"في السياسة ليس هناك عدو دائم أو صديق دائم هناك مصالح دائمة".. مقولة قديمة منسوبة إلى رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، ونستون تشرشل، ورغم إعجاب البعض بها واستنكار آخرين لها ظلت قاعدة ثابتة فى دهاليز السياسية، وتنعكس حاليا على العلاقات الروسية السورية، فبعد الإطاحة بالرئيس الهارب بشار الأسد وسقوط نظامه، رسم المراقبون لأداء حكومة أحمد الشرع، سيناريوهات مستقبل عدائى بين البلدين، وصيغت التقارير حول طرد القواعد الروسية من البلاد، فى ظل دعم الأخيرة المعلن للأسد ووالده حافظ على مدار عقود. أحمد الشرع يغازل الروس ويطوي صفحة الأسد لكن التصريحات الصادرة على لسان قادة سوريا الجدد نسفت جميع السيناريوهات السوداء، وسيطرت قاعدة تشرشل على العلاقات بين دمشقوموسكو، وتبادل الطرفين التصريحات الودية التى عكست سعى كل طرف منهما للحفاظ لاستغلال ما يتوفر لآخر لتحقيق مصالحه. وعند رفع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني علم بلاده الجديد بمقر الأممالمتحدة في نيويورك، قبيل حضوره جلسة إحاطة في مجلس الأمن الدولي، وألقى كلمة تعكس حرص الإدارة السورية الجديدة على الانفتاح مع الدول الأخرى سواء روسيا أو الصين، في مسعاها لإعادة سوريا الى مكانتها الإقليمية والدولية والانطلاق بعملية إعادة البناء والإعمار بعد سنوات من الحرب والدمار والعزلة. والأيام الماضية أبدى الرئيس السوري أحمد الشرع انفتاح بلاده على التفاوض مع كافة الأطراف، ولا شك بأن التعاون بين سوريا ودول الجوار كتركيا يتنامى بشكل متسارع، نظرًا للعلاقة الوطيدة التي تربط البلدين، إضافة إلى العلاقة المنتعشة مع روسيا التي أظهرت في أكثر من مناسبة وقوفها الى جانب سوريا ووحدتها واستقرارها. وأكد الشرع في مقابلة له مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن حكومته تتفاوض على صفقات مع كل من روسياوتركيا للحصول على دعم عسكري مستقبلي من كليهما. وقال أحمد الشرع: إن "تركيا لديها وجود عسكري في سوريا، وروسيا أيضا، ولكن ألغيت كل الاتفاقيات السابقة، ونحن بصدد صياغة اتفاقات جديدة". وأكد الرئيس السوري، أن "روسيا عضو دائم في مجلس الأمن، وأسلحتنا بالكامل روسية"، موضحًا، أن "هناك اتفاقيات غذاء وطاقة مع موسكو منذ سنوات ويجب أخذ هذه المصالح السورية في الاعتبار". وأردف الشرع فى المقابلة: "نحن منفتحون على شراء أسلحة إضافية من روسيا ودول أخرى، وإن بضعة أشهر لا تكفي لتأسيس جيش لبلد بحجم سوريا، وهذا تحد كبير في حد ذاته وسيستغرق الأمر بعض الوقت". وأضاف وقتها أحمد الشرع، أن دولا إقليمية وأوروبية تهتم باستقرار سوريا الجديدة بعد سقوط نظام الأسد، وقد أبلغنا جميع الأطراف أن الوجود العسكري في سوريا يجب أن يتوافق مع قوانيننا.وتابع أن أي اتفاقات جديدة يجب أن تضمن استقلال سوريا، واستقرارها الأمني، وألا يشكل وجود أي دولة تهديدا أو خطرا على دول أخرى انطلاقا من الأراضي السورية.
روسيا تلتقط إشارة الرئيس السوري وتعيد صياغة العلاقات من جهتها، التقطت روسيا الاشارة وتعاملت مع المتغير السياسي، بإعادة رسم دورها في سوريا كقوة وسيطة تسعى للحفاظ على الحد الأدنى من النفوذ وضمان مصالحها الجوهرية، وعلى رأسها وجودها العسكري في سوريا، وتأثيرها في التوازنات الإقليمية، من دون التورط في صدامات مباشرة أو مكلفة مع أي طرف. وشهدت الفترة الأخيرة تواصلًا متكررًا بين روسياوسوريا، كان آخره لقاء بين مسؤولين من المخابرات الروسية والسورية في العاصمة الأذربيجانية "باكو"، في حين عبّر المسؤولون الروس مرارًا عن استعداد بلادهم لتعميق التعاون مع سوريا في جميع المجالات المطروحة على الطاولة الثنائية. وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد شدد في وقت سابق، أن موسكو تعتبر الملف السوري من أولويات سياستها الخارجية، مؤكدًا استعداد بلاده للمساهمة في الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها، ودعمها كدولة مستقلة تتمتع بكامل سيادتها مقترحًا تقديم المساعدة للشعب السوري. ويري الخبراء في الشأن السوري، إن بناء علاقة متينة مع روسيا يضمن لسوريا إعادة بناء التوازن العسكري في المنطقة عبر تسليح الجيش السوري، وردع إسرائيل عن انتهاك السيادة السورية، كما يمثل فرصة مهمة لدعم الاقتصاد المتهالك من خلال المساعدات المقدمة من موسكو سواء من خلال شحنات الوقود والقمح والعملة المحلية، أو الاستثمار الروسي في مجال الطاقة. مؤكدين، أن الرئيس السوري أحمد الشرع، يدرك مدى حاجة بلاده للدعم الروسي، فالدولة اليوم بأمس الحاجة لرفع العقوبات الاقتصادية عنها، والتي فرضت على نظام الأسد، إلا أن الغرب وعلى رأسه الولاياتالمتحدة لم يقومو برفعها حتى اللحظة، رغم المطالبات العديدة بذلك، وهو ما يشكل حجر عثرة أمام النهوض بالاقتصاد الوطني وإعادة بناء البنية التحتية المدمرة، كالطرق والمستشفيات والمدارس. وفيما يتعلق بالمطالب الأمريكية التي أرسلتها واشنطن إلى دمشق من أجل تخفيف العقوبات المفروضة عليها، دعا الشرع واشنطن إلى رفع العقوبات عن سوريا بشكل نهائي، مشيرًا إلى أن الحكومة السورية تواجه صعوبات في تغيير الوضع الاقتصادي بسببها، مؤكدًا أن العقوبات فرضت على النظام السوري السابق. وقال أن "بعض الشروط الأمريكية تحتاج إلى نقاش أو تعديل". يُشار الى أن القوات الأمريكية بقوام حوالي ألفي جندي وتتركز في شرق سوريا وشمالها، خصوصًا في مناطق حقول النفط مثل دير الزور، بزعم مكافحة الإرهاب وحماية حلفائها الأكراد. بينما يحتفظ الروس بقاعدتين عسكريتين لوجستيتين في الساحل السوري، إحداها جوية في حميميم والأخرى بحرية في طرطوس. الشرع يطالب بوتين بتسليم بشار الأسد لمحاكمته في سوريا بوتين يجري اتصالا هاتفيا مع نظيره السوري أحمد الشرع
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا