هل لدينا في مصر الآن من الكتاب والأدباء والسياسيين من يمكن وصفه بالمفكر؟ من هو الشخص الذي يطلق الناس عليه لقب مفكر، وتختاره المؤسسات والهيئات الفكرية داخليا وخارجيا لتكريمه وتقدير إسهاماته في تطوير الحياة وجعلها أحسن مكانا للعيش في سعادة أو رضا أو سلام، أو جميعها؟ فى تاريخ مصر الثقافي والسياسي مفكرون، حققوا للوطن وللبشرية رؤي علمية وأدبية وفنية وتعليمية فاستحقوا بجدارة لقب المفكر المصري والمفكر العربي، والأديب العالمي والعالم العالمي.. لن أذكر أسماء لأن قائمة مواليد القرن العشرين من المفكرين طويلة وثقيلة بأوزانهم الفكرية الذهبية، ونقول أن ربع القرن الحالي يشهد عارا علميا واعلاميا غير مسبوق في تزوير المعلومات علي الناس والمؤسسات.. لماذا؟
ربع القرن الحالي يسوق للعامة ويبيع لهم منظرين سطحيين، يذهبون الي بطون الكتب القديمة والروايات غير المثبتة ويعتمدون علي التواتر في الإسناد، ويتصيدون الغريب المريب من وقائع في التاريخ الإسلامي، والتاريخ السياسي، ويجلسون من الناس جلوس العارف العالم الفقيه الأريب، وتتبرع المحطات الفضائية بخلع اللقب علي الشاشة، وتصفه بالمفكر، هم صناعة كاميرا لا غير مع إلحاح لا ينقطع في الإعادات واصرار علي أن الشخص مفكر.. فكر فبماذا؟ لا أعرف.. قال ماذا؟ بل أعرف! قال أنه يشك في الأحاديث، ويشك في وقوع المعراج، ويسرد حكايات وحكايات، يصطنع حضور الغواص، ويتجرأ في الحكي ويأتي بأسانيد مجهولة، فيميل بعقول الناس عن ثوابت التشريع في القرآن، وهم هم التوافه الباحثون عن دوام الارتزاق بدوام التغريب والتقليب في التراث، وفي التاريخ، وتأليب الناس علي أنفسهم ليتشككوا فيما يعتقدون، وحين تتزعزع عقيدة إنسان بدينه هان عليه وطنه وشرفه.. وهذا هو الهدف. المفكر شخص بالغ الثقافة، واسع المعرفة، واسع الافق، قارئ للكتاب البشري كله، متابع لعصره، متسامح مع ما فات، يستخلص الرؤية، ويقدم الفكرة، ربما صادمة وربما متمردة، لكنها لا تجافي النزوع الإنساني الفطرى إلى التقدم.. المفكر يتأمل ويتبر ويقدم رؤيته بعقلانية وأسانيد، وهو في ذلك يبني لا يهدم. افرازات شاشات الفضائيات وغيرها ليسوا مفكرين، لأن المفكر عاكف علي نفسه، يبني نظرياته، ويقدم خلاصات أفكاره في دراسات وكتب تحترمها الدوائر العلمية.. رحم الله الدكتور جمال حمدان وغيره ممن علموا وعلموا الناس قيمة بلدهم ولم يترخصوا بالأكاذيب وتزوير التاريخ لنيل الرضا الخارجي.. لكي تصبح مفكرا، عليك أن تكون مفجرا.. إنسف الحالي وفجر الشوائب المهجورة القديمة وشكك في كل شئ، واتخذ لنفسك صورة المتجهم المهموم، المتدبر للأحوال.. وإذا كنت ثقيل الدم كما هو معروف عنك فاسخر واستهزأ وارقص علي جثامين مفكرين وباحثين مضت عليهم قرون لا يعلمون أن مهرجين مدعين سيمزقون عنهم الأكفان ليعرضوها للعوام.. لدينا مفكرون في الاستراتيجية وفي الفكر السياسي، حقيقيون، لا مدعون، وهم اضافة للحياة وتنوير للناس ورصيد للوطن وأمنه وسلامته، ونذكر بكل الزهو الدكاترة سمير فرج، ومحمد كمال وأستاذنا علي الدين هلال وغيرهم.. وهناك مدعون يصطنعون هيئة سقراط وأرسطو وهم خواء يلوكون ألفاظا ضخمة لمعان بسيطة لزوم التقوير والتدوير..
حقل ألغام أدخل إليه طوعا وزراء في السبات
المفكر الحقيقي يعطيك نظرية محتملة لا مؤكدة، لأن أحدا لا يملك اليقين في الفكر.. اليقين موجود فقط في العلم التجريبي، وغاية ما يرجوه المفكر الحقيقي أن يجعل عقلك يجرب الصدمة الذهنية ويتذوق رعشة الاكتشاف العجيبة وترى من منظوره ما رآه وزلزله ربما تضيف إليه وربما ترفض، وفي الحالين إستفاد المجتمع من روح بحثية شريفة الهوى.. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا