[email protected] شمس الأصيل دَهَّبِت خوص النخيل.. تحفة ومتصورة على صفحتك ياجميل.. مطلع إحدى روائع فلتة الزمان بيرم التونسى عن النيل.. تغنت بها كوكب الشرق أم كثوم، في وصلة سلطنة نادرة. أغنى شمس الأصيل وكُلِّى حسرة على النيل، ليس بسبب انتظار تأثير سد النهضة الإثيوبى الذي جاء تشييده في توقيت لا يخفى كيدًا دونه كيد النساء.. داهمتنى الحسرة مما اقترفته أيدينا من جرائم في حق نعمة المولى على مصر النيل الجميل، ويكفى أن أقول إننا حولناه إلى لامؤاخذة "مبولة جماهيرية" بامتياز، وحمام شعبى للحمير والجاموس، ومدفن للمواشى النافقة، وطشت غسيل غيارات داخلية ومواعين، وكنا نقول إمتى الزمان يسمح ياجميل واقعد معاك على شط النيل.. الآن نقول امتى الزمان يسمح ياجميل واقعد معاك على طشت النيل. أصل الآن إلى ما استفزنى للكتابة عن النيل.. كنت قد دوَّنت في مفكرتى خبرًا عن وقفة احتجاجية للصيادين بقرى كفرالشيخ احتجاجًا على انتشار نبات "ورد النيل" بفرع رشيد مما يعيق نشاط الصيد، ثم تذكرت دراسة عن تأثيره فى حركة الملاحة النهرية، وامتصاص كميات ضخمة من المياه. وللتذكير فقط، أقول إن ورد النيل كان نتيجة عَبَط مصرى بتمويل إنجليزى، وهذه هي قصته المتواترة.. منذ أكثر من قرن قال رجل انجليزى لرجل مصرى، سوف أقدم لك صنيعا لن تنساه..صنيعًا يتحدث عنه أهل مصر على مر الأجيال.. وسوف تكون صاحب أجمل وأغرب نبات على وجه الارض.. نبات لا يزرع في الأرض كسائر النباتات، وإنما يزرع على سطح الماء، وسوف أدفع لك تمويلًا محترمًا كى تنجح في مهمتك.. كان النبات العجيب هو "ورد النيل".. زرعه الرجل المصرى الطيب "بتمويل إنجليزى"، وتمر الأيام ويتحول هذا النبات إلى شَفَّاط رهيب يشرب الماء وينمو بسرعة، ليخنق الترع والنيل والنباتات، فصار الخطر الداهم على النيل والقنوات.. وربما لهذا السبب ظهرت أغنية ريفية فولكلورية تقول ياللى ع الترعة حود ع المانِح (المالح) وسطى بيوجعنى من ورد امبارح! وكأنها دعوة للرى والارتواء من البحر المالح بعد أن عَزَّت مياه النيل بسبب الإنجليزى صاحب التمويل!!. الخلاصة أن النيل ليس ضحية سد النهضة فقط، ولا ضحية النصاب أو المتآمر الإنجليزى الذي ضحك على العبيط المصرى، وإنما ضحية شعب أرْعَن حوله إلى طشت غسيل ومقابر مواشى ودورة مياه عمومية.. ولك الله يامصر.