سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"فيتو" تكشف.. مخطط الإخوان ل"أخونة" المناهج الدراسية.. "القزاز" و"السروجي" و"رجب" ثالوث الجماعة لبث أفكار حسن البنا وتمرير المشروع الإخواني.. ومسابقة التأليف العامة "كلمة السر" في التغيير
بعد زوال حكم مرسي تكشفت حقائق أكثر بخصوص ملف أخونة التعليم، وتبين أنه كان هناك بالفعل مخطط مخيف يتم على قدم وساق لعمل ذلك، وكان أهم أركان هذا المخطط هو أخونة المناهج الدراسية .. وحاول تنفيذه وبشكل مخطط له ثالوث إخوانى يتمثل في الدكتور محمد رجب والمهندس عدلى القزاز ومحمد السروجى المستشار الإعلامي. البداية كانت قبل تقديم الدكتور صلاح عرفة مدير المركز القومى لتطوير المناهج السابق على الدكتور محمد رجب لاستقالته، حيث زاره قبلها ب 24 ساعة القيادى الإخوانى المهندس عدلى القزاز - وكان يشغل وقتها منصب مستشار الوزير لتطوير التعليم - ودارت جلسة ساخنة بين القزاز وعرفة، استمرت لنحو نصف الساعة، مارس فيها القزاز دور صاحب القرار، وواجه عرفة بعدد من المخالفات المالية والإدارية في المركز، وهدده بتحريك العديد من الملفات ضده، إذا لم يستقل، وبالفعل استقال عرفة في اليوم التالى .. وجاء بدلا منه الدكتور محمد رجب المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين. ولم يكن تعيين رجب مصادفة، ولكن كان مخططا له من قبل، حيث كانت الأفكار داخل الجماعة وحزب الحرية والعدالة تتواتر عن ضرورة وضع مناهج تعليمية مغايرة للمناهج المعمول بها، وأن تكون المناهج الجديدة حاملة لما ترغب الجماعة في تحقيقه من أهداف، وذلك من خلال المواد الثقافية، كاللغة العربية والتاريخ والفلسفة وعلم النفس، والدراسات الاجتماعية، وغيرها. القياديان الإخوانيان المهندس عدلى القزاز ومحمد السروجى المستشار الإعلامي لوزير التعليم السابق، كانا بمثابة حلقة الوصل بين الجماعة والوزارة، فهما يحضران الاجتماعات التي تعدها الجماعة لمناقشة الأمور المهمة والخطيرة، والتي كانت تمثل أهمية قصوى بالنسبة لمستقبل الجماعة، ومن ذلك ما كان يتعلق بملف التعليم. وكانت أولى المهام المكلف بها الدكتور رجب من قبل المهندس عدلى القزاز تعديل وثائق إعداد المناهج التي وضعها الدكتور صلاح عرفة قبل رحيله عن المركز، وبالفعل أعلن الدكتور رجب عن تعديل الوثائق التي تم اعتمادها بالفعل من قبل وزير التعليم السابق، ونشرتها الوزارة عبر موقعها الرسمى باعتبار أنها وثائق المنهج الجديد. إلا أن الدكتور رجب أعلن عن تعديل تلك الوثائق، وأن المناهج ستؤلف وفقا للوثائق الجديدة .. وكانت الحجة التي تم تسويقها إعلاميا في ذلك الوقت أن وثائق المناهج القديمة بها العديد من الأخطاء وأنه تجرى مراجعتها حاليا، وإلى الوقت الذي أعلنت فيه الوزارة عن استعدادها لطباعة الكتب المدرسية، لم يتم الكشف عن الوثائق التي أعدها رجب من قبل، وحتى الآن لا يعلم أحد شيئا عن الوثائق التي تم التأليف بناء عليها. رجب - الذي استحدث فكرة أن تؤلف المناهج من خلال مسابقة عامة تتقدم لها دور النشر والأفراد، بدلا من طريقة اختيار الكتب القديمة، أو التأليف بالأمر المباشر - هو نفسه الذي أشرف على اختيار لجنة تحكيم الكتب الدراسية، والتي كانت مكونة من 100 عضو منهم 40 معلما، واختيار المعلمين المنضمين للجنة التحكيم لأول مرة، تم من خلال مجلس إدارة نقابة المعلمين الذي ينتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين، برئاسة القيادى الإخوانى، الدكتور أحمد الحلوانى نقيب المعلمين. واجه الدكتور محمد رجب العديد من العقبات مع عدد من مستشارى المواد الدراسية بالوزارة، خاصة في مادتى الفلسفة وعلم النفس والاجتماع، واللتين أراد تضمين مناهج الثانوية العامة فيهما بعضا من الأفكار الإخوانية، وقد كانت هناك معركة حامية على مادة الفلسفة .. التي رأى مستشار المادة وقتها أنها مادة لا تقبل الأخونة بأى حال من الأحوال، وقد انتهى الأمر بالإعراض عن مستشار الفلسفة، وتهميش دوره في الإشراف على المادة. وحاولت الجماعة من خلال منهج علم النفس والاجتماع، طرح مفهوم الجماعة اجتماعيا، باعتبارها إحدى الظواهر الاجتماعية، وإحدى منظمات المجتمع المدنى كالأحزاب والجمعيات والائتلافات وغيرها، وإلقاء الضوء على طبيعة العلاقات التي تجمع بين جماعة معينة لها أفكار واحدة، وفى علم النفس أرادت الجماعة إلقاء الضوء على الجوانب النفسية والبناء السيكولوجى للأفراد المنتمين للجماعات، باعتبار أن الفكر الجمعى يمكن الفرد أيضا من الإبداع، كما أنه يجعل الروابط بين الجميع قوية من الناحية الفكرية والنفسية. وتضمنت خطة الجماعة أيضا التركيز على الأنشطة الطلابية التي تعد مكونا أساسيا من مكونات المعرفة لدى الطلاب، وكان الهدف هو طرح الأفكار الإخوانية من خلال الأنشطة التي يقوم بتنفيذها الطلاب، وتكون بعيدة عن الرصد الإعلامي لأنها لا تدرس في حصص خاصة بها وإنما هي تكليفات يكلف بها الطلاب من أجل الحصول على درجات أعمال السنة في المادة. وكان مخطط الجماعة يعطى مساحة كبيرة للمتحدث الإعلامي السابق للوزارة محمد السروجى، من أجل استخدامه كرأس حربة، لصنع رأى عام لا يعارض المناهج الدراسية التي تعد تحت إشراف الجماعة، وكانت الرسالة المكلف السروجى بتصديرها للرأى العام، هي أن التربية والتعليم تعتمد رؤية جديدة لطرح المناهج التعليمية، خاصة في مادة التاريخ للصفوف الثلاثة في الثانوية العامة، حيث عمدت الجماعة إلى إفراغ مناهج التاريخ من الدور التاريخى لرؤساء الجمهورية السابقين. وكانت خطة السروجى تقتضى بناء رأى عام يؤمن بأن التاريخ لا بد أن يكون من خلال التركيز على الأحداث والوقائع التاريخية التي مرت بها البلاد، وألا يكتب من خلال الأشخاص، لأن تلك الطريقة تمكن الجماعة من تقديم رؤية عن الدور الذي لعبته من خلال الأحداث التي مرت بالبلاد منذ تأسيسها، وخاصة في حرب 1948، وثورة يوليو 1952، وغير ذلك من وقائع.