في كتابه: التفكير فريضة إسلامية، لم يكن عباس محمود العقاد يطلق عبارة إنشائية أو توصية ثقافية، بل كان يضع يده على أصل أصيل من أصول هذا الدين، الذي جاء ليحرر الإنسان لا ليقيّده، ويوقظ عقله لا ليخدّره. الإسلام لم يأتِ ليملأ العقول بالخرافة، بل ليحررها من التبعية، ويجعل من التفكر والتدبر والتعقل مساحات من العبادة التي لا تقلّ شأنًا عن الصلاة والصيام. ولذلك كان القرآن حافلًا بنداءات متكررة تبدأ ب: "أَفَلا تَعْقِلُونَ؟"، "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ؟"، "لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ". لكن ماذا خسرنا حين تركنا التفكير، وأغلقنا أبواب السؤال، واكتفينا بما يُقال لنا دون تمحيص؟ خسرنا أولًا قدرتنا علي التمييز. حين يُعطّل الإنسان عقله، يصبح عرضة للتضليل، ضحية سهلة لكل متكلّم بارع أو صاحب سلطة مزيفة. لا يعود يفرّق بين الحق والباطل، ولا بين المصلحة والمفسدة. وهكذا يتحوّل الدين إلي طقوس فارغة، والمعرفة إلي تكرار أجوف. وخسرنا ثانيًا الاستقلال والحرية. فالعقل الذي لا يفكر، هو عقل تابع. يرى بعين غيره، ويسمع بأذن غيره، ويؤمن كما يُملى عليه لا كما يقتنع. وهذا ما حذّر منه المفكرون، وعلى رأسهم علي عزت بيجوفيتش حين قال: "حين نعلّم الإنسان التفكير فإنّنا نحرّره، وحين نلقّنه فإنّنا نضمّه للقطيع". الإنسان الذي لا يُسمح له بالسؤال، سيفقد يومًا حتى رغبته في الجواب.
وخسرنا ثالثًا التوازن بين الإيمان والعقل. فالله سبحانه لا يريد قلوبًا تخشع فقط، بل عقولًا تقنع، ونفوسًا تهجع وتنعم بسلام داخلي نابع من فهم، لا من خوف أعمى أو تكرار موروث. ومن هنا كانت دعوة القرآن للتفكر في النفس، في الحياة، في الموت، في الكون، في التاريخ. دعوة لفهم السنن لا لمخالفتها، وللبحث عن الحكمة لا الاكتفاء بالتبرير. إن ما نخسره حين نترك التفكير لا يُقاس فقط بما فاتنا من علم، بل بما انحدرنا إليه من جمود. يتحوّل الدين في غياب التفكير إلي عبء لا وعي، وتتحوّل المجتمعات إلى نسخ مكرّرة، لا تعرف التقدّم ولا تتقبل الاختلاف. والأسوأ من ذلك، أن الجهل حين يكتسي عباءة التدين، يُصبح أكثر خطورة من الجهل الصريح، لأنه يُحاصر العقول باسم الإيمان. ولذلك، فإن العودة إلي التفكير ليست ترفًا فكريًا، بل ضرورة وجودية، ودعوة قرآنية، وفريضة إيمانية. لا ننهض دونها، ولا نفهم أنفسنا ولا ديننا ولا زماننا بغيرها. التفكير هو بداية كل وعي، وكل إصلاح، وكل إيمان حقيقي. والله لا يُعبد بالعادة، بل بالبصيرة. حوادث كاشفة للسقوط الأخلاقي! المسلماني.. ماذا يريد؟! فلنسأل أنفسنا اليوم: ماذا لو جعلنا من التفكير فريضتنا الغائبة؟ ماذا لو عدنا إلى القرآن، لا لنحفظه فقط، بل لنتدبره؟ وماذا لو آمنا أن الدين ليس ضد العقل، بل مع العقل؟ حينها فقط نستعيد ما خسرناه.. ونبدأ من جديد.. والسؤال: هل يمكن لمجتمع أن يتقدم بلا تفكير يقود للإبداع والتنوير بعيدا عن الانغلاق والتشدد والخرافة وحياة القطيع؟! ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا