سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لوفيجارو:"السيسي" رجل خطير وذكي للغاية.. وأمريكا تقف عاجزة أمام الإرادة الشعبية الداعمة للجيش..ماكغريغور:أوباما يستند على ورقة ضغط وهمية.. ويمنح روسيا فرصة ذهبية لتعظيم نفوذها في الشرق الأوسط
نشرت صحيفة لوفيجارو الفرنسية تحقيقاً عن الموقف المتردد والعاجز من جانب واشنطن والإدارة الأمريكية حيال ما يحدث في مصر الآن، وعدم قدرتها على الوقوف ضد الإرادة الشعبية والتي تدعم رجال القوات المسلحة وخاصة الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي. وذكرت لوفيجارو أن الخبراء الأمريكيين وإدارة أوباما حائرة في سياسة المجلس العسكري وإصرار المصريين على القضاء على جماعة الإخوان، مشيرة إلى أن السؤال المطروح دائماً على طاولات البيت الأبيض منذ أحداث 3 يوليو وعزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي هو كيف ترد الولاياتالمتحدة الرد المناسب على "الانقلاب العسكري" وفقًا لما تراه واشنطن، والذي أدى إلى خسارة أحد حلفائها. وأشارت الصحيفة إلى أن جميع الخبراء السياسيين في واشنطن يتساءلون عن شخصية الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع، وهل هو حقا منقذ الأمة المصرية من سيطرة الإسلاميين عليها؟؟. ومن جانبه وصف مايكل رايان محلل سياسي في مؤسسة جميس تاون شخصية السيسي بأنه" رجل خطير جدا، وذكي للغاية، ولديه معلومات قيمة عن كل شيء". وأضافت لوفيجارو أن استمرار المواجهات بين كلا الجانبين واشنطن – السيسي أدت في النهاية إلى تجميد المساعدات العسكرية لمصر والتي تقدر ب"1.3" مليار دولار سنويا. وعلى إثر قرار تجميد المساعدات العسكرية، حذر أندرو ماكغريغور باحث في مؤسسة جيمس تاون، الإدارة الأمريكية من استخدام الخطاب اللا أخلاقى بتدخلها السافر في الشئون المصرية والذي من شأنه أن يهدد المصالح الإستراتيجية للولايات المتحدة، مشيرًا إلى أهمية الحفاظ على مصالح أمريكا الهائلة في منطقة الشرق الأوسط ومصر بعد أن أصبحت على المحك. وأكد ماكغريور على أن الولاياتالمتحدة تستند على ورقة ضغط "وهمية" "قطع المعونات" مع الإدارة المصرية، وذلك لأن هناك "لاعبين" آخرين في منطقة الشرق الأوسط يدعمون موقف الإدارة المصرية ومن الممكن أن يحلوا محل أمريكا، فالسعودية وحدها خصصت مبلغ 12 مليار دولار مساعدات لمصر، بالإضافة إلى موقف روسيا المعروف مسبقا، ولذلك على أمريكا أن تتصرف بحذر شديد، لأنها تمنح روسيا فرصة ذهبية لتكوين تحالف إستراتيجي قوي مع مصر يزيد من نفوذها في منطقة الشرق الأوسط. ورأت الصحيفة أن النقطة السوداء أمام الإدارة الأمريكية الآن، أن الفريق عبد الفتاح السيسي يتمتع بشعبية كبيرة استطاعت أن تلم شمل المصريين، وأن فريق أوباما وخاصة هيلاري كلينتون يتحملون مسئولية كبيرة في تضحيتهم بباقى القوى السياسية الأخرى في القاهرة من العلمانيين والليبراليين، وراهنت في المنطقة على الرئيس المعزول مرسي وما يسمى الإسلامية المعتدلة، التي أثبتت تطرفها للغاية. وأوضحت لوفيجارو أن في ظل هذه الصورة القاتمة، تقف الإدارة الأمريكية عاجزة ولا يستطع أوباما فعل شيء حيال ما يحدث في مصر، فقرارى خفض المساعدات الأمريكية ووقف المناورات العسكرية مع مصر، جاء لإعطاء ضمانات للكونجرس الأمريكي أمام ما تواجهه أمريكا من عجز في منطقة الشرق الأوسط.