هناك أشخاص، رغم ما وصلوا إليه من مكانة اجتماعية، يعيشون بداخلهم صراعًا عميقًا مع ضعف الثقة بالنفس والشعور الدائم بعدم الأمان، نشأوا في بيئة قاسية، حُرموا فيها من القدوة والرعاية، وتعرضوا للخيانة أو الاعتداء أو الإهمال في طفولتهم. ومع مرور الوقت، ومع كل خيبة من أقرب الناس، تتضاعف هشاشتهم الداخلية رغم مظهر القوة الذي يظهرونه أمام الجميع. هؤلاء يهتمون كثيرًا بالحفاظ على صورتهم الاجتماعية، حتى لو كانوا في أعماقهم يشعرون بعدم القيمة، بعضهم يستطيع الوعي بماضيه ويتجاوز آثاره، فيبني لنفسه كيانا محترما وأسرة مستقرة ويحاول التعويض بالحب والاحترام. لكن البعض الآخر يبقى أسير القلق والاضطراب، فيُسقط أزماته الداخلية على من حوله: إهمال أخ، تجنب العلاقات الأسرية، تهميش أو استغلال صديق، إهانة زوجة، وأبناء يتشبعون بمفاهيم مغلوطة عن الحياة. عندما يمتلك هذا الشخص المال أو النفوذ، أو يحصل عليهما من مصادر أخرى، تتحول حياته إلى ساحة صفقات متنكرة في شكل علاقات. يبدأ في البحث عن الأشخاص الذين يمكن أن يعززوا مكانته أو يحققوا له مكاسب إضافية. قد يدخل في علاقة مع امرأة لاستغلالها، ومع صديق لمكانته الاجتماعية، وثالثة مع بعض الشباب الذين يسهل خداعهم للتلاعب بعقولهم واستنفاذ ثرواتهم. أحيانًا يكتفي بشخص واحد إذا جمع بين المال والنفوذ، بشرط أن يتحمل عنه الأعباء المالية وحتى مسؤولياته الأسرية. في البداية، يتقن دور الشريك المثالي، يظهر اهتمامًا مفرطًا، يقدّم الهدايا، ينفق بسخاء، يبالغ في السؤال والاتصال والرعاية والحرص على المصلحة الخاصة، ويُشعِر الطرف الآخر وكأنه محور حياته. لكنه في الحقيقة يُمهّد الطريق لخلق تبعية نفسية ومادية. ثم شيئًا فشيئًا، يبدأ بالتحكم في التفاصيل، يدير أموال شريكه، يستغل ممتلكاته، يبرر لنفسه الحصول على المال مقابل وقته وجهده وحرصه على مصلحته، ويبدأ في الكذب واختلاق حكايات لا أساس لها من الصحة لسحب المال في مقابل تقديم الجاه، ويُشعر الآخر أن وجوده لا غنى عنه. كل ذلك تحت غطاء الحب والدعم الذي يخفي هدفه الحقيقي، وهو السيطرة وتأمين احتياجاته دون تحمل التزامات حقيقية. ومع الوقت، يقلّ ظهوره تدريجيًا، يتلاعب بالمشاعر، يختفي ويعود متى أراد، حتى يصل إلى مرحلة الملل أو الاكتفاء بما حصل عليه. في هذه المرحلة، يتضح وجهه الحقيقي كشخص يستخدم المال والعلاقات كأدوات للسيطرة، لا كشريك متوازن أو داعم. الأسرة مع مثل هذا الشخص تعيش صراعًا دائمًا. الزوجة، التي اختيرت في البداية بعناية لحفظ البيت وصيانة الرجل والعشرة وتربية الأولاد، ومع إدراكها لنزواته ومؤامراته والستر عليه، تفقد قيمتها إذا لم تعد تقدم مالًا أو خدمة، فتُعامل بلا احترام. وإذا أدركت حقيقته السلطوية وحاولت حماية نفسها وكرامتها، يبدأ بالهجر والإهمال، وقد يصل الأمر إلى الإهانة أو العنف أو الانفصال لأيام وشهور وسنوات، وتشويه السمعة لدى محيطه، وربطها بعدم الراحة والإهمال، بل وتصوير وتقديم الدليل دون ضمير، والتلاعب على الطرف الثالث بحجج مختلفة لسلب المال بهدف التخلص من الزوجة. الأبناء بدورهم يكبرون في بيئة مفككة، بين أب يتعامل مع دوره ك مُنفِق فقط، يزرع فيهم أفكارًا مشوهة عن الحب والالتزام، ويشوّه صورة الأم باتهامات مستمرة يغرسها فيهم منذ الصغر، ما يخلق جيلًا آخر قد يعيد إنتاج نفس المفاهيم في حال غياب وضعف دور الأم مهزوزة الثقة بالذات. مثل هذا الشخص يتجنب التواصل مع أهله، وليس لديه صداقات حميمية إلا بدافع المصلحة، وغالبًا ما يحمل سمات نرجسية واضحة من شعور بالتفوق رغم هشاشته الداخلية، ووجود حاجة مفرطة للإعجاب والشعور الدائم بالتقدير، واستغلال الآخرين لتحقيق مصالحه، وانعدام التعاطف الحقيقي مع مشاعر المحيطين به من زوجة وأبناء وأصدقاء. الطفولة القاسية والصراعات جعلته يختار طريق السيطرة والاستغلال، معتقدًا أن القوة والمال والسطوة تعوّض حرمانه القديم. لكل أب وأم، ولكل فرد في كل أسرة، ولكل فتاة أو فتى مقبلين على الزواج ولكل صديق: انتبهوا للأفعال أكثر من الأقوال. من يُظهر في البداية الكرم الزائد والاهتمام المفرط قد يخفي رغبة في السيطرة أو استغلال ما تملكونه. ابحثوا عن الشخص الذي يقدّر الشراكة الحقيقية، ويحترم استقلاليتكم، ويظهر التزامًا ثابتًا في الأزمات قبل الرخاء. فالعلاقات السليمة لا تُبنى على المظاهر، بل على الاحترام المتبادل والأمان العاطفي. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا