أصبحت الإسكندرية بلد النصف مليون عقار مخالف بحسب إحصائية أجراها أحد المكاتب الاستشارية الخاصة منذ عام 2007 وتتوالى الانهيارات على المحافظة التاريخية. "فيتو" رصدت أشهر حوادث انهيار العقارات، ففي عام 2007 وتحديدا في 27 ديسمبر انهارت عمارة بمنطقة لوران الراقية، وتوفي فيها 36 شخصا وكان من بينهم اللواء حسام ياقوت - أحد ضباط الأمن القومي وزميل محافظ الإسكندرية في ذلك الوقت اللواء محمد عبد السلام المحجوب -. ولم تتوقف انهيارات العقارات من وقتها وتوالت الانهيارات ففي مطلع عام 2008 انهار عقار في منطقة شدس مكون من 8 طوابق راح ضحيته 11 شخصا و6 مصابين وكان أول العقارات المنهارة في عهد اللواء عادل لبيب - محافظ الإسكندرية السابق ووزير التنمية المحلية الحالي -. ثم كان في نفس مطلع العام هناك انهيار لعقار مكون من 5 طوابق في حي الجمرك وتحديدا في شارع المسافر خانة وراح ضحيته 4 أشخاص وأصيب 8 آخرين. وأصبحت هناك مناطق مشهورة بانهيار العقارات أهمها كرموز واللبان وراغب والمنتزة، وقد شهدوا انهيار ما يقرب من 55 عقارا في عام 2009 فقط وكان لبيب لا يزال محافظا. وكان عام 2010 قبل ثورة يناير أكثر عام شهد انهيارا للعقارات؛ حيث راح ما يقرب من 60 شخصا في انهيارات مختلفة في منطقتي اللبان والفراهدة وبحري وشارع الباب الجديد. وأرجع المهندس الاستشاري مدحت خيري - صاحب مكتب استشارات هندسية - السبب في انهيار عقارات الإسكندرية إلى غياب الرقابة داخل الأحياء، والتي تسهل الحصول على تراخيص بناء بسهولة بعد دفع الرشاوي، مضيفا: إن أكثر عام كان يتسم بالشدة والحزم تجاه المقاولين هو عام 2011 قبل ثورة يناير بشهور قليلة؛ حيث كان يقوم اللواء عادل لبيب - محافظ الإسكندرية آنذاك - بتطبيق القانون على كل المقاولين وكان يمنع البناء المخالف وقلت حوادث الانهيار في ذلك العام، وبمجرد اندلاع ثورة يناير انتقم مقاولو الإسكندرية مما فعله لبيب بهم بعد أن قطع عيشهم لسنوات وقاموا بهدم أعداد كبيرة من عقارات أثرية ومدرجة في مجلد التراث المعماري وصلت إلى ما يقرب من 35 عقارا أثريا أشهرهم عقار اللمبي برشدي ومبنى سينما ريالتو التاريخي بمحطة الرمل، وجزء من مبنى أثري آخر في كوم الدكة. وأضاف بعد الانفلات الأمني: إن الإسكندرية وصل عدد الأبراج المخالفة بها إلى ما يقرب من 500 ألف عقار تم حصرهم في مختلف أحياء الثغر. وأكد الدكتور أسامة الفولي - محافظ الإسكندرية الثاني عقب ثورة 25 يناير قبل ذلك - أن إجمالي المخالفات في أحياء الإسكندرية وصل إلى 260 ألف عقار مخالف، وظل المقاولون يشيدون العقارات وتقع في المقابل عقارات قديمة هنا وهناك، ففي بداية عام 2013 وقتما كان المستشار محمد عطا عباس محافظا للإسكندرية راح 28 شخصا تحت الأنقاض إثر انهيار عقار المعمورة البلد قبلي السكة الحديد، والذي كان مكونا من 16 دورا وتم بناؤه على أرض زراعية. وانهار عقار بشارع شجرة الدر منطقة غربال في نفس العام ففي 16 فبراير الماضي توفي فيه 3 أشخاص، وبعدها بأيام قليلة انهار عقار آخر في شارع مصطفى شوقي بالمنتزة راح فيه شخصان ثم انهار عقار آخر في منطقة الهانوفيل أمام بوابة 8 أصيب فيه 4 أشخاص، وفي 18 /7/ 2013 انهار العقار رقم 10 شارع المملوك بكرموز. واليوم انهار العقار رقم 15 بشارع القطائع بسيدي جابر الشيخ التابع لحي شرق وهو أول عقار ينهار في عهد اللواء طارق المهدي المحافظ الجديد. في الوقت الذي لم يتواجد فيه شرطة للإزالة، وتنتشر فيه المئات من شركات المقاولات في جميع الأحياء والتي تسهل الحصول على رخصة من الإدارة المحلية بالتنسيق مع سماسرة المركز الذكي، الذي أسسه عادل لبيب ليكون البوابة السحرية للحصول على الترخيص.