إيران باتت في موقف لا تحسد عليه؛ فلا هي تستطيع تحمل تبعات الصمت وعدم الرد على اختراق خطوطها الحمراء، ولا هي قادرة على الرد القوي الحاسم دون المخاطرة بتدمير ما تبقى من قدراتها التي استباحتها إسرائيل بصورة تدعو للدهشة وربما الحسرة؛ وسواء اختلفنا أو اتفقنا مع طهران لكن الأكيد أن إضعافها سيصب في صالح تل أبيب على حساب كل دول المنطقة وفي مقدمتهم الدول العربية. وهو ما يطرح سؤالًا جوهريًا: ماذا يخسر العرب بنكسة إيران؟؛ مثل هذا الوضع يفتح زاوية عميقة من التحليل قلّما تُطرح، لأن الخطاب السياسي والإعلامي العربي غالبًا ما ينظر إلى الصدام الإسرائيلي الإيراني بمنظار إما التأييد الضمني لإسرائيل أو الشماتة بإيران. لكن الواقع أكثر تعقيدًا، وخسائر العرب من نكسة إيران إن وقعت- قد تكون مؤلمة وإن كانت غير مباشرة.
من تداعيات الضربات الإيرانية لإسرائيل تفكك ميزان القوى الإقليمي؛ فرغم كل التوترات مع إيران، شكّلت طهران عامل توازن غير مباشر أمام التمدد الإسرائيلي، خصوصًا في سورياولبنان وفلسطين. وسقوط إيران أو انكسارها عسكريًا سيترك إسرائيل في وضع شبه منفرد كقوة إقليمية غير قابلة للمساءلة، مما يُضعف قدرة العرب على التفاوض ويمنح إسرائيل تفوقًا استراتيجيًا مفتوح الأفق. سيصبح الأمر كما يقول المفكر الفلسطيني عزمي بشارة: تفوق قوة إقليمية واحدة دون رادع لا يعني استقرارًا، بل اختلالًا دائمًا في موازين الردع، ومن ثمّ استباحة سياسية لأطراف أضعف. في غياب تهديد فعلي من إيران، قد تنطلق إسرائيل لضم الضفة الغربية بالكامل، وتكثيف العمليات ضد حزب الله وفرض معادلة جديدة في لبنان والتحرك بحرية في الأجواء والمياه الإقليمية العربية تحت ذريعة محاربة التهديدات الإرهابية. أي نكسة كبيرة لإيران ستُترجم فورًا في تعاظم سطوة إسرائيل، لا سيما في ظل حكومات يمينية متطرفة ترى اللحظة فرصة ذهبية لحسم الملفات التاريخية بقوة السلاح. بعض الدول العربية كالعراق وسورياولبنان تدير توازنات دقيقة بين النفوذ الإيراني والمصالح العربية.. ضرب إيران قد يُخلّ بهذه المعادلة ويترك فراغًا أمنيًا وسياسيًا خطيرًا، خاصة إن لم يكن للعرب مشروع أو رؤية لملء الفراغ. إذا تعرضت إيران لنكسة كبرى، فقد تتصرف بشكل انفعالي أو يائس عبر تهديد الملاحة في الخليج أو ضرب منشآت نفطية في دول الجوار العربي وخاصة الخليج، وحتى دون فعل مباشر، مجرد الفراغ الأمني الإيراني سيجعل الخليج مفتوحًا أمام عسكرة أميركية إسرائيلية أكبر، تعيد مشهد التسعينيات، وتحرم الدول الخليجية من سيادة قراراتها. قد تكون نكسة إيران هي القشة التي تدفع ببعض الدول العربية إلى المضي أبعد في التطبيع مع إسرائيل، باعتبارها القوة الوحيدة القادرة على ضبط الإيقاع. هذا سيؤدي إلى تهميش القضية الفلسطينية نهائيًا، وتحويلها من قضية العرب المركزية إلى مجرد ملف إنساني أو أمني تديره الأممالمتحدة أو المؤسسات الدولية.
ربما يرى البعض إيران خصمًا.. لكنها لم تكن عديم الفائدة للعرب، صحيح أن العرب يختلفون مع إيران في ملفات كثيرة، لكن تراجع إيران إن حدث بطريقة فجائية أو قسرية ليس بالضرورة انتصارًا للعرب، بل قد يكون هزيمة استراتيجية مؤجلة، فإيران القوية والمتزنة أفضل للعرب من إيران المكسورة والفوضوية. وما لم يملك العرب مشروعهم الإقليمي الموحد، فكل نكسة تصيب لاعبًا في المنطقة قد تتحول إلى ثقب جديد في جدار الأمن العربي. في ذكرى نضال الصحفيين ضد القانون 93.. دروس لا تُنسى! الصحافة.. كيف تستعيد الهيبة؟! الوقت قد يكون مبكرًا للحكم على المشهد، إلا أن عناصر التأزم في المشهد الإيراني قد اتضحت تقريبًا معظم ملامحها، فنحن الآن أمام دولة تم استباحة أرضها وسمائها بعد صمود وتماسك دام سنوات، أمام أعتي أجهزة المخابرات في العالم ومعها مؤسسات القوة الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية فائقة التطور، وعلي رأسها أمريكا ومعها إسرائيل ومعظم دول أوروبا.. وأخيرًا يثور سؤال: هل نحن علي مشارف عصر إسرائيل الذهبي؟! ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا