نعرف الموت حبا، من أشهر أفلام السينما الفرنسية، ونعرف الموت جوعا فيلم حقيقي ميداني والعرض مستمر يوميا من سنتين، وهو من أقذر ما تقترفه في غزة، حكومة القتلة المتطرفين في إسرائيل.. ونعرف الموت حزنا، على أب أو أم أو زوج أو حبيب، وكم لحق أب بابنه بعد دفنه بساعات، أو زوج بزوجته أو أم بابنها.. لكن هل ممكن أن يموت الإنسان من شدة الفرح؟ السؤال بمناسبة الحزن الموجع المفجع على الرحيل المأساوي المباغت لمهندس الديكور الشاب أشرف أبو حكم من قرية الرمد بكوم أمبو، في محافظة أسوان.. مات في عز فرحته، مات في زفافه، مات ويده ممسكة بيد عروسه، مات وهو يتهيأ لليلة العمر.. رقص بالعصا، زغرد الأهل والمدعوون، وأغانى ومشروبات وتهاني وصخب ومباركات هنا وهناك.. ليلة فرح أسوانية رائعة، تحولت إلى جنازة.. بدا الإعياء على وجه أشرف، 45 سنة، وترنح فسقط وسط ذهول الحاضرين، أهله وأهل العروس والمدعوين من الطرفين.. نظرت العروس إلى عريسها قد هوى مغشيا عليه يحتضر.. سكتت الزغاريد وتحولت إلى عويل وصراخ ولطم وصويت..
نقلوه إلى المستشفى فاضت روحه.. جلطة في القلب.. موت فجائي.. الطب يقول إن الإرهاق والسهر والتدخين والسمنة والوراثة كلها مسببات للوفاة المباغتة، تقتل الشباب بنسبة أكبر ممن هم أكبر سنا، وفي حالة المهندس أشرف العريس الذي مات أثناء فرحه وسط الأهل والأحباب، فإن ابن أخته قال إن أشرف مات لأنه كان في حالة شديدة من الفرح.. كان فرحان أكثر من اللازم! وأنه بذل مجهودا متواصلا لتجهيز شقته لليلة العرس، فكان في إرهاق وتعب، لكن مع الفرحة الشديدة مات.. كيف يموت الإنسان من شدة السعادة؟ هذا صعب تقبله أو حتى فهمه واستيعابه.. هل السعادة قاتلة مثلها مثل الحزن؟ الحزن يكسر القلب. ويميته، بينما السعادة تحيي القلب وتنعش الروح ويفيض نور على وجه السعيد الفرحان فكيف انطفأ النور على وجه العريس السعيد، بل انطفأ النور على كل الوجوه التى حضرت تشارك الأهل فرحتهم؟! يمكن للمرء أن يتحكم في حزنه تحت ضغط النصائح والإنذارات الطبية، وربما استجابة للمواساة، بل يهدأ الحزن مع مرور الأيام، لكن ما يحدث حين تهبط علينا السعادة وضع مختلف وشعور فيضاني، فنحن نستزيدها، ونرغب في أن نتجرع بحر السعادة كاملا، كاملا، ونود لو تستمر الموجة ساعات وساعات.. لكن الحزن عمره طويل والفرح عمره قصيره.. أراد العريس أشرف أن يخدع المعادلة القدرية، أن يمدد الزمن السعيد، أن يعكس دوران الساعة، أن يفرح فرحة طاغيةً، لم يتحمل قلبه جرعة السعادة المترعة فانقبض، فتجلط الدم في الشرايين.. وتوقف القلب. دفن معه السعادة، وحبسها في الشريان المسدود! ترى ما هي الجرعة المحسوبة من السعادة لكي لا تقتلنا الجرعة الزائدة؟ كم مللي جراما من تركيزات أقراص السعادة تفيد في حماية القلب إذا رقصت الروح طربا وحلقت الأذرع فرحا في السماء؟ في النهاية يمكن القول إن العريس مات وهو في منتهى السعادة.. ترامب نيويورك وترامب واشنطن.. نصدق من؟ حديث الحرب.. مرة أخرى تختلف الجرعات لكن السيناريو تفاصيله محددة باليوم والساعة والثانية والظروف.. عند الخالق سبحانه جل في علاه.. احزنوا أو اسعدوا.. المكتوب سيتحقق! ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا