أخطر أمراض العصر هي أمراض القلوب؛ فالقلوبُ وحدها تعرف كم من الألم والغلّ والحسد يسكن فيها، وكم من نوايا الشر قد تنام في الصدور متخفية عن أعين الناس، لكنها ليست بخفية على الله. إن الحساب يوم القيامة لا يكون فقط على الأفعال الظاهرة، بل يمتد لما تخفيه النفوس وتضمره القلوب من مشاعر، قد تبدو صامتة لكنها عند الله عظيمة. تلك الحقيقة الجليلة كشفها القرآن بوضوح حين قال الله تعإلي: ﴿وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ﴾ [البقرة: 284]. ولشدة وقْع الآية، ارتجف لها الصحابة، وقالوا: يا رسول الله، أنُحاسب على ما نُحدث به أنفسنا؟! فطمأنهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن الحساب يكون على ما استقر في النفس ونواه الإنسان وعمل به أو رضيه، لا ما خطر ثم انصرف. وكم من قلوبٍ تبدو أمام الناس هادئة، لكنها مشحونة بالحسد وسوء الظن والكبر والنفاق. قد يحسد المرء زميله أو قريبه، وقد يفرح في سره بسقوط أحدهم، أو يضمر شرًا في صدره لمن أحسن إليه. هذه المشاعر لا تُرى، لكن الله يراها ويعلمها، ويحاسب عليها بعدله وعلمه.
وما أخطر أن يتعب الإنسان في دنياه بالطاعة والعبادة، ثم يجد يوم القيامة أن أعماله ذهبت هباءً منثورًا! قال تعإلي: ﴿وَقَدِمْنَا إليٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا﴾ [الفرقان: 23]. فقد يكون ظاهر العمل صالحًا، لكن النية فاسدة، والقلب ملوث، والنية مشوبة برغبة في الرياء أو الحسد أو حبّ الذات.
وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلي أن ميزان النجاة في الآخرة لا يكون بالشكل ولا بالمنصب ولا بالجاه، فقال: "إن الله لا ينظر إلي صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلي قلوبكم وأعمالكم" [رواه مسلم]. ولهذا، فإن أنقى الناس قلبًا، هو الأقرب إلي الله، ولو قل عمله.. وقد سئل صلى الله عليه وسلم عن أحبّ الناس إلي الله، فقال: "كل مخموم القلب، صدوق اللسان." قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي، ولا غل ولا حسد." [رواه ابن ماجه].
ألا يتدبر من في قلبه مرض قول الله تعإلي: ﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ [الشعراء: 88-89]. فما هو القلب السليم؟! القلب السليم وحده مفتاح النجاة، وهو القلب الذي خلا من الحقد، ونقي من الحسد، وتطهّر من الكبر، وانشغل بحبّ الخير للناس كما يحبه لنفسه، ولم يحمل ضغينة لأحد.
وقد جاء في الأثر أن رجلًا كان لا يزيد على الفرائض، ومع ذلك بشّره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، فلما سُئل عن سرّ ذلك قال: "ما أبيت ليلة وفي قلبي غشٌّ لأحد من المسلمين".. هكذا يكون القلب الصافي سببًا للجنة، ولو قلّ فيه العمل. يقول الشاعر: إذا ما خلوتَ الدهرَ يومًا فلا تقلْ خلوتُ ولكنْ قلْ عليّ رقيبُ ولا تحسبنَّ اللهَ يغفلُ ساعةً ولا أن ما تُخفي عليه يغيبُ
الكلاب الضالة في الشروق! شهداء لقمة العيش.. وحكومة العلمين!
فلنفتّش في قلوبنا، ولننظر ما فيها من رواسب دفينة، فإننا لا ننجو بكثرة صلاة ولا صوم فقط، بل بنقاء صدر، وصفاء نية، وسلامة قلب. اللهم ارزقنا قلوبًا سليمة، لا حقد فيها ولا غشّ، ولا كبر ولا نفاق، ولا رياء ولا سوء ظن، بل امتلأت بمحبتك ومحبة عبادك، واجعلنا من الذين قال فيهم نبيك: "أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام".. تطهروا من أمراض القلوب أخطر أمراض العصر. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا