من المؤكد أن قرار الفريق أول عبد الفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، حول حظر امتلاك الأراضى المتاخمة للحدود الشرقية، وكذلك منع بيع أراضى سيناء لغير المصريين، قد جاء مطمئنًا للغاية للقلوب والخواطر، بعدما امتلأت بالحزن والقلق على نوايا بعض أصحاب النوايا السيئة بإنشاء إمارة إسلامية فى شمال سيناء، وكأن أرض سيناء الغالية ليست ملكًا خالصًا لمصر والمصريين منذ فجر التاريخ، فجاء أصحاب هذه النوايا السيئة الخبيثة ليرعبوا قلوبنا برغبتهم الشاذة والشريرة فى سرقة جزء عزيز من سيناء لإنشاء إمارتهم المزعومة!! يبقى وهذا هو المهم بل الأكثر أهمية، أن يتم استئصال شأفتهم تمامًا من سيناء، إن كان لهم أى وجود بها، لأن مجرد وجودهم ولو بأعداد محدودة العدة والعدد، يظل يشكل خطرًا قائمًا يجب على القوات المسلحة والجيش المصرى الباسل أن يزيله ويمحوه تمامًا!! حتى يعلم كل مَن تراود أحلامه المريضة أن أرض مصر فى سيناء وأى بقعة أخرى منها أرض مستباحة فى ظل التوتر العام الذى يحيط بالأمن القومى المصرى، وهذا هو ولا شك دور القوات المسلحة والجيش المصرى الباسل فى الدفاع عن أرض الوطن، ووأد أطماع الطامعين فيها بكل وسيلة ممكنة أو متاحة، حتى تتهطر أرض سيناء من هؤلاء الأغيار الطامعين فى وطننا، أيًّا كانت جنسياتهم!! ولذلك تبدو تصريحات مَن يسمى المرشد العام لجماعة الإخوان وببساطة مخلة بالوطنية التى لا يشعرون بها، بأنه ليس هناك ما يمنع من إقامة مستوطنات للفلسطينيين فى سيناء!! وكأنه لزامًا علينا أن نتحمل عبء حل مشكلة فلسطين على حساب أرضنا الخالدة!! ولذلك فتصريحات هذا المرشد لنفسه ولجماعته فقط، وليس لكل مصرى يحب وطنه إلى حد العشق.. لقد قدمت مصر من أجل فلسطينوسيناء آلاف الشهداء الذين روت دماؤهم الزكية أرضها عطرًا وفداءً.. ويأتى هذا المرشد -الذى ليس له أى صفة رسمية فى الدولة- لكى يدلى بهذه التصريحات المشبوهة واللا مسئولة!! والتى يجب أن تؤخد مأخذ الجد لا الهزل أو الاستخفاف، لذكل يجب القضاء عليها تمامًا، الأجانب فيها وبالذات للأرض، ولا تسمح مطلقًا لأى أجنبى أن يخطر بذهنه تملك ولا سنتيمتر واحد من أرضها.. وعلى سبيل المثال لا أكثر ولا أقل، السعودية، وقد عملت بها زمنًا، وهى دولة عربية شقيقة، لا يمكن أن ترى فيها أى أجنبى يملك أرضًا سعودية على الإطلاق!! إن هذا الحظر هناك قائم ودائم، ولن يتغير قط.. ومن يتصورون عندنا، وهم أكثر من الهم على القلب، أنت تملّك الأجانب للأرض ليس حرامًا، وليس ممنوعًا، ما داموا سيقيمون عليها المشروعات الاستثمارية لخدمة الوطن!! وأنهم لن يسرقوها، أو يأخذونها معهم حين يرغبون فى المغادرة أو الرحيل.. وهو تصور شاذ وغير مقبول عقلًا ومنطقًا على الإطلاق!! ولكنه اننتشر بشدة كالوباء الكاسح المدمر فى العصر البائد الذى قضت عليه ثورة 25 يناير. ولكن لا يزال له أنصار ومريدون لا يعرفون أو لا يفهمون أن تملك الأجانب -أيًّا كانت جنسياتهم- عربًا أو غير عرب، يشكل خطرًا داهمًا على سلامة الوطن ووحدة أراضيه الخالدة.. وبالله عليكم ماذا - مثلًا- كانت الحكمة العظمى من منح أحد الأمراء العرب مئة ألف فدان فى أرض توشكى؟!! بسعر بخس خمسين جنيهًا للفدان.. تصوروا.. يدفع منها 10٪ والباقى على عشرين عامًا.. مع توصيل المياه والكهرباء للأرض.. حاجة ببلاش كده!! ولا أدرى لماذا لم تتم محاكمة الذين وقعوا هذا العقد مع الأمير العربى؟!! أو الثرى العربى الآخر الذى اشترى الكثير من الأفدنة لكى يزرعها بالبرسيم الحجازى كما يقولون، الذى يروى بكم هائل من المياه.. ثم حين حصد ما زرع أرسله إلى بلده الأم لكى تتغذى عليه الحيوانات والبهائم هناك.. فماذا استثمر إذن هنا لكى ينفع أصحاب الأرض منا؟!! هل زرعها قمحًا أو أرزًا أو ذرة لكى يسهم باستثماراته المزعومة فى حل بعض مشكلاتنا فى التغذية، وتوفير رغيف الخبز؟!! لا جواب طبعًا، لا شىء.. لأننا لسنا أصلًا فى باله أو عقله!! المهم أن يزرع البرسيم الحجازى الفاخر لكى تشبع الحيوانات والبهائم منه فى بلده هو!! وكلنا فى الغالب يعلم قصة سياج الذى اشترى أرضًا - ملايين الأمتار- فى سيناء بموافقة كل المسئولين المصريين.. ثم نزعت منه لدواعى الأمن القومى فى سيناء.. فعرض قضيته على التحكيم الدولى، فألزم الحكم مصر بدفع نصف مليار جنيه له تعويضًا عن فسخ العقد واسترداد الأرض!! ولا أدرى كذلك هنا لماذا لم يُقدم أى مسئول إلى المحاكمة عن هذه المهزلة التى كلَّفت الخزانة العامة نحو نصف مليار جنيه تعويضًا للسيد سياج، من جيب دافعى الضرائب!! ولكن فى مصر المنهوبة لا يحاكم أحد من ذوى القامات العالية!! لقد أثلج صدورنا قرار السيد القائد العام للقوات المسلحة، ونرجو أن لا تطاله أيدى العابثين أو الطائشين الذين قضى مضاجعهم بالتأكيد هذا القرار الحاسم، وربما يحاولون الالتفاف حوله، أو إلغاءه، فالخيانة لها ألف ذراع فى زماننا العجيب هذا!! والله من وراء المقصد.