجديد، مدرسون ولجان ومديرون ووكلاء مديريات، ومديرو إدارات، لم يعد هدفهم التعليم الذي اختفى في المدارس ليظهر السناتر، بل الضغط والترويج رغم إعلانها أن الطالب يملك كامل الحرية في تحديد النظام الدراسي المناسب دون أي إلزام، فكيف تقدم إداراتها على ممارسات عكس ما تقوله؟.
بل إن بعض أولياء الأمور أفادوا بتعرضهم لضغوط خلال سداد المصروفات الدراسية من أجل اختيار البكالوريا وأن بعض إدارات المدارس خيرتهم بين سحب ملفات أبنائهم أو تقديم شكوى في الإدارة التعليمية، حال عدم الموافقة على الالتحاق بنظام البكالوريا.
في بعض المدارس تجبر الطلاب على التوقيع بالاختيار بين هذا وذاك في نفس اللحظة، دون أن تمنحهم مهلة عدة أيام للتشاور مع أولياء أمورهم خصوصا أن خبرتهم الحياتية وصغر سنهم لايمكنهم من تقرير مصيرهم في دقائق.
الوزارة للأسف تنحاز للنظام الجديد وسخرت كل أجهزتها للترويج له، ولا تقف موقف الحياد، بل لم توفر نماذج التسجيل للنظام القديم وقررت إدخال كل من لايختار إلى النظام الجديد أوتوماتيكيا، تماما مثل من يغلق طريقا ويترك اللوحة الإرشادية عند مفترق طريقين ليجبر السائقين على الدخول في الطريق الآخر.
أقول هذا الكلام ليس من باب التجني أو الادعاء على الوزارة لاسمح الله، ولكن من واقع تجربة حية جرت وقائعها يوم الأربعاء 24 أغسطس 2025 في إحدي المدارس المجمعة "ابتدائي وإعدادي وثانوي".
جاءت لجنة من الإدارة التعليمية التابع لها المدرسة، وتم جمع طلاب الثانوية وتوجيه خطاب تلقيني، وتصوير كل طالب رفض نظام البكالوريا الجديد صوت وصورة بالفيديو، وقيل لهم في تبرير تصويرهم أن هذا الفيديو هو وثيقة ستنشره الوزارة بعد ظهور نتيجة الثانوية لكل طالب تم تصويره.. وهو مايعني ضمنا أن المتمسكين بالنظام القديم صاروا مستهدفين لمجرد تجرؤهم وإعلانهم رفضهم للنظام الجديد الذي تعتزم الوزارة تعميمه، وكان كلام اللجنة يحمل رسالة مبطنة بأنهم باختصار سيطبقون نظام البكالوريا سواء رفضتوه أو قبلتوه.
أحد طلاب تلك المدرسة قام بالتوقيع تحت الضغط على اختيار البكالوريا، وعندما عاد للبيت وجه له والديه اللوم على تسرعه واختياره الخاطىء وعدم مشاورتهم، كان رده أنه تم تصويره بالفيديو وهو يتحدث عن اختياره النظام القديم، فخاف من استهدافه، وذهبت والدته إلى المدرسة في اليوم التالي وقامت بتغيير رغبة ابنها إلى الثانوية القديمة دون اعتراض من أحد.
هذه حالة من حالات كثيرة تجري وقائعها في كثير من المدارس. وإذا كانت الوزارة اسمها التربية، فكيف تربي الطلاب على منهج التسرع واتخاذ القرارات المصيرية في دقائق دون الاستعانة بمشورة أولياء الأمور والكبار، وكيف تظن أن طالبًا في سن ال 16 يمكن أن يملك الإدراك والوعي الكامل لاتخاذ قرار خطير مثل هذا.
يا سيدي: إذا كنت متحمسا لتغيير نظام الثانوية العامة إلى نظام جديد تراه أفضل بكثير وسينهي رعب الفرصة الواحدة وسيخفف الضغط على أولياء الامور والطلاب، فلا تجبر الطلاب على اختياره قسرا وبسرعة، اترك لأولياء الأمور فرصة للدراسة والبحث والاختيار عن قناعة.
ما لا تعلمه وزارة التعليم أن هناك حالة من الحيرة والضبابية والغموض لدى ملايين الأسر بشأن نظام البكالوريا خصوصا أنه أثبت فشله عندما تم تطبيقه 4 سنوات من قبل بين عامى 1994 و1997 وتم إلغاؤه، ولديهم مخاوف بشأن صعوبة المناهج واللغات، وألا يركز على اللغات عموما، والعربية والإنجليزية خصوصا، وهناك من يعتقد أنه لا يحظى باعتراف دولي، وأن الدولة تهدف لجعله شهادة مستقلة بذاتها مثل الشهادة الجامعية.
وأخيرًا أقول لوزير التعليم: النظام الذي تطرحه هو مجرد تجربة قابلة للنجاح والفشل، وأنت لن تعمر في منصبك مثل كل سابقيك في الوزارة، إجعل من تطبيق نظام البكالوريا هذا نموذجا في الممارسة الديمقراطية ليكتسبها الطلاب بدلا من ممارسة الضغط عليهم وتصويرهم بالفيديو. حظر البيع بتوكيلات.. تساؤلات تنتظر الإجابة عمارات لم يسكنها أحد سأفترض جدلًا أن نظامك الجديد يواجه حربًا شرسة من بعض المنتفعين الذين لا يرغبون في إنجاحه، ويقودون حملات تشويه منظمة عبر مواقع التواصل لإجهاض التجربة قبل أن تبدأ، وحتى لو كان هذا الافتراض صحيحًا، أتمني أن تُصدِر تعليمات جديدة لأجهزة الوزارة بالوقوف على الحياد من النظامين، بعدما تفرغت تلك الأجهزة لإقناع الطلاب بالبكالوريا على حساب دورهم في التعليم. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا