رحلت سميحة أيوب سيدة المسرح، لكن ظلّها لا يزال واقفًا على المسرح.. يتنفس بين الستائر، يراقبنا بصمت، كأنها تسأل: هل ما زلتم تؤمنون بالفن؟ أما السؤال الذي يطرح نفسه بعد رحيل كل قامة عالية ومبدع مرموق فهو: هل يمكن تعويض ملكة المسرح لاسيما في زمن ندر فيه الموهوبون.. وشح فيه العباقرة في كل مجال؟! رحلت سميحة أيوب وتركت إرثا كبيرا من الإبداع متعدد الأوجه في الدراما والمسرح والسينما، تركت فنا حقيقيا ملتزما بقضايا مجتمعها وأمتها، ملكة المسرح خاضت مشوارا استثنائيا، وإرثا يصعب تعويضه في زمنٍ أصبح فيه المسرح عزيزا والموهبة عملةً نادرة..
رحلت سميحة أيوب، ملكة الخشبة وسيدة الأداء، بعد أن أمضت أكثر من سبعة عقود على خشبات الفن تقدم المعنى والجوهر، لا الزيف والمظهر. كانت سميحة أيوب من تلك الأرواح النادرة التي خُلقت لتكون مرآة لفنها، وصوتًا لجيلٍ تربّى على المسرح الحقيقي، لا على تصفيق المصادفة.
وُلدت في حي شبرا عام 1932، وكان في عينيها منذ طفولتها ذلك البريق الذي لا يخطئه الزمن. التحقت بمعهد الفنون المسرحية في سن مبكرة، تتلمذت على يد عمالقة أمثال زكي طليمات ويوسف وهبي، فجمعت ما بين الصنعة والمدرسة، وما بين الغريزة الفنية والاحتراف. لم تكن ممثلة عابرة في زمن العمالقة، بل كانت نجمة من طراز رفيع، أضاءت سماء الفن بمزيج من الكاريزما والعقلانية، ومنحت المسرح العربي نَفَسًا أنثويًا مغايرًا.
سميحة أيوب لم تكن فقط فنانة، بل مؤسسة. وقفت على مسارح مصر، وقدّمت أعمالًا لا تزال تُدرس حتى اليوم. من الناس اللي في السما التامنة إلى السلطان الحائر وسكة السلامة، كانت روحها تمشي مع الكلمة، وصوتها يأخذك إلى مناطق لم تكن تعلم أنها موجودة في أعماقك. تقلدت إدارة المسرح الحديث في فترة من أدق مراحل الثقافة المصرية (1972–1985)، ونجحت في أن تحوله إلى منبر حقيقي للوعي، مقاومةً محاولات التسطيح، مدافعة عن النص الجاد، والممثل الحقيقي. كان لها دور ريادي في استقدام أهم الأقلام الإبداعية، وكانت تؤمن بأن المسرح ليس ترفًا، بل ضرورة وطنية. ولم يقف إبداعها عند حدود المسرح الذي برعت فيه بل امتد إلى الدراما آلتي لم تكن أقل سطوعًا فيها، إذ جسّدت أدوارًا أمومية بعمق فلسفي، من الضوء الشارد إلى أميرة في عابدين، مرورًا بمسرحية الليل وآخره وفيلم قنديل أم هاشم، كانت سميحة أيوب عنوانًا للهيبة، ورمزًا للمرأة المصرية التي تعرف متى تصمت، ومتى تقول الحقيقة كاملة، وبوجه مكشوف.
والسؤال: هل يمكن أن نعوّض سميحة أيوب؟ لعله سؤال مؤلم أكثر من كونه مشروعًا. في زمنٍ كثُر فيه الضجيج وقلّ فيه الصوت الصادق، تغيب سميحة أيوب ومعها جيلٌ كان يرى في الفن رسالة. لا يأتي أمثالها كل يوم، ولا تصنعهم المصادفة أو الشهرة العابرة. سميحة كانت مُبدعة عضوية في جسد الثقافة المصرية، لا نُسخة، ولا ظل لأحد. هي المرأة التي جعلت من المسرح وطنًا، ومن التمثيل محرابا ومن النص حوارًا مع الوجود. حين ترحل سميحة، لا نفقد مجرد فنانة، بل نخسر ذاكرة مشبعة بالجمال، بالحرفية، بالانضباط، وبالإيمان العميق بقيمة الفن.
البر الحقيقي! فخ المثالية! لقد رحلت سميحة أيوب بجسدها عن عالم فان لكنها ستظل حاضرة بإرث لا يُنسى، ستبقى أعمالها خالدة، لا بفعل الأرشيف، بل لأن الإبداع الحقيقي لا يموت. إرثها ممتد في كل مَن تتلمذ على أدائها، وكل مَن وقف على خشبة المسرح متذكّرًا وقفتها. وحين يُذكر المسرح العربي، لن تُذكر أسماء دون أن يمر اسم سميحة أيوب بكل وقار، كأيقونة لم نعرف قدرها تمامًا إلا حين رحلت. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا